بعد متابعة حثيثة لواقع العرب في البلاد منذ عام ١٩٤٨ إلى اليوم والأزمات التي عايشها المجتمع العربي منذ النكبة حتى النكسة وما نجم عنها بعد ذلك، والانفجار الذي حدث في يوم الأرض عام ١٩٧٦ حيث فرضت الجماهير العربية إرادتها على القيادة التي اضطرت للاستجابة الى مطالب الجماهير مما أدى إلى فرض سياسة جديدة في العلاقة بين العرب وبين الدولة ولعل أخطر مرحلة تحول على مستوى السلطة في إسرائيل وعلى مستوى الجماهير العربية في البلاد وعلى المستوى القيادي هو احداث الاقصى عام ٢٠٠٠ وما رافقها من ارتقاء ثلاثة عشر شهيدا من الداخل برصاص الشرطة الإسرائيلية، هذا الحدث هو نقطة تحول على المستويات الثلاث انفة الذكر وينبغي الوقوف عنده لمن اراد دراسة واقع ومستقبل الوسط العربي في البلاد..
كانت احداث الاقصى عام ٢٠٠٠ تحديا شعبيا قادته الجماهير العربية ضد تعسف الدولة تجاه الأقصى ومحاولة فرض الأمر الواقع في داخله فانتفضت الجماهير العربية في البلاد معلنة رفضها لهذه السياسة، كما أعلنت الجماهير العربية يومها تحديهم لغطرسة الشرطة وجبروتها وتحملوا نتيجة ذلك فقدان ثلاثة عشر زهرة قطفتها رصاصات الغدر والحقد التي انطلقت من صدور رجال الشرطة قبل أن تنطلق أيديهم على الزناد.
منذ أحداث الاقصى ٢٠٠٠ حدث تحول كبير في العلاقات مع السلطة الحاكمة والجماهير العربية وبدأت السلطة تعمل ضمن أجندة خفية غير معلنة في تفسيخ بنيان المجتمع العربي وذلك عن طريق إطلاق يد عصابات الإجرام المنظم في الوسط العربي التي حصدت في ١٨ عاما اكثر من ١٢٠٠ ضحية بريئة في المجتمع ومعظم هذه الجرائم لم يتم حتى اليوم كشف المتورطين فيها.
هذه الأحداث وهذا التسلسل تفرض على قيادات المجتمع العربي النظر ودراسة برامجها بعمق ووعي وبعد نظر بما يحقق للأقلية العربية واقعا مشرقا ومستقبلا زاهرا، أن تكون القيادة طلائعية في كل خطواتها وفعالياتها لتعطي جوابا لكل تساؤل يطرح عند الجماهير.
لا شك أن تسارع الأحداث ربما يشغل القيادة عن الدراسة والنظر والتفكير، ولكننا اذا اردنا الأمن والاستقرار للمجتمع فلا يجوز لنا أن ننشغل بالاحداث بل لا بد لنا أن نصنع نحن الحدث وان نفتعل الأحداث العظيمة التي تلهم الناس نحو الابداع والتميز والإنتاج.
نعم ان هذه هي مواصفات القيادة التي تبحث عن استقرار شعبها، وإلا فإننا ربما نشهد تفلتا جماهيريا ونفورا من كل فعاليات ونشاطات القيادة حيث أن الجمهور العربي عندما يشعر فجوة بينه وبين قيادته فلن يتفاعل أو يتجاوب معها وهذا ما نراه اليوم في ضعف الدافعية لدى معظم الناس من المشاركات في النشاطات والبرامج السياسية والوطنية، بل لربما نشهد بعد فترة من هذا السبات القيادي أن تنهض حركات شعبية مع برامج وأجندة مدروسة تكون بديلا عن كل ما تطرحه القيادات التقليدية..
فهل ترى وقفة صادقة من القيادات العربية ومكاشفة مع جمهورها ام أننا سنبحث قريبا عن البدائل.. الخيار للقيادات
[email protected]
أضف تعليق