شبّان لـ"بكرا":" استغلال العمّال عادة يجب التصدي لها

نقترب من اتهاء العطلة الصيفيّة، وقريبًا سيعود طلابنا إلى مقاعد الدراسة، بعضًا منهم قضى العطلة في المنزل، أما الآخر فقد أضطر إلى الإنخراط في سوق العمل أملا منه في مساعدة نفسه أولا ومن ثم أهله، ففي ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها مجتمعنا العربي تبرز ظاهرة عمالة القاصرين التي تستوجب الوقوف عندها ومساعدة شبابنا في إنتزاع حقوقهم، حيث يقوم عددٌ كبير من المشغلين بإستغلال ظروف الطلاب وتشغيلهم بأجور زهيدة ودون حقوق- وفق ما يقتضيه القانون.

ورغم حملات التوعية التي تطلقها الأطر الناشطة في مجال حقوق العمال عامة، والأطفال خاصة، إلا أنّ استغلال القاصر العامل باقٍ على حاله، ويعود ذلك لصمت العامل أولا ولصمت ذويه ثانيًا.  

مراسلنا، وفي تقريره التاليّ، سلط الضوء على الظاهرة، وتحدّث إلى شبّان مبدين آراؤهم حيالها، والتي باتت تعدّ في الأيام الاخيرة آفة مجتمية.

ماذا لو ..

طالب الصف الثاني عشر - رغيد حلو اغبارية، قال بحديثه مع موقع بكرا:" حسب رأيي يجب على الشباب العمل بكافة المجالات المختلفة، لان العمل يعلّم الشباب كيف بامكانهم ان يكونوا مسؤولين عن أنفسهم ويكسبهم خبرات اجتماعية كثيرة، لكن، هناك الكثير من ارباب العمل الذين يستغلّون هذا الامر وحتّى يصل الامر الى انهم لا يعطون الاجر الأدنى للعاملين".

واشار الى ان:" بسبب ان غالبية العمّال الذين يعملون عند ارباب العمل يحتاجون الى المصروف، لذلك ارى انه على الدولة مساعدة هؤلاء العمّال ومعرفة اجرهم ومحاسبة كل مصلحة تجارية تعطي العامل معاش أقلّ من الحد الأدنى للاجور".

وفي حال تعرّض اغبارية للاستغلال من قبل احد، يقول لـ"بكرا":" لو قام احد باستغلالي خلال عملي، في البداية اقدّم استقالتي من العمل وفي بعض الأحيان أخوض الاضراب والاحتجاج حتّى ما يتم تحقيق مطالبي وإعطائه حقوقي وبالطبع ارفع شكوى للسلطات عن الاستغلال في حال تعرّضت لمثل هذا الموقف".

استغلال الفتيات أكثر 

الناشط الاجتماعي - محمود حصري، قال بحديثه مع موقع "بكرا":"تتسارع وتيرة عمل طلاب المدارس اثناء قضاء العطلة بشكل ملفت في الاعوام الاخيرة، فالاوضاع المادية المتردية تقحم البعض اللجوء الى العمل لشراء ملابس وقرطاسيات الدراسة عوضاً عن الاسترخاء بالبيت بجوار اهله".

وأكد ان:"على ضوء هذا السبب يضطر هؤلاء العمل حتى باجور منخفضة ،وطبعا يستغل ارباب العمل هذه النقطة الحساسة خصوصا مع الشابات ماصين فيها مجهود الجيل الشاب العصامي ويجعل منهم ماكنات تعمل على مدار الساعة مقابل مبلغ وضيع من المال".

واستطرد حصري حديثه قائلا:"ان هذا النظام الاقطاعي يجب ان ندحره من مجتمعنا لكي لا نعود الى عهود اوروبا في العصور الوسطى ابان طبقات النبلاء والعبيد".

ووجّه الناشط الاجتماعي رسالة للعاملين الشباب عبر "بكرا" قائلا:"على هذه الاجيال الشابة ان تطالب بحقوقها حتى ولو عن طريق التظاهرات والاعتصامات.ايها الجيل القادم اليافع لا تجعلو من اجسادكم ازرار الة الكترونية يتحكم بها ولي عملكم".

سأساقيل لو أستغللت 

طالب في المرحلة الثانوية - بهاء ابو حسين، قال بحديثه مع موقع بكرا:"انا بصفتي كشاب ارى ان الغالبية العظمى من الشبان الذين يعملون في مطاعم ومحلات تجاريه يأخذون أجورا أقلّ من الحد الأدنى للاجور وهذا يعتبر انتهاك لحقوق العاملين بشكل واضح من قبل صاحب المصلحة التجارية الذي يعتبر العمّال مجرّد مراهقين ليس اكثر".

ووجّه ابو حسين رسالة للشبّان العاملين، قائلا لـ"بكرا":" أودّ بأن احذّر الشبّان المراهقين الذين يعملون في المصالح التجاريه المستغله بان لا يستمروا في عملهم لدى مصلحه تجاريه مستغله او خوض الاضراب حتى ما ينالوا حقوقهم".

وانهى الطالب في المرحلة الثانوية حديثه قائلا:" لو قام احد باستغلالي كنت سأحاول في البداية حلّ الاشكالية بشكل ودّي وفي حال قام باستغلالي مرّات اخرى، دون أدنى شكّ ساتوجّه للشرطة".

احتواء العمال 

الناشط الشبابي - يحيى طاهر جبارين، قال بحديثه مع موقع بكرا:" بداية اقول لكل من يقوم باستغلال الشبّان العاملين" اتقّ الله يا اخي فأنت ستسأل عن كل صغيرة وكبيرة في يوم الآخرة"، وهناك حدّ أدنى للاجور وعلى جميع اصحاب المصالح التجارية السير وفق الامر ولا يوجد داعي كي يكون هناك استغلال للعمّال من قبل ارباب العمل".

واشار الى ان:" على اصحاب المصالح التجارية احتواء العمّال واكرامهم كي يعمل العمّال من باب الحماس والنشاط وليس كشخص ينفّذ الأوامر فقط دون ان يحصل على حقوقه".

ووجّه جبارين رسالة لأرباب العمل عبر "بكرا" قال فيها:" عليكم اتقاء الله في الشبّان ومراعاة ظروفهم والشاب لم يصدّق وحتّى لاقى عمل يعمل به، هذا لا يعطيك الشرعية كي تقوم باستغلاله من كافة النواحي بل على العكس عليك احتواءه واكرامه كي يقوم ببذل أقصى مجهود ممكن بذله".

وانا ايضًا سأترك العمل 

الشابّة بانه قبلان قالت بحديثها لموقع بكرا:"استغلال العمال هي ظاهرة مستفحلة وخصوصا بالوسط العربي، ارباب الاعمال تأكل حق العمال وتستغلّ حاجتهم للمصروف ، ناهيك عن الظروف التي غالبا لا تبقى ممتازة وفي نهاية الامر الضحيّة يكون المواطن".

وعن اذا تعرّضت في يوم من الأيام للاستغلال خلال عملها، تقول قبلان بحديثها لـ"بكرا":"اذا تعرضت للاستغلال اول شيئ أعمله انني اترك العمل، هذه انجح طريقة لعقاب ارباب الاعمال ولو انه كل العمال يقومون بترك العمل عندها الكل سيهتم وسيحترم مستحقاتهم".