ضمن إطار فعاليات شهر التراث والأدب الفلسطينيّ، استضافت المدرسة ابن عرابة الدّارس في ايطاليا الدكتور أحمد نعامنة، ليفاجئ الحضور أنه ليس طبيبا فحسب، وانّما عارف بالزّجل والغناء الشّعبيّ الفلسطينيّ، وأنه يؤدّيه على أصوله في حفلات ولقاءات خاصّة بذلك في داخل البلاد وخارجها. وقد قدّم الضّيف محاضرة عن تاريخ الزّجل ونشوئه، وعن أشكال الزّجل المعروفة والمواضيع التي يقال فيها هذا اللون من الغناء الشّعبيّ، ووضّح كذلك أسباب انتشاره في أقاليم ومناطق غير عربيّة كجزيرة سردينيا وصقليا وفي دول أمركا اللاتينيّة، فردّ ذلك الى عوامل سياسيّة واجتماعيّة، كما حدّث الحضور عن لقاءاته مع زجّالين لبنانيين، فأحيا معهم حفلات زجليّة، وتخلّل كلّ ذلك مقاطع زجليّة أنشدها الضّيف أثارت الحماس في نفوس الحاضرين ، فشاركوا من جانبهم بالتّصفيق والغناء.

استضافة الدكتور شكري عراف

وضمن فعاليات هذا الشهر كذلك، كان شرفا عظيما للمدرسة أن تستضيف الباحث الموسوعيّ الفلسطينيّ ابن قرية معليا الدّكتور شكري عرّاف يوم الثلاثاء الماضي، فأتحف الحضور بمحاضرته الهادفة والجادّة التي جذبت الجميع وشدّتهم، فأصغوا اليه بانتباه واهتمام بالغين، فتحدّث وباستفاضة عن تاريخه الحافل الغنيّ، وعن عمله الدّؤوب من أجل ترسيخ صورة الوطن بكلّ تفاصيله في الذّاكرة الجمعيّة لأبنائه، فأكّد، وهو الذي اصدر ستّة وعشرين اصدارا في هذه المجالات اضافة الى أربعة أخرى لا تزال تحت الطّبع، على ضرورة أن يدرس الفلسطينيّ جذوره دراسة علميّة موثّقة لا تزيّف التّاريخ، وأن يحرص على تسمية المواقع بأسمائها الفلسطينيّة الأصليّة بعيدا عن الأسماء المهوّدة التي تسعى الى طمس الحقائق وتذويبها، فهو الذي عمل في إصداراته المختلفة على توثيق الأماكن والمواقع والقرى والمقدّسات، وعلى تأصيل الوجود الفلسطينيّ في هذه البلاد. هذا وقد كان لحديث الدكتور شكري عرّاف صدى عميق في نفوس الحضور الذين شكروه على هذه المساهمات الجليلة لما لها من دور فاعل في تربية الجيل الجديد على حبّ ومعرفة الوطن والأرض.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]