بمناسبة اليوم العالمي لصحة القلب، سلطت وسائل الإعلام الضوء على حوار خاص مع البروفيسور إبراهيم مرعي، مدير وحدة كهرباء القلب في المركز الطبي تسفون (بوريا) وسكرتير الاتحاد الإسرائيلي لفسيولوجيا القلب، الذي تناول فيه واقع أمراض القلب في المجتمع العربي، عوامل الخطر المؤثرة، وأحدث طرق الوقاية والعلاج.

أكد البروفيسور مرعي أن نسب الإصابة بأمراض القلب، وخاصة أمراض الشرايين التاجية، أعلى في المجتمع العربي مقارنة بالمجتمع اليهودي. وأوضح أن الأسباب متعددة ومترابطة، تبدأ من ارتفاع نسب التدخين، بما في ذلك الأرجيلة التي يُعتقد خطأً أنها أقل ضررًا من السجائر، مرورًا بالعادات الغذائية الغنية بالدهون الضارة وقلة النشاط البدني، وصولًا إلى الاستعداد الوراثي وضعف الوعي الصحي وتأخر التشخيص. وأشار إلى أن محدودية المراكز الطبية المتقدمة في مناطق الشمال والجنوب، حيث تتركز غالبية السكان العرب، تزيد من خطورة الوضع.

تشخيص مبكر 

وشدد مرعي على أهمية التشخيص المبكر، إذ قد تكون بعض أمراض القلب صامتة دون أعراض واضحة. لكنه أوضح أن علامات مثل ألم الصدر المستمر، ضيق التنفس المفاجئ، اضطرابات دقات القلب أو ضعف القدرة على بذل مجهود اعتيادي، تستدعي مراجعة الطبيب أو التوجه فورًا إلى الإسعاف. وأضاف أن الفحوصات الدورية تظل خطوة ضرورية حتى في غياب الأعراض، لما لها من دور في كشف الحالات مبكرًا وإنقاذ الأرواح.

وفي ما يتعلق بالوقاية، دعا مرعي إلى تبني عادات يومية بسيطة لكنها حاسمة، مثل الامتناع التام عن التدخين والأرجيلة، الحفاظ على وزن صحي، ممارسة نشاط بدني منتظم كالمشي ثلاث مرات في الأسبوع، الالتزام بنوم كافٍ ومنتظم، والحد من استهلاك الملح والكافيين والكحول. هذه الخطوات، بحسب قوله، تُحدث فرقًا ملموسًا في خفض معدلات الإصابة وتحسين جودة الحياة.

العلاجات 

أما على صعيد العلاجات الحديثة، فأشار البروفيسور مرعي إلى أن المركز الطبي تسفون يُعد من أوائل المراكز التي أدخلت تقنية PFA – Pulsed Field Ablation لعلاج الرجفان الأذيني. وشرح أن هذه التقنية تعتمد على نبضات كهربائية دقيقة تستهدف بؤرة الاضطراب دون المساس بالأنسجة السليمة، مما يجعل العلاج أكثر أمانًا وفعالية. كما أنها تقلل من وقت العملية والتعرض للإشعاع، وتسمح بعودة المريض إلى حياته الطبيعية بسرعة، مع نسبة مضاعفات أقل من الطرق التقليدية.

واختتم مرعي بالتأكيد على أن الوقاية والفحص المبكر يمثلان خط الدفاع الأول ضد أمراض القلب، قائلاً إن خطوات صغيرة في نمط الحياة اليومية قادرة على إحداث تغيير كبير، داعيًا الجمهور إلى عدم التهاون في مراجعة الطبيب عند الشعور بأي مؤشرات غير مألوفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]