“الاتجاه المعاكس” وضحكات أدرعي المستفزة: كيف اعترف القاسم أن ايران عدو “اسرائيل” الاول ونسف نظرية “استحالة المواجهة”بينهما؟.. ثورة شعبية رياضية تحرج الاعلام: كرة القدم السعودية في خطر .. مسلسل “سامحيني”: ما مصدر هذه الارقام الخيالية لو سمحتم أيها المغاربة؟
عادل العوفي
“انت في صفحتك دكتور فيصل عملت استفتاءا، وطرحت سؤالا هل تصدقون الايرانيين والسوريين أم تصدقون الاسرائيليين؟ والاغلبية جاوبت انها تصدقنا نحن”.
هكذا قال “أفيخاي أدرعي” في برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي “احتضنه” ليظل لساعة كاملة من الزمن مصرا على تبادل الابتسامات والضحكات مع مقدم البرنامج فيصل القاسم وهم “يوحدون” الهجوم على الضيف الاخر الضابط السوري “صلاح قيراطة”.
كان من المنطقي أن يغلي التويتر وتفتح وسوم تندد “بتطبيع القاسم والجزيرة” لكن هذه الاساليب لا تكفي في ظل وجود “حقائق” على الارض تثبت وجود “اختراق فعلي” وبمساهمة “جبارة” من لدن الالة الاعلامية الخليجية الكبرى بالذات، نحن هنا نتحدث عن قضية أبعد وأكبر من تلك الوفود التي تضم اسماء مغمورة من المغرب ودول اخرى صارت تطل علينا بين الفينة والاخرى لان “المدانين” اليوم هم “امبراطوريات اعلامية” نجحت في “استقطاب” و”اغراء” جل الاسماء الموهوبة من مختلف البلاد العربية هذا دون استحضار الاسماء المخضرمة التي تكونت وعملت في “البي بي سي” في فترات خلت وهذا “ملف طويل عريض” يستحق مقالات خاصة عنه، فهل بإمكان هؤلاء “المطوقين” من كل الجهات أن يجاهروا بأعلى صوتهم ويعلنوا “العصيان” ويهاجموا تلك المحطات والمنابر من أجل “التطبيع مع العدو”؟
وكي نحاول “اختصار” زلات حلقة “الاتجاه المعاكس ” السالقة الذكر سنختم بنقطة مهمة وردت على لسان الضيف الصهيوني والمذيع السوري وهي “الاجماع” على أن “ايران” العدو الاول للكيان الغاصب وجرى “تأكيد” ذلك في جل محاور النقاش وهذا يعيدنا للكثير من التغريدات وحتى الحلقات التي “أصر” فيها فيصل القاسم على ان ما يحدث ليس سوى مسرحية وبأنه من المستحيل ان تحدث “مناوشات” أو مواجهات بين الطرفين من الأساس، فكيف “نسفت” كل هذه “التحليلات” اليوم يا ترى؟
ثورة شعبية رياضية تحرج الاعلام: كرة القدم السعودية في خطر:
“انتفاضة سعودية رياضية” يشهدها موقع التواصل الاجتماعي تويتر في اليومين الاخيرين فرضت حتى على وسائل الاعلام التقليدية عدم تجاهلها نظرا “للأرقام القياسية ” التي عرفها ويعرفها هاشتاغ “رحيل تركي ال الشيخ مطلب”.
هذا الوسم الذي يعكس غضبا شعبيا عارما في الوسط الرياضي والشعبي السعودي مما يحدث اليوم من “فوضى” وارتجالية تحكم هذا المجال الذي لطالما شكل “مصدر سعادة” للشعب وهنا لا يمكن البتة التغاضي عن ما صدر عن “الفيفا ” من “تهديد صريح” بمعاقبة “الاخضر” ومنعه من المشاركة في المونديال بعد سلسلة التدخلات السياسية والتي شكلت منافسات دوري ابطال اسيا “مسرحا” لها بفعل المواجهات السعودية القطرية وما بلغته من “مناوشات” مخجلة .
هذا دون اغفال “التصرف الكارثي” الذي صدر عن نادي الهلال السعودي في مواجهته لفريق الاستقلال الايراني حين رفض لاعبوه ومسؤولوه الوقوف “دقيقة صمت” احتراما لضحايا الطائرة الايرانية التي سقطت قبل ايام وهذا امر سيسجل بمداد العار في سجلات الرياضة الاكثر شعبية بالعالم .
غير أن المثير للانتباه حالة “الخوف” التي سادت البرامج الرياضية السعودية وتحديدا برنامج “كورة” على “روتانا خليجية” الذي سعى صناعه للتنصل من أي مسؤولية أثناء استضافة احد الاعلاميين الذين واجه رئيس هيئة الرياضة “بكل شجاعة ” فيما ذهب احد ضيوف “بتال القوس” للتأكيد على أن مصدر الوسم هو “جزر غير معروفة” هدفها تشويه الرياضة السعودية، والمضحك ان الاعلامي المذكور “تبنى” الطرح هو الاخر، على من يضحك هؤلاء؟ {في حين اختفى مصطفى الاغا ولم يذكر الموضوع اطلاقا} .
المتمعن في الامر سيجده “بسيطا” للغاية ذلك أن اغلب المشاركين السعوديين قالوا ان الوسم “محلي” ونحن من دشنه بعد ان طفح بنا الكيل ولا علاقة لاحد سواء قطر او غيرها بالموضوع والدليل انه جاء بعد ثلاث امور رئيسية:
اولا : هزيمة الهلال السعودي وتغريدة ال الشيخ التي هاجم فيها مدرب الفريق الناجح جدا بشهادة الجمهور {رضا الجماهير السعودية عملة نادرة} وكذلك اللاعبين الذي ودعوه “بحرارة ” عبر السوشال ميديا والمضحك أنه ترك فريقه في الصدارة وجمهور الفريق الازرق يرى أن السبب في اقالته هو رئيس الهيئة الذي يتدخل في شؤون الاندية الداخلية بشكل غير مسبوق، وهو ما سارع الى نفيه.
ثانيا: تخوف الجماهير من ردة فعل “الفيفا” بمعاقبة السعودية واقصائها من كأس العالم بفعل ما سبق وذكرناه سابقا ولعل اتهام احد الاعلاميين السعوديين لأعرق الصحف الاسبانية التي انفردت بنشر الموضوع بوجود علاقة تربطها بقطر {في برنامج بتال القوس السالف الذكر} أمر مخجل للغاية.
ثالثا: الملل الذي دب لعشاق الكرة السعوديين من متابعة اللاعبين الذين جرى “ترحيلهم ” وهذا اللفظ المناسب وليس احترافهم ببعض الاندية الاسبانية قصد الاحتكاك قبل المونديال فجاءت النتيجة مخيبة اذ ان لا احد منهم تمكن من لعب ولو دقيقة واحدة هناك فتحولوا “لأضحوكة بإسبانيا”.
كل هذه العوامل حتمت على المواطن السعودي ان “يثور” ضد هيئة الرياضة ورئيسها ولكن الاعلام مازال مصرا على ترديد “نظرية المؤامرة” التي يجب تصديقها فقط حين يكون هو من يتبناها ..
مسلسل “سامحيني” .. ما مصدر هذه الارقام الخيالية لو سمحتم أيها المغاربة؟:
سبق وأشرنا هنا مرارا وتكرارا الى الاحصائيات “الخيالية ” التي تعتمدها القنوات المغربية “لتبرير” السخافة التي ترعاها وتتبناها منذ سنوات طويلة ,غير أن “المستفز” مجددا هي تلك الارقام الصادرة عن مؤسسة “ماروك متري” حول نسب المتابعة التي حصدها ذلك المسلسل الذي يأبى أن ينتهي ومنذ سنة 2011 وهو “جاثم” على “أنفاس” وأعين المشاهدين وينعم بالسعادة والهناء وعلى “قلب” الاخرين “زي العسل”.
طبعا المقصود هو مسلسل “سامحيني” الذي أصاب “بالاشمئزاز” كلما كتبت اسمه نظرا “لتفاهة” المضمون واجترار نفس القصص التي يمكن لأي أحد توقعها {أحد اهم المواقع المهتمة بالتقييم على الصعيد العالمي منحته درجة جد متدنية}، لكن الارقام الصادرة والتي “تطرب” لها “دوزيم” وحدها تجعلنا نتساءل: هل العيب في هذه المحطات ام في المغاربة انفسهم ممن يعشقون الظهور بشخصيتين {يفصح عن شيء ويمارس عكسه في الواقع}؟ ولماذا في المغرب بالذات يحصد المسلسل الاخضر واليابس لا بل و”يكرم ” أبطاله “المغمورين” محليا {في تركيا} والعالم والدليل يمكن استخلاصه من ارقام متابعيهم على السوشال ميديا {مقياس هذا العصر}؟
حقيقة يحتار المرء وهو يعاين هذه “الازدواجية ” الفريدة بين ما يقال في الشارع وبين “المعطيات” التي تصنف على أنها “مقدسة” من لدن القنوات ولعل هذا الملف “متقارب” للغاية مع حالة اخرى في المنطقة العربية نتابع تفاصليها “المريرة” واقصد بالتحديد “لبنان ” حيث لا صوت يعلو على قوة “الرايتيغ”..
فماذا عن المضمون يا قوم؟
كاتب مغربي
[email protected]
أضف تعليق