يواجه الأهل معاناة من نوع خاص مع الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، خاصة في موسم دخول المدارس. ففي مثل هذا الوقت من العام، تضطر الأمهات لمحاولة إعادة الصغار -الذين لا يجيدون الالتزام بالروتين بطبعهم- إلى روتينهم اليومي الصارم وما يتبعه على مدار اليوم من معارك ومشكلات بلا حصر من أجل قضاء العام الدراسي بأقل قدر من الأضرار.
غير أن الخبراء ينصحون بمجموعة من التدابير للتعامل مع أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه مع بداية العام الدراسي.
وبحسب المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حياة أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه لا تكون سهلة على الإطلاق خلال العام الدراسي، ويزداد الأمر سوءًا حين يضطر الطفل للانتقال من مدرسة لأخرى، أو حين تقع تغييرات غير متوقعة، كما جرى سابقًا خلال جائحة كوفيد.
وعادة ما تبرز معاناة أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه داخل المدرسة في العديد من المظاهر أهمها صعوبة التخطيط والتنظيم وإدارة السلوك، والاضطرار إلى الجلوس ساكنين في الوقت الذي يعانون فيه من فرط النشاط،كذلك الشعور بالملل وبذل جهد ذهني أكبر لأداء المهام ومواجهة الصعوبات في العلاقات الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى المعاناة من مشاكل السلوك والتصرف مثل اضطراب المعارضة والتحدي واضطراب السلوك.
وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة فحص كل طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بحثًا عن اضطرابات ومشاكل أخرى، مثل اضطرابات التعلم، وعسر الحساب أو عسر الكتابة أو عسر القراءة، والقلق والاكتئاب.
ويقترح المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أفكارًا إضافية مبتكرة يمكنها مساعدة الأطفال لمزيد من الالتزام خلال العام الدراسي، مثل التحدث بانتظام مع الأشخاص الذين يلعبون أدوارًا مهمة في حياة الطفل مثل المعلمين ومستشاري المدرسة، وقادة الأنشطة، أو مقدمي الرعاية الصحية، ومتابعة التطورات الاجتماعية للطفل في المجتمع والبيئة المدرسية مثل كيفية تعامله مع أقرانه، فهذه العلاقات بنفس أهمية الدرجات الدراسية، كذلك يجب إيجاد طرق جديدة لمنع الأطفال من الشعور بالملل وإبقائهم منخرطين في التعلم، وابتكار طرق لممارسة المهارات الاجتماعية وبناء العلاقات،أيضًا الالتزام بنظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة مع اختيار مصادر البروتين الخالية من الدهون.
وينصح المركز بالحرص على مشاركة نشاط بدني وعدم التوقف عن ممارسة الرياضة أثناء العام الدراسي، والحد من الوقت الذي يتم قضاؤه أمام الشاشات يوميًا والحصول على ساعات النوم الموصى بها كل ليلة بناء على العمر، هذا بالإضافة للانتباه إلى إمكانية الإصابة بالقلق أو الاكتئاب والتعامل معهما باهتمام عبر الجلسات النفسية والعلاج وإيجاد حلول صعوبات التعلم عبر تحديدها وبدء التعامل معها.
يذكر أن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يعد الحالة العقلية ومشكلة النمو الأولى بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، والذين يفوق عددهم عدد من تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد بحوالي 4 أضعاف.
وتظهر أعراض نقص الانتباه مع فرط النشاط عادة بين عمر 3-6 أعوام، ويتم تشخيص الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الشديد في سن الخامسة تقريبًا.
ويعاني 3 من كل 10 أطفال مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أعراض تستمر حتى مرحلة البلوغ، علمًا بأن الأعراض تصبح أكثر اعتدالًا مع نمو الأطفال في الكثير من الأحيان.
[email protected]
أضف تعليق