شهدت ساحات واروقة مدرسة تيراسنطة في مدينة الناصرة حدثا تربويا اجتماعيا فريدا من نوعه، حيث التقت مجموعة من قدامى خريجي المدرسة، من الفوج الخامس والعشرين من العام الدراسي 1975-1976، بمناسبة الذكرى السنوية الاربعين لانهائها المدرسة بهدف استحضار الصور الجميلة الراسخة عميقا بالوجدان من تلك الايام الخوالي.
وبعد ان انتظم قدامى الطلاب في الطابور، كما كان في ايام الدراسة، صعدوا الى صفهم يتقدمهم معلمهم من تلك الفترة الاستاذ أديب حزان وكان في استقبالهم على مدخل الصف الذي تعلموا به في السنة الدراسيّة الاخيرة، مدير المدرسة الحالي الاب أمجد صبّارة حيث دعى "الطلاب" الى ارتداء روب التخرّج الرسمي الذي اعده خصيصا للحدث.
يذكر أن الأب صبّارة تجاوب بشكل كبير وتعاون مع المبادرة التي اطلقتها لجنة تحضيرية من زملاء الدراسة بهدف لم شمل ابناء هذا الفوج تحت سقف الصف الذي جمعهم خلال اجمل سنوات الشباب وتوجهت اللجنة الى الزملاء بدعوة خاصة بعنوان "أولاد صفي لكم حنيني" مما جاء فيها:
تحيّة الذكرى الطيّبة والذاكرة التي تأبى النسيان وبعد، هذه دعوة منك واليك، منك لزملائك على مقاعد الدراسة واليك من زملائك على مقاعد الدراسة.
نلتقي من جديد بمناسبة مرور اربعين عاما على تخرجنا، بذات الصف الذي انهينا به سنوات التعليم وحملنا منه احلامنا وآمالنا وانطلقنا الى فضاء المستقبل فوصلنا الى حيث وصل كل واحد منّا".
ويذكر ان المبادرة جاءت، ايضا، للتعويض الرمزي عن حرمان هذا الفوج من فرحة التخرّج لاسباب متعلقة بقرارات ادارة المدرسة في ذلك الحين.
وبعد استحضار الصور والذكريات من تلك الايام والتقاط الصور التذكارية الحديثة انتقل الحاضرون الى صف دراسي اوسع وانضم اليهم الاستاذ اسكندر سرحان وتولى "الطالب" كايد ابو سنة العرافة وتحدث عن المبادرة وعن الرغبة أن تكون بداية جديدة للم الشمل بين زملاء الامس والبيت الذي جمعهم وتسديد بعض الدين لهذا البيت التعليمي التربوي العريق.
ثم تحدث الاب صبّارة مرحبا بالجميع ومعلنا عن استعداده للتعاون في المستقبل مع مبادرة تعزز التواصل بين المدرسة وخريجيها وتحدث عن انجازات المدرسة ومنها ادخال دراسة اللغة الايطالية بواقع خمس وحدات بجروت.
وتحدث الاستاذ اديب حزان متأثرا من الحدث وشاكرا "الطلاب" على هذه اللفتة الجميلة وكذلك تحدث الاستاذ اسكندر سرحان متحدثا عن اعتزازه بالمدرسة التي خرجت افضل الكوادر .
وباسم "الخريجين" تحدث نادر حلو مقدما كلمة وجدانية جميلة جاء فيها:
إخوَتي أولاد صَفّي الأحبّاء
أهذا حُلُمٌ أم عَلَمٌ أن نَعودَ يومًا
لِنَلتَقي سَوِيًّا وَنَقِفَ أمامَ مَدخلِ مَدرَسَتِنا
الّتي إحتَضَنَتَنا وَصَفِّنا الّذي قَضَينا
فيهِ أحلى وَأجمَل أيَّام عُمرِنا...
قَبلَ أربعين عام خَرَجنا من هذا
الصّرحِ شبابًا ثائِرَة وهائِجَة وها
نحنُ نَعودُ إلَيهِ اليومَ آباءً بَل وَمِنّا الأجدادَ
بَعدَما عاركتنا الحياة وعارَكنَاها،
وبعدَ أن وَصَلنا القِمَم اعتليناها...
يَتَحَقّقُ حُلمًا طالما انتظرناه ونَحنُ على يقينِ إنّه سَيَأتي يومًا وننال ما تَمَنّيناه.
ثم كان المجال لتقديم مداخلات فتحدث العديد من الحضور مشيدين بالمبادرة وضرورة مواصلتها وتطويرها وطرحت فكرة لاقامة لجنة " اصدقاء مدرسة تيراسنطة" من قبل رائد نصرالله فنالت استحسان الحضور وتم تبنيها على ان يتم متابعتها بعد موسم الاعياد .
واختتم البرنامج بتوزيع نُسخ مجددة من شهادات التخرّج وميداليات خاصة منحها مدير المدرسة لكل "خريج".
[email protected]
أضف تعليق