إن الوضع الراهن في المدارس وعودة الطلاب اليها، هو وضع مركب وغير عادي، ويأتي هذا الوضع في ظل انتشار فايروس كورونا من جديد، والخوف هو سيد الموقف، وتناقل المعطيات بوسائل الإعلام، والمعتمدة على الاشاعات يزيد الضغط النفسي على الأهالي وعلى الطلاب.
وضع مركب
هذا ما بدأ به احمد جبارين رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب القطرية قال ل "بكرا": لقد ذكرنا من بداية الأزمة بأن هذه الأزمة هي أزمة صحية، ومن يبت فيها هم ذوي الاختصاص من الأطباء والأخصائيين في مجال الطب والصحة، وقد اعتمدنا لجنة الصحة القطرية، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، والتي تضم نخبة من الأطباء الأكفاء، والذين عملوا من بداية الأزمة على متابعة وجمع المعطيات الطبية والصحية من أجل عرضها على الهيئة العامة للطوارئ في المجتمع العربي بشكل مهني. والتي ساعدتنا بشكل كبير جداً لاتخاذ القرارات الانسب بخصوص جهاز التربية والتعليم، وإعادة الطلاب لمقاعد الدراسة. وحسب معطيات لجنة الصحة فإن الوضع القائم لا يدعو الى القلق، لأن انتشار الفايروس في البلدان العربية نسبته لا تزيد عن 1%. ستعقد الهيئة العامة للطوارئ جلسة يوم غدٍ الخميس، الساعة الخامسة مساءاً من أجل تقييم الوضع وإصدار بيان تعباً لنتائج الجلسة.
وتابع: بحسب طرح الوزارة الاخير لإعادة الطلاب للمدارس، هو إعادة عادية، والتعليمات حسب وضع طوارئ، أي أن هناك تناقض في الطرح من نفس المصدر، اذ ان التعليمات بالابتعاد بين كل طالب وطالب مسافة مترين، تحتاج لمساحة مضاعفة لصفوف، بينما بالواقع طرحت الوزارة إعادة كل طلاب الصف، وهذا أحد البنود الذي يصور مدى عدم إمكانية تنفيذ طرح الوزارة على أرض الواقع.
بناء على ما ذكر أعلاه، فإننا نطرح نمط واقعي لإعادة الطلاب للدراسة، وهو التعليم بورديات قبل الظهر وبعد الظهر، وتفعيل المدارس الجماهيرية، والتي بحالة الطبيعة من المفروض أن تفعل بعد الظهر، سبق وأن طرحت وزارة التربية والتعليم التعليم بورديات في شهر رمضان، اي طرحته بوقت غير قابل لتنفيذ، والان بإمكانها تفعيل هذا الطرح، والاستمرار فيه خلال السنة الدراسية القادمة إذا لزم الأمر لاستيفاء تعويض الساعات التي خسرها أبنائنا منذ نشوب الأزمة الحالية. وهناك بدائل اخرى عديدة، تفعيل التعليم يوم من ايام الجمعة او السبت، استغلال مساحات المدرسة والساحات وتقسيم الصفوف لمجموعتين، المجموعة الأولى تتعلم بشكل مباشر، والاخرى تتعلم عن بعد، وتبادل المجموعتين باليوم التالي. كما انه يتوجب على وزارة التربية والتعليم أن تتوصل لاتفاق مع منظمات المعلمين على كل هذه الطروحات، وبالطبع حل هذه الطروحات هو حل مادي، اي يجب ضخ الميزانيات اللازمة، وتجنيد وتوظيف معلمين ينضموا للهيئات التدريسية حتى يتم بالفعل تخطي هذه الازمة، لأنه لا يعقل تخطي الازمة والاستمرار بإدارة جهاز التربية والتعليم مع الطواقم الفاعلة بفترة الازمة وكأننا بوضع عادي.
قرار شخصي يتخذه كل اهل بحسب معايير خاصه بهم كأهل
نبيلة فرح سيكولوجية مرشدة في علم النفس التربوي: نحن لا نعلم بالتحديد متى تنتهي ازمة كورونا هناك ضبابية حول الموضوع لذلك يتوجب علينا التعامل والتأقلم مع الوضع. كل منا شعر وتعامل مع هذه الفترة ومع الرجوع للعمل ورجوع ابنائنا للمدارس بطريقته الخاصة. هناك من اختار ارجاع ابنائه ومنا من اختار البقاء في البيت. مهم الانتباه انه هذا قرار شخصي يتخذه كل اهل بحسب معايير خاصه بهم كأهل، بأبنائهم وبظروفهم الحياتية الخاصة ومهم احترام قرار كل عائله بدون تشكيل ضغوطات اجتماعيه. بالمقابل يتوجب علينا كبالغين ان نكون سندا وعنوانا لأولادنا. ان اشارك وأفسر لابني هذا القرار والحديث ايضا عن الامور التقنية واعطائها تفسير، هذا من شانه ان يزيد الشعور بالسيطرة. ان نكون حاضرين لسماع افكارهم، مشاعرهم تجربتهم وطريقة تعاملهم مع الموضوع في المدرسة وخارجها في المدارس كان هناك حديث مع الطلاب عن كل هذه الفترة وما تحملها من ايجابيات وسلبيات ومشاعر مختلطة. وهنا مهم ان نشجع طلابنا على التعبير الصادق غير المتأثر بالمجموعة. كما ان المدارس العربية التزمت بتنفيذ التعليمات وهيأت نفسها لتعليمات وزارة الصحة وغيرت نهجها تماشيا مع كل امر يصب في مصلحة الطالب وحمايته الصحية. ارتداء كمامات في الحصص وعدم وجود العاب فيها لمس خلال الفرص.
ونوهت مختتمة حديثها ل "بكرا": علينا التذكر أننا يجب أن نكون عنوانا لأبنائنا، هذا الامر يطبق عندما يرى ويشعر ابننا بتواجدنا ليس فقط الجسدي وانما ابداء الاهتمام به، بالأحداث والتجارب اليومية التي يمر بها. هذا الامر الذي يحدد ما إذا سيشاركني ابني عندما يكون بحاجه لمساعده ام انه سيختار عدم مشاركتي.
معادلة مناسبة وموازنة
خالد حسن رئيس لجنة اولياء امور الطلاب في مدرسة النجاح الابتدائية- المكر رأى بدوره اننا نُعَلم أبناءنا لأننا نؤمن بأن العلم هو عامود البيوت والحضارات، ولا نُعَلمهم لكي نحضرهم للامتحانات فقط، وتابع: فبالرغم من قرار الوزير التالي، أرجو من الأهل الكرام أن تبنوا برنامجاً تعليميا في بيوتكم لأبنائكم وأن لا تعتمدوا فقط على قرارات الوزارة في هذا الصدد. وأرجو من الهيئات التدريسية تضع المعادلة المناسبة والتي توازن بين قرارات الوزارة وبين وجوب استمرارية تعليم أبناءنا.
واقتبس من اقوال وتصريحات وزير التربية يوآف غالانت والذي قال انه "بناء على توصيات المهنيّين في وزارة التّربية قرّرت عدم اجراء امتحانات في المدارس الابتدائيّة حتّى نهاية هذا العام الدّراسي وعدم توزيع شهادات مع علامات لطلاب الصّفوف الأولى- الخامسة. البديل اعطاء الطلاب مردود شخصي يعبّر عن جهوده واجتهاده خلال الفترة الأخيرة. وأمّا بالنّسبة لطلاب الصّفوف السّادسة (ولطلاب الصّفوف الثّامنة في المدارس الابتدائيّة حتّى الصّف الثّامن) يحصلون على شهادات انتقال للمرحلة المقبلة كما كان الحال مع نهاية كل عام.
وتابع: الوزير غالانت قال بأنّه سيقوم القسم الابتدائي بنشر مادّة مفصّلة عن الموضوع. الوزير غالانت قال أيضا بأنّ التعلّم عن بعد أحدث استقرارا في جهاز التّعليم وان المعلّمين قاموا بواجبهم على أكمل شكل. الى جانب ذلك تميّزت هذه الفترة بالضغط والتّوتّر عند الطلاب وربّما الخوف ولهذا الشّهادة التي اعطيت في الفصل الأوّل عبّرت عن التعليم في الوضع الطبيعي ومن هنا جاء هذا القرار. علينا أن نقيّم الطلاب من جهة ومن جهة أخرى أن نصغي الى مشاعرهم واحتياجاتهم وفق الواقع الجديد الذي نعيش فيه وعليه لا بدّ من ايجاد التّوازن الذي يفي بالهدف.
[email protected]
أضف تعليق