قرّر وزير التربية والتعليم الاسرائيلي، رافي بيرتس، منع استعمال الهواتف النقّالة في المدارس الابتدائيّة لطلّاب الصفوف الأولى وحتّى السادسة.

وذكر بيرتس، ان هذا القرار جاء استناداً على نتائج استطلاع واسع أجرته الوزارة في صفوف أهالي الطلّاب.

وقالت مديرة مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائيّة في ام الفحم - ماري رشاد خليفة لـبكرا: نعم انا مع هذا القرار فهو يساعد على إعادة بناء الروابط الاجتماعية والتواصل بين الأفراد بشكل عام والطلاب بشكل خاص، والتي تضررت بشكل كبير بسبب التعلق بالهواتف الذكية.وعند بناء علاقات وتواصل سليم هذا الأمر سيؤثر ايجابا على المناخ التربوي وبالتالي التعليمي.

واختتمت حديثها: هذا القرار مطبق مسبقا في مدرستنا حيث يمنع الطلاب من احضار الهاتف الخلوي للمدرسة وفي حال أحضره سهوا يتم ايداعه في السكرتارية حتى انتهاء الدوام.

مؤيد

بدوره، قال مدير ابتدائية الاقواس في ام الفحم - محمود علي جبارين لـبكرا:انا بالطبع مع منع استعمال الهواتف النقّالة في اروقة المدارس وذلك لأسباب عديدة منها :مخاطر صحيّة :-فقد اثبتت الدراسات ان جسم الطفل يستقبل الاشعاع المسرطن بنسبة أعلى من البالغين كذلك فان الإكثار من استعمال الهاتف النقال يؤثر على النشاط الدماغي سلباً وهذا لوحده سبب كافي لمنعه بالمدارس كون المدرسة بيت تربوي وثقافي وصحّي بالدرجة الأولى.

وتابع: سبب اضافي هو ضعف التحصيل الدراسي :- ان محادثة لمدة دقيقتين بالهاتف النقال كافية لاخراج تركيز الطالب لمدة ساعة وهذا مثبت علميا لذلك فان استعمال الهاتف النقال داخل المدرسة يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي بحيث يخرج الطالب من التركيز والمحيط والبيئة التربويّة التي توفرها المدرسة مما يجعله هارباً شارداً بذهنه وبالتالي هابطاً في تحصيله.

وأردف: هناك التنمر الاكتروني :- كلنا قد طالعنا بالايام المنصرمة حادثة انتحار طالب جراء حالة التنمر التي تعرض لها من قبل طلاب صفّه.. هذا العالم الخطير والخطير جدّاً هو بمثابة الشبح الذي يستحوذ على الطالب دون حماية الاهل والمعلم لعدم علمهم لما يتعرض له الطفل من حالات اقصاء وسخريه عبر مجموعات التواصل الاجتماعي التي لا يحسنون فهمها وادراكها بالشكل الذي يضمن حقوق وكرامة الأخرين.

وزاد: الاكتئاب والاضطرابات النفسيه والمزاجية المفرطة:- عدم الرد على رسالة الطالب من زميله الطالب قد تورطه في حالة اكتئاب واضطراب نفسي.. عدم توافق الزملاء لرأي يستحسنه الطالب قد يورطه بحالات الاكتئاب والذي قد يغيب عن ذهن الوالد والمربي فيجعل هذا الطالب متأزما مزاجيا ويبني علاقاته مع الأخرين بهذا النحو الذي يضر به كفرد بالمجتمع بغض النظر عن قرار أيّ وزير انا شخصيا مع منع الهواتف النقالة بالمدارس عامة والابتدائية خاصة ونحن بأمسّ الحاجة لايجاد الوقت الكافي لاطفالنا من أجل ادارة حوارات هادفة وموجهة لننعم بمجتمع يرتقي بالقيم والأخلاق.

وأنهى حديثه: أنوّه ان الموضوع مطبقّ في مدرستي قبل القرار وبعد القرار منذ ان افتتحت مدرسة الاقواس الابتدائيّة.

منع

ومن ناحيته، قال مدير مدرسة ماريو حنا في حيفا - د. عزيز دعيم لـبكرا: مدرسة مار يوحنا الانجيلي الأسقفية في حيفا بالتنسيق مع لجنة الاهالي المدرسية تبنت هذا الفكر منذ سنوات، إذ تؤكد أنه يمنع استعمال الهاتف الخليوي خلال الدوام المدرسي داخل المدرسة، من لحظة دخول الطالب للمدرسة حتى لحظة خروجه عند انتهاء الدوام (راجع دستور المدرسة، ص 22)، أي لا يُرى ولا يُسمَع في المدرسة، إلا في حالات استخدامه لأجل التعلّم ويتم ذلك بإخبار مسبق من معلم الموضوع للطلاب، وعندها قد يتم العمل بأزواج كما أن من ليس لديه هاتف يمكن استعارة تابلت من مكتب سكرتيرة المدرسة لهذا الغرض.

وأردف: استخدام الطالب للهاتف الخليوي خلال الدوام وحتى في الفرصة يشتت تفكيره، ويلهيه عن الأمور الهامة في عملية تعلّمه، كما قد يسبب اشكاليات في إرسال رسائل مستفزة أو تصوير الآخرين ونشر الصور أو أفلام بدون إذنهم أو لإهانتهم، كما تتسلل له أمور قد لا تناسب جيله، هذا اضافة لخطورة استخدامه له في حالات غضب من زملاء او غيرهم، اذ قد يحاول قد يحاول إرسال رسائل هاتفية مهينة ومسيئة أو قد يتصل مع "أصدقاء" ليحرضهم على آخرين أو ليثير حفيظتهم وغضبهم عليهم، فعدم امكانية استعمال الهاتف تعطي للطالب فرصة للتفكير والتروي، وفرصة لموازنة الأمور من الجديد، ورؤية الأمر بطريقة عقلانية أكثر (عدّ للعشرة، او انتظر 30 ثانية بل اكثر) قبل نشر أمور مسيئة أو اثارة أمور تساهم في عمليات عنف.

وأوضح دعيم: وجود هاتف خليوي من النوع الذي يسمى "هاتف حكيم"، يحتاج لانسان واع ومنضبط ومتدرب لاستخدامه، بحيث يتحلى بمهارات وضوابط وقيم أساسية للتحكم في عملية استخدامه. الهاتف الخليوي يتعدى حقيقة كونه هاتفًا، إذ هو بالحقيقة جهاز يشمل أكثر من حاسوب، وقد يكون خطيرًا جدا لمن لا يعرف كيفية استخدامه أو لمن يستخدمه بشكل خاطئ.

وأنهى كلامه: يجب ان تكون مرافقة واعية من الأهل لكل ولد او بنت (بل نحن نتحدث عن أطفال) وعن كثب عند استخدامه هذا الجهاز الذي هو من أروع الأكتشافات في العصر الحاضر والذي يحوي إمكانيات خيالية من جهة ومن الجهة الأخرى يحمل خطورة شديدة لمن لا يعرف كيفية استخدامه ولمن لم يطور مهارات كافية لاستخدامه.

يشار الى ان قرار وزير التربية والتعليم، بيرتس، لاقى ردود فعل واسعة ومُباركة من قبل المدارس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]