من المعروف أن الحروب بشكلٍ عام تحمل تأثيراتٍ نفسية كبيرة على السكان، وفي ظل الحرب الدائرة بين اسرائيل وغزة، حاور موقع بكرا يعاد غنادري حكيم - اختصاصية نفسية اكلينيكية ورئيسة رابطة السايكولوجيين العرب في البلاد.
ما هي التأثيرات النفسية للحرب على المواطنين في البلاد؟
يمر شعبنا بظروفٍ صعبة للغاية تهدد الصحة البدنية والنفسية للفرد والجماعات، يشعر الإنسان منا بقلق كبير وبمخاوف شرعية. صور هدم المباني، والترويع والقتل والترحيل، تعيد للذاكرة مشاهد ماضية، وأيضًا عدم القدرة على استيعاب حدث بهذا الحجم، وعدم اليقين مما ستؤول اليه الأمور، بالإضافة الى انعدام الشعور بالأمان وبوجود منظومة سياسية ستحمينا كأقلية قومية في البلاد، هي جميعها عوامل تزيد من تركيبة الموقف.
ما هي اجراءات الأمان التي يجب اتباعها خلال الحرب؟
لنتذكر اننا بالغون وأطفال نختبر مشاعر طبيعية في ظروف غير طبيعية، ومهما كانت احاسيسنا وردات افعالنا علينا التشبث بالأمل، وبأننا نمتلك مصادر دعم داخلية، واخرى اسرية ومجتمعية ستساعدنا. ضرورة الحذر واتباع اجراءات الأمان لحماية انفسنا واحبائنا ضرورة اولى، يليها التنبه للاشاعات التي هي جزء من منظومة التهويل لهندسة وعي باتجاه معين. اما تقنين متابعة قنوات الاخبار فهو امر غاية في الاهمية، حيث توهمنا شبكات التواصل والشاشات اننا نتحكم نوعا ما - من خلال معرفة المعلومة- بما قد يمر علينا، ولكن في حقيفة الأمر فهي تغمرنا اكثر من قدرتنا على الهضم، وبالتالي تجعلنا سلبيين متسمرين امام اللاحول بدل دفعنا الى الفعل.
ماذا مع الأطفال في ظل الحرب وكيف نمنع التأثيرات السلبية عليهم؟
يفوق الحدث قدرة الاطفال على تهدئة أنفسهم، وهم بالتالي بحاجتنا كأهالي وبالغين لوضع ما يختبروه من مشاعر في قالب كلامي، ويحتاجون منّا القرب الجسدي، وأيضًا التفعيل لإلهاء النفس والدماغ عمًا يجري ولو جزئيا.
هناك توقعات بأن الحرب يمكن أن تستمر فترة زمنية طويلة، فكيف يجب أن نتعامل مع هذه المسألة؟
نحن ايضا كبالغين علينا ضمان توفير الاكل والمشرب، واخذ قسط من الراحة بالقدر الاكبر الممكن، وهي ليست بالرفاهيات بل حاجات اساسية، لنعتبرها زادًا سيحصننا، لنستطيع الصمود لفترة اطول امام صعوبة الحدث. التواصل مع الأحباء والاطمئنان عليهم، كما ومشاركة مشاعرنا مع من نرتاح لهم موصى بهم ايضا. وفرت صناديق المرضى والجمعيات وأطر الطوارىء خدمات مهنية مجانية، لمن يجد انه بحاجة لمتابعة وعون اكبر، حاولوا الاستفادة منها لأجلكم ولأجل أطفالكم واهاليكم.
كلمة أخيرة توجهينها
تذكروا اننا كشعب مررنا بظروف حالكة، واستطعنا سوية التغلب عليها وهذا ما سيكون المرة ايضًا.
Photo by Atia Mohammed/Flash90
[email protected]
أضف تعليق