تحدث الدكتور طارق عشاير وهو طبيب باطني في القدس في لقاء بموقع "بكرا" حول تجربته الشخصية مع مرض الكورونا.
وناشد المواطنين بالالتزام التام بتعليمات وزارة الصحة وتجنب التجمعات والتزام الحجر الصحي والبقاء في المنازل حال ظهور أعراض مشبوهة لمرض الكورونا كارتفاع الحرارة أو السعال الجاف أو ألام الحلق وغالباً يرافقها الام في الراس والمفاصل ولاحقاً قد يتبعها فقدان حاسة الشم والتذوق فعندها عليكم بالتزام الحجر الصحي وإبلاغ الجهات المسؤولة سواء طبيب العائلة أو وزارة الصحة وإبلاغ الأهل والأصدقاء وكل من كان قد اختلط معهم في الأيام السابقة لظهور الأعراض وذلك لأخذ الحذر والحد من استمرار انتقال العدوى...علما بأن الإنسان قد يحمل وينقل العدوى دون ظهور أي أعراض مما يزيد من خطورة الأمر ..
رحلة شاقة
ويقول الدكتورعشاير " مؤخرا خرجت من المستشفى بعد رحلة شاقة مؤلمة خانقة استمرت أكثر من أسبوعين...فقد بدأت الأعراض تظهر علي الزكام وألام العضلات والسعال الجاف ..فالتزمت الحجر في المنزل ليومان ...ومن بعدها بدأت الحرارة ترتفع وألام العضلات والمفاصل يزداد والسعال أصبح رطبا والنفس بدأ يضيق ...ذهبت إلى المستشفى لعدم استطاعتي وانا الطبيب السيطرة على الأعراض... وفي المستشفى أخذت الأمر بالتدهور والنفس يزداد ضيقاً والألم وموجات الحرارة تزداد....وبعد يومان بالمستشفى شعرت وكأن الرئتين قد أغلقوا ونزل تركيز الأكسجين بالدم وبدأت بالاختناق رغم العلاج بالكورتيزول وأدوية السعال والمضاد الحيوي والمسكنات التي لازمتني باستمرار ...تم حينها اتخاذ قرار من قبل الأطباء نظراً لوضعي الحرج جداً بنقلي إلى وحدة العناية المركزة.. فأمضيت يومان كانا الأصعب والألم في حياتي كلها.. فقد أصابني الذعر والخوف من نوبات السعال الخانقة ومن وضعي المتدهور كوني طبيبا متابعا لوضعي،،،فكان الأمل حينها بعون الله ليستطيع جسمي التغلب على الفيروس،، فليس هناك دواء علاجي يقضي على هذا الفيروس اللعين،،،كل هذا الوقت كنت أتنفس الأكسجين عن طريق أجهزة التنفس الاصطناعي ...وبمرور الوقت والصبر على الألم والصمت التام محاولة للسيطرة على السعال وضيق النفس مرت ذروة المرض...وبدأ جسمي بقدرة الله يستعيد قواه والتنفس يتحسن تدريجيا وبدأت بالعلاج الطبيعي والأدوية المساعدة والصبر باستعادة قواي وها أنا عدت إلى بيتي بعد غياب ما يقارب الشهر بين عزل وعلاج.
توصيات
وأوصى الدكتور عشاير المواطنين وقال " عليكم ان تلتزموا بلبس الكمامة والمحافظة على المسافة بين الأفراد...وأن تتجنبوا الاختلاط والتجمعات ما استطعتم.. الأمر في غاية الجدية وليس سياسة أو انفلونزا عابرة...فألمه شديد وخطره كبير والحلول قليلة والأمر أخذ بالتدهور في مجتمعنا العربي".
وأضاف " في قسم الكورونا رأيت مدى صعوبة المرض ووضع المرضى سواء النفسي أو الجسدي، وللأسف أكثر من ثلثي المرضى من وسطنا العربي."
[email protected]
أضف تعليق