في العام الماضي ومع نهاية فترة شاي بيرون وزير التربية والتعليم السابق، أطلقت وزارة التربية والتعليم خطة لإغلاق الثغرات التي انشأها بيرون بين المجتمعين العربي واليهودي وذلك من خلال توفير الزيادات في الميزانية للطلاب الأكثر حرمانا، بمن فيهم العرب. في حين ان وزير التعليم الجديد، نفتالي بينيت، فضل بدلا من مواصلة تعزيز المدارس العربية ان يعطي أولوية "للافضل" -كما نشرت صحيفة ذا ماركر الالكترونية هذا الأسبوع في تقريرها الذي كشف عن الفجوة بين ميزانيات المدارس العربية والمدارس الدينية الرسمية اليهودية والسبب حسب ادعاء بينيت بان آلية العمل الإيجابي تأتي بثمارها فقط عندما يتعلق الأمر بالطلاب اليهود!.

وعرض التقرير، الذي كشف عن ميزانية وزارة التعليم تفصيليا، أن هناك تمويل ضئيل جدا للمدارس الثانوية، والتي تعتبر المرحلة الأكثر أهمية في التعليم كما ان الخطة الجزئية المقدمة من وزارة التربية والتعليم في العام الماضي، لم تشمل المدارس الثانوية العربية.

وكشفت ذا ماركر انه وفقا لسياسة وزارة التربية والتعليم في توزيع الميزانية، فان المستفيد منها بشكل رئيسي هم الطلبة المتدينين، في حين ان الطلاب العرب او العلمانيين اليهود لم يتلقوا الميزانيات المطلوبة، حيث بررت الوزارة هذه الفجوة بانه يخصص للمجتمع العربي ميزانيات تستخدم لمساعدة الطلاب الذين يحتاجون الى مساعدة.

الى جانب ان المدارس التي لا تحوي مكتبات ومختبرات لا تتلقى الميزانيات المطلوبة لانها لا تتعامل مع هذا النوع من المواد -كما اشارت الوزارة- مثل المدارس العربية لذلك فانها لا تتلقى الميزانيات الكافية ويتم تفضيل المدارس اليهودية وخاصة الدينية منها عليها.

كما كشف التقرير معطيات خطيرة تفيد بان الاستثمار في الطالب في المدرسة اليهودية المتدينة ارتفع بنسبة 12% عام 2014 مقارنة مع ميزانية العام 2012، وهو أعلى معدل ميزانية بين طلاب المدارس الثانوية من مختلف الفئات، بما في ذلك العلمانيين والعرب والحريديم - وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة التربية والتعليم.

وأوضح التقرير انه قد تلقت المدارس الدينية الثانوية اليهودية في عام 2014 ما يقارب ال 29000 ، مقارنة مع عام 2012 حيث تلقت 25900 شيكل، وفي المقابل فان التيارات التعليمية غير الدينية تلقت ميزانية منخفظة ب4400 شيكل، والتي بلغت 24600 في السنة.

عاطف معدي: مؤشر خطير جدا ويحوي توجه عنصري واضح

عاطف معدي مدير عام لجنة متابعة قضايا التعليم العربي قال لـ"بكرا" معقبا على هذه المعطيات الخطيرة: ما نشر في صحيفة ذا ماركر حول توزيع الميزانية من قبل وزارة التربية والتعليم للطلاب يعمق الفجوة بشكل اكبر مما معروف لدينا، حيث ان التعليم الرسمي الديني يأخذ حصة الأسد في هذه الميزانية، ووفق المعطيات ارتفع بنسة 12% خلال سنتين، وهذا مؤشر خطير جدا ويحوي توجه عنصري واضح.

وتابع: ما كان معروف لدينا في السابق ان الفجوة كانت بالمعدل ما بين 17500 سنويا للطالب العربي مقابل 25000 شيكل للطالب اليهودي، وما نشر اليوم يعمق الفجوة اكثر لتصل ما بين 17500 شيكل للطالب العربي بالمعدل الى حوالي 27000 شيكل للطالب اليهودي للمعدل، هذا معطى صارخ يدل على توجه وسياسة عنصرية واضحة ورائها وزير التربية والتعليم بنفسه وهي استمرار لنهج سابق قام بتعميقه وزير التربية والتعليم الحالي، مما يؤكد صحة والحق وراء مطلبنا بتوزيع الميزانية بشكل تفاضلي، وفي الوثيقة الشاملة التي طرحت ضمن الطاقم المهني المشترك للجنة القطرية للرؤساء ولجنة قضايا التعليم العربي ومساواة واخصائيين، وحتى الان نتداول هذه الوثيقة مع مكتب رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم ووزير المالية ، طالبنا مبلغ 2.5 مليارد شيكل تخصص لكل قضية توزيع الميزانية بشكل تفاضلي للطلاب العرب.

ونوه قائلا: هذه اللعبة تستثني الطلاب العرب وما يسمى بالمتدينين المتزمتين، ونحن نعمل بشكل جدي امام مكتب رئيس الحكومة ووزارة التربية لتحقيق مطالبنا وهي تحصيل مبلغ 10 مليارد شيكل للتعليم العربي كخطة خماسية 2015 حتى 2020، ويتضح من الأرقام التي نشرت اليوم بان الفجوة عميقة جدا، وكل الادعاءات لدى وزراء التربية والتعليم بانه ليس هناك ميزانيات كافية هو عذر اقبح من ذنب، ونحن نشهد الان ان هناك ميزانية وموارد متوفرة وموجودة في وزارة التربية والتعليم لعامي 2015 و2016 وبالتالي يجب ان يحصل الطالب العربي على حقه وان يكون توزيع الميزانية بشكل تفاضلي وحسب الاحتياجات، وفي هذه المرحلة الطالب العربي يحتاج اكثر من الطالب اليهودي الى الميزانيات.

واختتم: يجب توجيه الميزانيات الى التعليم العربي وتوزيعها بحسب الاحتياجات وهذا مطلبنا وسنصر عليه بناء على الخطة الخماسية المطروحة والموجودة قيد التفاوض بيننا وبين وزارة التربية والتعليم ومكتب رئيس الحكومة.

يوسف جبارين: يجب انتهاج سياسات التفضيل المصحح والاستثمار الكبير بالتعليم العربي عبر تخصيص ميزانيات جدية.

من ناحيته النائب د. يوسف جبارين عقب في ذات السياق لـ"بكرا" قائلا: التمييز بالميزانيات بين الطلاب العرب واليهود هو لائحة اتهام كبيرة ضد وزارة المعارف، التي تنتهج التمييز منذ إقامة الدولة ضد طلابنا العرب، بينما يتغنّى وزراؤها "بالدمقراطية". الحقيقة ان هناك حاجة لاستثمار حوالي خمسة مليارات شاقل من أجل إحداث تغيير جدي في مكانة التعليم العربي.

وتابع: هذا التمييز تواصل في كل حكومات اسرائيل المتعاقبة وهو يعبّر عن تفضيل الحكومة للطالب اليهودي على حساب العربي. ونرى ذلك بوضوح مثلًا في توزيعة مناطق "الأفضلية القومية" في موضوع التربية والتعليم حيث بادرت وزارة المعارف إلى منح هبات وامتيازات مادية للبلدات الموجودة ضمن الخارطة منذ العام 1998 وحتى اليوم وقد اشتملت الخطة على اكثر من 500 بلدة من بينها 4 بلدات عربية فقط. ورغم ان المحكمة العليا اتخذت قرارًا في العام 2006 يقضي بتغيير معايير الانضمام لخارطة مناطق الأفضلية القومية من أجل مساواة البلدات العربية والغاء الاعتبارات التمييزية، إلا ان الحكومة لم تطبق قرار المحكمة حتى اليوم.

ونوه: ومن الجدير بالذكر بهذا السياق ان هناك تقرير صدر عن بنك اسرائيل وجامعة تل أبيب يوصي باستثمار خمسة مليارات في التعليم العربي من أجل سد الفجوات وضمان حراك اجتماعي- اقتصادي داخل البلدات العربية، فالمردود من الاستثمار في التربية والتعليم كبير جدًا وعليه يجب انتهاج سياسات التفضيل المصحح والاستثمار الكبير بالتعليم العربي عبر تخصيص ميزانيات جدية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]