كيف من الممكن أن يتم إنشاء مدرسة يحبها الأطفال، ويتسابقون في كل صباح للذهاب إليها وتعلم دروسهم هناك. كيف يمكن أن يكون هنالك مدرسة تكسر في عقول أبنائنا الصورة النمطية للمدرسة التقليدية؟ كيف من الممكن كذلك أن تكون هذه المدرسة صرحاً تعليمياً حقيقياً، يُقدم للطُلاب العِلم والمعرفة بشكل حقيقي؟ كان هذا ما فكرت به المعلمتان البريطانيتان «آنا روبنسون» و «سيندي آدمز» اللتان أنشأتا قبل عدة أعوام ما يمكن اعتباره، أغرب مدرسة في العالم.
خلال شهر أيلول/سبتمبر من العام 2014، افتتحت المعلمتان البريطانيتان «آنـا وسيندي»، مدرستهما الأغرب من نوعها على مستوى العالم والتي أطلقتا عليها اسم «ذي غرين هاوس إديوكيشن بروجيكت» The Green House Education Project، أو «مشروع تعليم البيت الأخضر» والتي حرصتا على أن تكون مدرسة غير تقليدية على الإطلاق، من خلال كسر العديد من القواعد المتعارف عليها في المدارس العادية، فكان مشروعهما من بين أغرب المدارس في العالم وأكثرها متعة أيضاً.
مُتعة العلم دون قيود
ربما تكون مدرسة «مشروع تعليم البيت الأخضر» حُلماً لجميع الطُلاب في مختلف البلدان، فهذه المدرسة الفريدة من نوعها، لا تُلزم الطُلاب ارتداء زيّ موحد، ولا يوجد فيها فصول دراسية، كما أنه لا يوجد فيها أي امتحانات لقياس مستوى الطالب، هذا بالإضافة إلى أن أيام دوامها الرسمي، فقط 3 أيام في الإسبوع، خلافاً لبقية المدارس التي يكون الدوام فيها لـ5 أيام أسبوعياً.
هذه المدرسة الفريدة، لا يوجد فيها فصول دراسية، فليس هناك جدران، شبابيك أو أبواب، ويتلقى الطلاب دروسهم اليومية، إما في الهواء الطلق، أو داخل خيمة، حيث يحظى الملتحقون بـ «مشروع البيت الأخضر» التعليمي بحرية كاملة في التفكير، التنقل، الحركة واللعب أيضاً. وعلى جانب آخر، فهي مخصصة لطلاب المراحل الأساسية الإبتدائية والذين تترواح أعمارهم ما بين 5 وحتى 14 عاماً. أمّا رسوم الالتحاق بهذه المدرسة معقولة جداً، إذ إنها لا تتجاوز الـ1250 جنيه استرليني، أي قرابة الـ 1500 دولار أمريكية.
اللعب معلم الأطفال الأول
تؤمن كل من «آنـا وسيندي» بأن اللعب وحرية الحركة هما المعلم الأول للأطفال في هذا العمر، لذلك فقد أنشأتا مدرستهما لتكون خالية من مقاعد الدراسة التقليدية، أو أوقات الحصص الطويلة، فالطُلاب يقضون معظم وقتهم باللعب بين الأشجار في الطبيعة الساحرة، وهو الأمر الذي يتلاءم مع طبيعة الدروس والمناهج غير التقليدية التي تقدمها المدرسة والتي تعتمد على أن يتعلم الطفل كيفية حل المشاكل واكتشاف شغفه الخاص. والمثير بالأمر، أنهم يتعلمون ويلعبون دون رقابة، رغم وجود مشرفين مدربين على التعامل مع هذه الطريقة بالتعليم.
وبحسب ما نشره الموقع الإلكتروني للمدرسة الكائنة في مدينة «بــاث»بمقاطعة «سومرست» البريطانية، فإن المدرسة تستوعب 24 طفلاً، يتم تعليمهم من خلال حديثهم بحرية عن هواياتهم وشغفهم، شخصياتهم وأحلامهم خلال حصصهم التدريسية، وذلك استناداً إلى أن الطفل عندما يتمكن من التعبير عن نفسه في هذا العمر، سوف يكون قادراً على صنع شخصية قوية ومميزة عندما يكبر وسيكون مدركاً لما يريده بعد ذلك في الحياة.
[email protected]
أضف تعليق