في ظل التهديدات الصاروخية المتزايدة من إيران، تحولت الملاجئ الجماعية في إسرائيل من أماكن يُفترض أن توفّر الأمان إلى ساحات مشحونة بالتوتر والعنف اللفظي والجسدي، وسط أزمات اجتماعية وثقافية تتفاقم تحت الضغط.
خلال الأسبوع الأخير، سجلت الشرطة الإسرائيلية حوادث متعددة من الشجار والاعتداء داخل الملاجئ، كان من أبرزها توقيف ثلاثة أشخاص تورطوا في شجار بأحد ملاجئ تل أبيب. كما أُبلغ عن حالات طرد لأشخاص من الملاجئ بسبب خلفياتهم العرقية أو بسبب اصطحابهم لحيوانات أليفة، في وقت يشكو فيه السكان من صراخ الأطفال، نقص التهوية، أو حتى الخلافات حول بث الأخبار داخل الملجأ.
تصعيد ناتج عن ضغط نفسي وانعدام التنظيم
تقول ميخال كون-اوربانو، منسقة في برنامج "تجسير" التابع لوزارة الرفاه والأمن الاجتماعي، إن حالات التوتر تتفجر لأسباب متعددة: من دخول سكان غرباء إلى الملاجئ، مرورًا بخلافات دينية وثقافية، ووصولًا إلى مشاحنات قديمة بين الجيران تنفجر مجددًا تحت ضغط الحرب والازدحام.
في إحدى المدن المختلطة، رفض سكان إدخال عائلات عربية إلى ملجأ مشترك، ما فُسّر من قبل الضحايا كتصرف عنصري، وانتشرت الحادثة على مجموعات واتساب محلية. في حالات أخرى، أثار وصول سكان من البلدات البدوية إلى مدينة عراد مشاعر قلق وتوتر بين السكان المحليين.
تدخل عاجل وبرنامج وساطة لحل الأزمات
ردًا على تفاقم الصراعات، أطلقت وزارة الرفاه بالتعاون مع جمعية "موزايكا" برنامجًا طارئًا للوساطة. آلاف المتطوعين من الوسطاء يعملون الآن على فض النزاعات، معتمدين على تجارب من حالات سابقة مثل أزمة كورونا واحتجاجات 7 أكتوبر والإصلاحات القضائية.
تشير أورובانو إلى أن الوساطة أظهرت نتائج مشجعة، مثل حالة تقسيم الملجأ في إحدى المدارس بين كبار السن الذين يريدون متابعة الأخبار، والعائلات التي ترغب في إبعاد أطفالها عن الأجواء المتوترة. كما تم توفير ملاجئ بديلة عندما تبين أن الرفض لم يكن بدافع عنصري بل بسبب ضيق المكان.
الخط الساخن والتعامل متعدد اللغات
منذ إعادة تفعيل الخط الساخن للبرنامج يوم الأربعاء الماضي، استقبل أكثر من 50 بلاغًا. يقدم البرنامج خدماته بشكل مجاني وبكل اللغات، عبر الهاتف أو الإنترنت أو تطبيق واتساب، مع استعداد لتقديم استشارات وتدريبات.
تحذّر أورובانو من أن عدم معالجة النزاعات داخل الملاجئ قد يؤدي إلى تصعيد خطير، خصوصًا مع استمرار الحرب والتوتر النفسي المتراكم. وتختم: "مهمتنا أن نحول الصراعات إلى قوة مجتمعية، لا إلى دوامة عنف".
[email protected]
أضف تعليق