بحث إسرائيلي: السمنة تهدد صحة المراهقين بأمراض خطيرة قبل العشرين

أظهر بحث إسرائيلي جديد أن المراهقين الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن يواجهون خطر الإصابة بأمراض خطيرة، منها السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى مشاكل صحية أخرى تؤثر على جودة حياتهم قبل بلوغ سن العشرين.

البحث، الذي قاده فريق من الباحثين في سلاح الطبابة بالجيش الإسرائيلي بالتعاون مع مركز "شيبا" الطبي، استند إلى بيانات 1.2 مليون شاب وشابة تقدموا للتجنيد بين عامي 1996 و2017. النتائج كشفت عن ارتباط قوي بين السمنة في مرحلة المراهقة وزيادة خطر الإصابة بأمراض قد تؤدي إلى إعفاء هؤلاء الشباب من الخدمة العسكرية لأسباب طبية.

مخاطر السمنة الصحية

وفقًا للبحث، فإن تأثير السمنة يظهر في عدة مجالات:

- الأمراض الأيضية: مثل السكري، حيث ارتفع خطر الإصابة لدى الذكور بمعدل 24 مرة، ولدى الإناث بمعدل 14 مرة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: زاد خطر الإصابة بها بنسبة 200% لدى الذكور و250% لدى الإناث.
- مشاكل أخرى: تضمنت زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز العصبي بنسبة 36%، وأمراض الجهاز الهضمي بنسبة 69% لدى الذكور و250% لدى الإناث، بالإضافة إلى أمراض الجلد بنسبة تصل إلى 70%.

تأثير درجات السمنة

البحث صنّف الشباب وفقًا لمؤشر كتلة الجسم (BMI) لتوضيح العلاقة بين السمنة ودرجة الخطر:

- زيادة الوزن (BMI بين 25-30): ارتفع الخطر بنسبة 21%.
- السمنة من الدرجة الأولى (BMI بين 30-35): زاد الخطر بنسبة 39%.
- السمنة من الدرجة الثانية (BMI بين 35-40): تضاعف الخطر بمعدل 2.82 مرة.
- السمنة المفرطة (BMI فوق 40): ارتفع الخطر بمعدل 5.14 مرة لدى الذكور و7.3 مرة لدى الإناث.

أبعاد اجتماعية وصحية

أشار البحث إلى أن السمنة ليست مشكلة جمالية فقط، بل تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة للشباب وقدرتهم على أداء واجباتهم، سواء في الخدمة العسكرية أو الحياة اليومية. كما كشف أن ما يقرب من 10% من حالات الإعفاء الطبي من الخدمة العسكرية ترتبط بالسمنة.

الوقاية كحل

أكد الباحثون على أهمية الوقاية من السمنة منذ الصغر. وأوضحوا أن خفض معدلات السمنة بين الشباب قبل التجنيد يمكن أن يقلل من الإعفاءات الطبية بنسبة تصل إلى 11% لدى الذكور و10% لدى الإناث، ما يؤكد الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لمكافحة السمنة في مراحل الطفولة والمراهقة.

البحث نشر مؤخرًا في مجلة Lancet Diabetes & Endocrinology، وسلط الضوء على الحاجة إلى التدخل المبكر لضمان صحة أفضل للشباب وتقليل تكاليف الرعاية الصحية المستقبلية.