نحن نعيش أفياء عيد الأضحى المبارك، الذي رحل عنّا، ونحن أحوج ما نكون لأنْ نُعيده إلى قبضة ملامح محمّديّة وتفاصيل إبراهيميّة بنكهة إسماعيليّة خالصة لوجه عربيّ كان هو أوّلهم. لنكون على عتبة استقبال عيد رفع الصليب الذي يُميّز مسيرة درب آلام السيّد المسيح.
وما بين أضحى مبارك ورفع صليب مقدّس؛ نحن أحوج ما نكون لصياغة مفاهيم ثوريّة من جديد على أمل أن نضع معًا ملامح التحوّل الاستراتيجيّ من مجتمع عنيف إلى مجتمع يسير على مبادئ الحرّيّة، الكرامة وربّما مقارعة الذات ومحاسبتها.
ما أحوجنا لمصالحة الإسلام والمسيحيّة على حدّ سواء مع حضارةٍ لها ننتمي، وقد كان لكلّ دين منهما الباع الطويل والمساهمة الجادّة في ترصيف مفاهيم الحق، الخير والعدل بل وصياغة الحضارة والتأثير عليها في شتّى المجالات ومختلف الميادين.
هذا هو دأب مدرستنا ورؤيتنا التربويّة، ككلّ عام، إذ نحاول جاهدين كإدارة وهيئة تربويّة وتدريسيّة تذويت قيم التضحية بالأنانيّات الصغيرة في سبيل التكاتف الاجتماعيّ والإنسانيّ على حدّ سواء والرفع من مكانة الأخلاق والقيّم التي نعتبرها مقدّسة ولا سبيل لنا إلّا التمسّك بها لننتشل أنفسنا أوّلًا ومجتمعنا ثانيًّا، على أمل أن نُعيد ترشيد البوصلة على الطريق القويم.
انطلاقًا من تلك الرؤيّة وإيماننا المطلق بها، عملنا معًا على تخصيص ساعاتٍ من الدوام المدرسيّ للاحتفال بهذه المناسبات المباركة وللحديث كذلك عن هذه القيم والأخلاقيّات وعن حاجتنا الماسّة لفهمها من جديد ومحاولتنا الجادّة مع طلّابنا لتذويتها والسير وفق معالِمها ولا شكّ أنّ تجاوب الطلّاب معنا قد كان كبيرًا، إذ ساهموا مساهمة جادّة في مناقشة تلك القيم وإمكانيّات تطبيقها المختلفة.
معًا نكتب حكاية "المتنبّي"... "فمن يكتب حكايته يَرِثُ أرض الكلام ويُدرك المعنى تمامًا"...
[email protected]
أضف تعليق