أصدر مركز المعلومات والاستراتيجيات في مؤسسة "معوز" نتائج استطلاع لمواقف أهالي التلاميذ العرب (في الصفوف الأولى – السادسة) بشأن سيرورة التعلم عن بعد والمكوث في المنزل في فترة أزمة انتشار وباء الكورونا.

تمحورت أسئلة الاستطلاع حول مواضيع التحديات الأساسية التي يواجهها الأهل خلال هذه الفترة، الحالة النفسية لدى أفراد العائلة، مدى اندماج الأهل في سيرورة التعلم عن بعد، وأكثر ما يقلق الأهل في هذه الفترة العصيبة.

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن غالبية الأهل يعتقدون أن أفضل إطار تعليمي ذي فاعلية هو الإطار الذي يقوم بتوجيهه معلّم، ضمن إطار الصف أو مجموعات صغيرة، غير أن غالبية التلاميذ لا يحظون بمثل هذا الإطار.

في مقابل ذلك، أظهر الاستطلاع أن الدروس المحوسبة التي توفرها وزارة التربية والتعليم والدراسة بتوجيه من الأهل تعتبر أقل فاعلية، رغم أن الكثير من التلاميذ يشاركون بشكل فعلي في مثل هذه الدروس.

وجاء أيضا أن الأهل يقومون باستخدام المواد الدراسية التي تصلهم من المعلمين والمدرسة ولا يستخدمون أية مواد أخرى، وإن كان الكثيرون منهم لا يتلقون أي مواد من هذه.

يذكر أن الاستطلاع جرى على عينة إحصائية عامة (يهودا وعربا) بلغت 819 مشاركا، من بينهم 200 من العرب (أهالي تلاميذ في المدارس الابتدائية)، وقد كانت طريقة جمع المعلومات من المستطلعين اليهود عبر شبكة الإنترنت بينما تم ذلك في المجتمع العربي عبر الاتصالات الهاتفية.

وقد جاءت نتائج الاستطلاع على النحو التالي:

على السؤال حول أكثر الأمور التي تشكل تحديا بالنسبة للأهالي العرب، قال 39% من المشاركين إنه موضوع دراسة الأبناء، وقال 19% إنه حظر الخروج من المنزل، وأجاب 18% أنه كيفية شغل وقت الأطفال و13% اهتموا بالأساس بالحالة النفسية والحسية لأفراد العائلة، 10% الحفاظ على النظام اليومي والروتين، 9% الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشات،6% التغذية والصحة، 5% المناورة بين المنزل والعمل، 4% انعدام اللقاءات الاجتماعية و2% الضغط وكثرة المهمات المنزلية.

أقل من نصف الأهل يشاركون أبناءهم العملية التعليمية!


بموازاة ذلك، وردا على السؤال حول مدى مشاركة وتداخل الأهل في دراسة أبنائهم، قال 44% فقط إنهم منخرطون بصورة كبيرة في سيرورة دراسة أبنائهم عن بعد، وقال 24% إنهم منخرطون إلى حد ما، بينما قال 31% إنهم لا يكادون ينشغلون بهذا الأمر تقريبا.

لكن المثير في نتائج الاستطلاع هو أن الغالبية العظمى من الأهل يشعرون (برغم النتائج أعلاه) أنهم باتوا أكثر مشاركة لأبنائهم في الدراسة خلال الأسبوعين الأخيرين. فقد قال 58% من الأهل إنهم يشعرون في الأسبوعين الأخيرين بأنهم أصبحوا أكثر تداخلا ومشاركة في دراسة أبنائهم، بينما قال 18% فقط إنهم بقوا على نفس المستوى من المشاركة فيما انخفض تداخل 24% من الأهل في العملية التعليمية خلال الأسبوعين الماضيين.

مسألة وقت، تعب وقدرات...

وفي محاولة لفهم أسباب عدم انخراط الأهل في سيرورة التعليم، أجاب الأهل الذين قالوا إنهم غير مشاركين فيها بأن السبب الذي أدى إلى ذلك هو التعب، عدم وجود الوقت الكافي، الصعوبة النفسية وكثرة المهام، فيما أضاف قسم منهم إن ذلك ينبع أيضا من عدم قدرتهم على القيام بالتعليم.

المعلّم... ما يزال محور العملية التعليمية

أما الإطار التعليمي الذي يعتبره الأهل الأكثر نجاعة وفاعلية بالنسبة للتعليم عن بعد، فقد كان بلا منازع ذلك الإطار الذي يقوم المعلّم بتوجيهه، حيث قال 36% من الأهل إن الإطار الأفضل هو الدروس على مستوى الصف بتوجيه من المعلم، بينما قال 34% إنه التعليم بمجموعات صغيرة بتوجيه أيضا من المعلم، في حين انقسم البقية بين مختلف الأطر الأخرى.

ومن بين النتائج الأخرى المثيرة للانتباه التي رشحت عن الاستطلاع، أن 88% من الأهل يقومون بالأساس باستخدام المواد التي يحصلون عليها من المدرسة/ المعلم، القسم الأكبر من الأهل يرى أن المهمة الأساسية للمعلم/ المربي في هذه الفترة هي الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ (34%) أو تمرير المواد التعليمية والحفاظ على استمرارية التعليم (27%) أو تلبية الاحتياجات الحسية الشخصية للتلاميذ (17%).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]