بقلم : سريا نجيدات - مستشارةً رفع وتمكين المراه في مركز السلطات المحليه في اسرائيل (المجتمع العربي)

مع اقتراب يوم المرأة العالمي، نحتفي بالمرأة العربية التي أثبتت عبر التاريخ أنها قوة لا يستهان بها، قادرة على التغيير وصناعة المستقبل. بين الماضي والحاضر، قطعت المرأة العربية شوطًا طويلًا في مسيرتها نحو التمكين، متجاوزة التحديات التي فرضتها العادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية.

المرأة في الماضي: تحديات ومكانة متغيرة
في العصور القديمة، لعبت المرأة العربية أدوارًا بارزة في المجتمع، حيث كانت ملكات، شاعرات، وتاجرات، كما في حالة الملكة بلقيس أو خديجة بنت خويلد. إلا أن الظروف الاجتماعية لاحقًا قيّدت حريتها وجعلتها في كثير من الأحيان أسيرة الأدوار التقليدية. ومع ذلك، لم يكن هذا القيد مطلقًا، فقد استمرت النساء في النضال، سواء عبر المشاركة في الثورات أو التعليم أو العمل.

المرأة العربية في العصر الحديث: خطوات نحو التمكين
شهدت العقود الأخيرة تغييرات جذرية في حياة المرأة العربية، حيث أصبحت حاضرة في مجالات السياسة، الاقتصاد، والعلوم. فقد تقلدت مناصب قيادية، وأثبتت كفاءتها في مختلف الميادين. اليوم، نجد الوزيرات، البرلمانيات، والسفيرات في العديد من الدول العربية، إلى جانب نساء عربيات تميزن في الطب والهندسة والتكنولوجيا وريادة الأعمال.

التعليم كان ولا يزال المفتاح الأساسي لتحرر المرأة، حيث شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في نسبة التحاق النساء بالتعليم العالي، ما انعكس على مشاركتهن في سوق العمل، رغم استمرار التحديات مثل الفجوة الجندرية في الأجور وصعوبة الوصول إلى بعض المناصب القيادية.

التحديات التي لا تزال قائمة
ورغم كل هذا التقدم، لا تزال المرأة العربية تواجه تحديات كبيرة، مثل العنف الأسري، القوانين التي تميّز ضدها، والضغوط الاجتماعية التي تحدّ من حريتها. في بعض المجتمعات، لا تزال المرأة تعاني من تقييد حرية التنقل والعمل والاختيار، ما يتطلب مزيدًا من الجهود لضمان تحقيق العدالة والمساواة.

نحو مستقبل أكثر إنصافًا
في يوم المرأة العالمي، يجب أن نؤكد على أهمية استمرار العمل من أجل تحقيق المساواة الكاملة، ليس فقط من خلال القوانين، بل أيضًا عبر تغيير الذهنيات التي تحاول حصر المرأة في أدوار نمطية. إن دعم المرأة وتمكينها يعني تقدم المجتمع بأسره، فكل خطوة تخطوها المرأة نحو النجاح هي خطوة نحو مجتمع أكثر تطورًا وعدالة.

ختامًا، إن المرأة العربية ليست مجرد رقم في الإحصائيات، بل هي صوت يروي حكاية كفاح، وأمل يشق طريقه نحو مستقبل أكثر إشراقًا. لنحتفِ اليوم، وغدًا، وكل يوم بإنجازاتها، ونجعل من تمكينها قضية مستمرة لا تتوقف عند حدود الاحتفال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]