الدكتور محمد حسن، اختصاصي في قسم الأعصاب في المركز الطبي تسفون:
"توجد تقنيات حديثة لعلاج الصداع وآلام الوجه، والإفراط في تناول المسكنات قد يسبب الصداع الناتج عن الإفراط الدوائي"
"البوتوكس العلاجي حل فعّال للصداع النصفي المعقّد، وتوجد علاجات بيولوجية متقدمة تتيح تحكمًا أفضل في نوبات الشقيقة"
يعاني الكثير من الأشخاص، من آلام في الرأس والوجه، الأمر الذي يدفعهم لأخذ الأدوية المسكنة التقليدية، والتي قد تضر على المدى البعيد أكثر مما تنفع. ربما يقومون بذلك بسبب نقص الوعي حول العلاجات الحديثة لهذه الآلام أو بسبب عدم إتاحتها وتيّسرها في منطقتنا. مؤخرًا تم افتتاح عيادة جديدة متخصصة في آلام الرأس والوجه في المركز الطبي تسفون (بوريا)، تعمل كجزء من قسم الأعصاب، وتعرض تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا متقدمًا وحديثًا لحالات الألم المعقّدة – الصداع النصفي (الشقيقة/الميجرينا)، الصداع التوتري، مرورًا بآلام الوجه العصبية، وحتى الآلام التي تلي الإصابة أو العملية الجراحية، وقد تكون بشرى لهؤلاء الأشخاص.
للحديث عن الآلام، أنواعها، وأسبابها والعلاجات الحديثة المتاحة، كاستخدام البوتوكس العلاجي لآلام الشقيقة، وغيرها من علاجات، التقينا الدكتور محمد حسن، اختصاصي في قسم الأعصاب، في المركز الطبي تسفون (بوريا) وحاصل على تأهيل مهني تخصصي من عيادة آلام الرأس والوجه في شعاري تسيدك، وكان لنا معه الحديث التالي..
ما هي الخدمات التي تقدمها العيادة الجديدة التي أُقيمت مؤخرًا في المركز الطبي تسفون؟
"تقدم العيادة خدمات كاملة لتشخيص وعلاج آلام الرأس بأنواعها المختلفة، مع التركيز على تقديم طب شخصي يناسب كل مريض ومريضة. نقوم بإجراء تشخيص سريري شامل، وبناء خطة علاجية فردية تعتمد على نوع الحالة وأسبابها وحالة المريض. بالإضافة إلى ذلك، نقدّم علاجات دوائية وغير دوائية، بما في ذلك حقن البوتوكس العلاجية لحالات الشقيقة المعقّدة، وكذلك علاجات تخدير الأعصاب التي تساعد على التخفيف من الألم لفترات طويلة وغيرها".
حدثنا أكثر عن استخدام البوتوكس العلاجي في العيادة الجديدة؟
"أود أن أوضح بدايًة أننا نتحدث عن البوتوكس العلاجي وليس الذي يستخدم لأغراض تجميلية. نستخدم البوتوكس العلاجي لحالات الصداع النصفي المعقد، حيث يُساعد على تقليل عدد النوبات وحدّتها من خلال تثبيط الإشارات العصبية وتقليل التوتر العضلي والتشنجات في الرأس والرقبة. يتم حقن البوتوكس في أماكن محددة في الرأس والكتفين، ولا يترك آثارًا ظاهرة. العلاج معد للرجال والنساء".
ما الذي يميز العيادة الجديدة؟
"ما يميزنا هو التخصص الدقيق في هذا المجال، خاصة أن منطقتنا في الشمال تفتقر إلى عيادات مختصة تعالج آلام الرأس بشكل مهني وشامل. هذه أول عيادة من نوعها في المنطقة، وأقيمت لسد فجوة كبيرة في خدمات طب الأعصاب الموجهة للمجتمع المحلي في المنطقة. قبل تأهيلي في هذا المجال، ونعتمد فيها أحدث الأساليب العلاجية، حيث اجتزت تأهيلاً مهنيًا في عيادة أوجاع الرأس والوجه في مستشفى شعاري تسيدك في القدس".
هل هناك وعي كافٍ في المجتمع العربي حول الآلام افي الرأس والوجه؟
"للأسف، هناك نوع من قلة الوعي حول أهمية التوجه إلى الطبيب المختص في هذا المجال. الكثيرون يكتفون بتناول مسكنات الألم بشكل مفرط، ما يؤدي أحيانًا إلى تفاقم الحالة وتحوّل الصداع إلى مزمن. مهم أن نوضح أن الإفراط في استخدام المسكنات قد يسبب نوعًا من الصداع الناتج عن الإفراط الدوائي، وهو ما يزيد من تعقيد العلاج".
ما هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشقيقة؟
"لا توجد أسباب مؤكدة علميًا، لكن هناك عوامل وراثية وعوامل بيوكيميائية مثل اضطرابات في توازن مادة السيروتونين، وتغيّرات في الأوعية الدموية. كما أن هناك محفزات خارجية مثل التوتر والضغط النفسي، قلة النوم، تغييرات الطقس، الأصوات العالية، بعض أنواع الطعام والشراب مثل الكافيين، الأجبان، الكحول، الضوء القوي، الروائح، الأصوات العالية، تغييرات الضغط الجوي. كذلك هناك تغيرات هرمونية تؤثر بشكل خاص على النساء، خاصة خلال فترة الدورة الشهرية".
كيف يتم علاج الشقيقة؟
"لدينا نوعان من العلاج: علاج للنوبات الحادة عندما تقع. وعلاج وقائي مانع للنوبات، ويشمل أدوية تؤخذ بشكل دوري مثل الإبر الشهرية أو حقن البوتوكس العلاجية أو أدوية بيولوجية حديثة. ننصح المرضى باتباع نمط حياة صحي، وممارسة التمارين مثل اليوغا والتأمل، وتجنّب المحفزات مثل السهر المفرط، التعرض للشمس بشكل مباشر، وتفويت وجبات الطعام".
ما هي الحالات التي تستدعي استشارة طبية فورية؟
هناك عدة علامات تحذيرية منها: صداع مفاجئ وشديد يشبه الصاعقة. صداع مصحوب بضعف في الأطراف أو اضطرابات في النطق أو الرؤية. صداع يبدأ بعد إصابة في الرأس. صداع يوقظ من النوم. صداع جديد لدى الحوامل أو كبار السن أو مرضى السرطان أو نقص المناعة. تغيرات بصرية (رؤية فلاشات)، تنميل، تغيرات في النظر".
هل هناك تطورات في طرق العلاج مؤخرًا؟
"بالتأكيد، هناك علاجات بيولوجية حديثة يمكن حتى استخدامها في المنزل، تشمل إبرًا شهرية تُعطى في منطقة البطن أو الذراع، وتُستخدم كعلاج مانع. كما توجد أدوية متطورة لعلاج النوبات الحادة. اليوم، هدفنا هو تقليل عدد النوبات وحدّتها، وإعادة المريض إلى حياته الطبيعية بأسرع وقت ممكن".
هل توجد أنواع أخرى من الصداع يتم التعامل معها؟
"نعم، نعالج أيضًا أنواعًا مثل: ألم الرأس العنقودي. الصداع المزمن بعد إصابات الرأس أو العمليات الجراحية. صداع الشد العضلي أو الضاغط. حالات انتكاسية معقدة. كما نقوم بتحديد نوع الصداع بدقة وبناء خطة علاجية تناسب كل حالة على حدة، بناءً على وضعه الصحي العام، العمر، الأمراض المرافقة مثل مشاكل تخثر الدم أو أمراض الأوعية".
[email protected]
أضف تعليق