يعزز المركز الوطني لزراعة الأعضاء من فعالياته من أجل رفع الوعي لأهمية التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي ويعقد العديد من المحاضرات المجانية التوعوية حول الموضوع في المدراس، المراكز الجماهيرية وبيوت المسنين والعديد من الأطر المجتمعية. عن أهمية رفع الوعي في المجتمع العربي لأهمية التبرع بالأعضاء في هذه الفترة ونظرا لارتفاع المستمر في عدد الموجودين ضمن قائمة الانتظار القطرية لتلقي الأعضاء، تحدنا مع منسقة زراعة الأعضاء في المجتمع العربي الممرضة مريم شلبي.
بداية حدثنا عن طبيعة عملك؟
أنا من قرية سولم، أنهيت تعليمي في موضوع التمريض في جامعة حيفا ومستشفى رمبام. منذ بدء مسيرتي المهنية أجريت عددا من التخصصات في العلاج المكثف وأشغلت عددا من الوظائف في المجال الطبي واليوم اعمل رئيسة طاقم الممرضين في مستشفى العفولة ومدربة طلاب التمريض. والاهم بالنسبة لي منسقة المجتمع العربي في المركز الوطني لزراعة الأعضاء والذي أعتبره رسالة مقدسة وليس عملا. تحديات كبيرة من نوع آخر بالنسبة لي، على الصعيدين المهني والشخصي. خلال سنوات عملي الطويلة رأيت مرضى يفقدون حياتهم خلال الانتظار لزراعة عضو معين بعد أن نفدت كل طرق العلاج المطروحة أمام الطاقم الطبي. واليوم أقوم بالتواصل مع العائلات الثكلى ومرافقتها خلال لحظاتها الحرجة بعد ثبوت الموت الدماغي من أجل التبرع بأعضاء ذويهم وانقاذ حياة أشخاص اخرين وأعمل على رفع الوعي في المجتمع العربي من خلال المحاضرات المجانية التي اوفرها للمدارس وبيوت المسنين وكل من يطلب المعلومات حول الموضوع.
كيف تقيّمين مستوي الوعي حول التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي؟
أستطيع أن أقول ان مستوى الوعي في ارتفاع مستمر، بسبب الفعاليات التي نقوم بها في المركز الوطني للتبرع بالاعضاء والتي تهدف الى التواصل مع الجمهور في المجتمع العربي وكشف أهمية هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام وصفحتنا على الفيسبوك والمحاضرات في الميدان والعمل المتواصل مع رجال الدين. لا شك أن قصص العائلات الشجاعة التي تنشر حول قرار العائلات الشجاعة التي قررت التبرع بالأعضاء ورغبتهم في تخليد ذكرى ذويهم، والتواصل مع العائلات التي تلقت الأعضاء لها تأثير كبير، خاصة وأن التبرع بالأعضاء يخص جميع شرائح المجتمع وينقذ حياة الجميع بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي. الكلمات تعجز عن وصف قرار العائلات التي تقرر التبرع بالأعضاء ومنح الحياة لأشخاص لا يعرفونهم.
ما هي بطاقة ادي وأهمية التوقيع عليها؟
بطاقة أدي تدعى على اسم ايهود بن درور الذي توفي حين كان ينتظر التبرع كلية ، الموقعون على بطاقة المتبرع يعربون عن استعدادهم للتبرع بأعضائهم للزراعة بعد وفاتهم وبذلك يقدمون واجباً إنسانياً سامياً لإنقاذ الحياة. التوقيع على البطاقة عبارة عن وصية روحانية لأبناء عائلتهم، تسهل عليهم اتخاذ القرار بالتبرع بأعضائهم. يشمل قانون زراعة الأعضاء 2008 بند – فريد وهو الأول من نوعه في العالم، يمنح بموجبه للمتبرعين الموقعين على البطاقة وأبناء عائلاتهم القريبين أفضلية في قائمة المنتظرين للزراعة، إذا اضطروا لا سمح الله إلى ذلك في المستقبل. عمليا التوقيع على البطاقة يساعدني ويساعد العائلة عل اتخاذ القرار بإنقاذ حياة عدد من الأشخاص وقت الحاجة.
هل تعملون ايضا على تشجيع التبرع بكلية بين الاحياء؟
طبعا، ان زمن الانتظار للحصول على كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية يتراوح بين 4-5 سنوات ترافقها معاناة مستمرة خلال اجراء الدياليزا. ومن المهم ايضا ان نشجع التبرع بين الاحياء ووقف الانتظار الطويل لوصول كلية من متوفى. اليوم وبفضل البرنامج الوطني (للتقاطعات) يمكن التبرع بكلية حتى في غياب ملائمة طبية والتغلب على هذه المشكلة وتحقيق رغبة المتبرع بالتبرع ورغبة المتبرع له بالحصول على كلية مناسبة طبيا. برنامج التبادل الوطني التابع لوزارة الصحة يتيح اجراء "تبادل" بين المتبرعين والمرضى المسجلين في البرنامج والعثور على كلية ملائمة طبيا.
ماذا عن موقف الاديان من هذا الموضوع؟
تجيز الديانات المختلفة التبرع بالأعضاء والانتفاع بها ما دامت تحقق المصلحة وتنقذ حياة إنسان لقوله تعالى : " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " وما دام المنقول منه لا يضار وأيد هذا الرأي علماء لهم فتاوى فردية ومجامع فقهية معتبره فمن العلماء الشيوخ جاد الحق علي جاد الحق, يوسف القرضاوي، محمد سيد طنطاوي ونصر فريد واصل، عطية صقر، علي جمعة، محمد نعيم ياسين، والشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار المقدسة ومصطفى الزرقا، عبد الرحمن بن ناصر السعدي وإبراهيم الدحقوبي وغيرهم ممن يعتبرونها صدقة جارية.
المجامع الفقهية التي أيدت هذا الرأي فمنها :مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجده في المملكة العربية السعودية في 6/11/1988م والمجلس ألأوروبي للإفتاء والبحوث والمؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في ماليزيا 1969 ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وهيئة كبار العلماء بالسعودية ولجان الإفتاء بالأردن والكويت ومصر والجزائر وغيرها. ويؤكد علماء المسلمين للعلاقة الوثيقة بين التعاليم الإسلامية والحقائق الطبية لكون الإسلام يدعو إلى كل ما يخدم الإنسانية وهذا يتوافق مع موقف رجال الدين عندنا الشيخ مشهور فواز والشيخ عكرمة صبري ورجال الدين المسيحيين الذين يشجعون بل ويحثون على التبرع بالاعضاء وفق الضوابط الشرعية.
[email protected]
أضف تعليق