أصبح “يوم الأرض” يومًا وطنيًا فلسطينيًا بامتياز، حيث يحيي الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية هذا اليوم بوقفات احتجاجية ومسيرات ومهرجانات والتي تدل على الصمود والتحدي ضد سياسة الإستيطان وسلب الاراضي ومصادرتها ،في الذكرى ال 41 ليوم الارض الخالد علينا تحويل هذا اليوم يوم وفاء لارواح شهدائنا الابرار الذين ضحوا بارواحهم من اجل هذا الوطن ومن اجل ان تحيا الاجيال القادمة ،هذا اليوم يوم التلاحم الوطني والوحدة من اجل الدفاع عن الارض والمسكن يوم العشق لفلسطين، لارضها ، لسهولها، لزيتونها وبرتقالها وليمونها ولوزها وعشبها الاخضر ،يوم الوفاء وتأكيد الذات ورفع راية الحق في وجه المعتدي يوم الزحف الجماهيري لاستعادة الحقوق والارض المصادرة والمسروقة ويوم التأكيد على قدسية القدس وعروبتها ،ان الصراع على الأرض لن ينتهي فهو صراع أزلي قديم نشب بسببه الكثير من الحروب وما زالت تشتعل في كل العالم ومثل التمسك بالأرض عند الإنسان قيمة كبيرة ومصدر فخر وعزة, حيث لا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال وتحت كل الظروف وكثيرة هي الامثال والحكم والإشعار التي تمجد من يتمسك بالارض ويدافع عنها, فمنذ عدة عقود وجماهير الداخل الفلسطيني تعاني من السياسة الاسرائيلية الرسمية, وانتفضت ضد مخططات المصادرة والضم والسرقة, وما زالت مخططات التهويد والترحيل مستمرة حتى إنها وصلت إلى مدينة القدس في محاولة من الحكومة اليمينية المتطرفة لإيجاد معادلة جديدة في المنطقة وتصعيد الهجمة المسعورة والسياسة الرسمية المعادية لنا في مختلف مناحي الحياة وتقسيم المسجد الاقصى المبارك والاعتداء على قدسيته ،ان الحكومة والمؤسسة الإسرائيلية دخلت بصراع على الأرض مع أهالي النقب, ومهما حاولت تغطية هذا الصراع وإخفاءه ومهما حاولت من محاولات لصرف الانظار عن جوهر الصراع باسباب واهية وغير منطقية. المؤسسة الإسرائيلية عندها خطة مبرمجة وهي إخلاء منطقة النقب من سكانها الأصلانيين وتجميعهم على اقل بقعة من الأرض هذه غايتها, اما الوسيلة فلا تهمها حتى ولو جاءت على أنقاض البيوت وقتل الارواح البريئة وتدمير نفوس الاطفال وزج البعض في المعتقلات . السؤال الذي يظل يتردد وما زال في اذهان الشيوخ والنساء والأطفال وكل الشرفاء والمتابعين لقضية الصراع على الأرض ماذا تريد المؤسسة الإسرائيلية من اهالي النقب؟. سؤال له إجابة واضحة وهي ان المؤسسة الإسرائيلية التي تستهدف وجود المجتمع العربي تريد تهويد النقب والاستيلاء على الأرض لصالح اليهود والمستوطنين, اذا كانت المؤسسة الاسرائيلية تظن انها تستطيع محو هوية سكان النقب, فهي واهية جداً فعملية التهجير القسري والتطهير العرقي لا يمكن ان تمر حتى على جثثنا. ان حكومة اليمين المتطرف القومي والديني في اسرائيل مستمرة في غطرستها وغرورها ليس فقط على المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني, بل على الجانب العربي والإسلامي والفلسطيني فهي ماضية في تنفيذ سياسة التطهير العرقي الذي بدأ منذ عام 1948, وهي تريد الأكثر من ذلك والاستيلاء على ما تبقى, وتريد تغيير معالم الأرض وتغيير الهوية وتغيير اللغة وسرق التاريخ ،فالعربي سيبقى على ارضه يقاوم ويدافع عنها وسيبقى صامداً في وجه هذه السياسات الهمجية, فالصراع بيننا وبينهم طويل وشائك, فهو ليس فقط صراع على الارض بل صراع ديني وعقائدي, فصراعنا على الأرض مختلط بالدين, فنحن ندافع عن الأرض ليس مجرد عن تراب بل لأنها ايضاً ارض مقدسة وعربية وإسلامية, وكذلك المؤسسة الإسرائيلية تعتبر هذه الأرض هي ارض الميعاد ولهم فيها احلام توراتية وتعاليم تلمودية, فالصراع بيننا وبين المؤسسة الإسرائيلية مستمر ما دامت أرضنا مغتصبه ومسلوبة ومسروقة, وما دام يوجد صراع بين الحق والباطل, سيبقى اهل الباطل على سخريتهم. وها هي معركة الأرض مستمرة وتتواصل, فالأرض باتت في هذه الأيام تحت مخالب الاغتصاب والتهويد والترحيل والاقتلاع والهدم وهذه العمليات البشعة تجري مع بالغ الحزن والأسى والقهر والامتعاض وعلى مرأى من العالم العربي والإسلامي والعالم الحر ويظل الصراع حول الأرض قائما بين المؤسسة الإسرائيلية والعرب في الداخل الفلسطيني الى ان يحسمه الله سبحانه وتعالى،وإيماننا يكبر يوما بعد يوم, أنه مهما طال الزمان, ومهما تعاقبت الْأقوام على هذه الْأرض, ستعود لِأهلها ولحضن أصحابها الشرعيين .
[email protected]
أضف تعليق