دخل اضراب المدارس الاهلية يومه الثاني عشر على التوالي ، وما زال طلاب المدارس يبحثون عن العودة لمقاعد الدراسة خلف إصرار الداعمين للمدارس الاهلية وعناد الحكومة العنصرية التي تحاول بكل قواها ان تعطّل مسيرتهم التعليمية وابقائهم خارج اطار المدرسة .

في هذا التقرير تحدث مراسلنا الى عدد من طلاب المدارس الاهلية المختلفة والدبن عبّروا عن شعورهم وتخوفهن من الأيام التي تمر بين مدّ وجزر، مؤكدين أن هم من يدفع ثمن الاضراب في تحديد مصيرهم لكن ذات الوقت مؤكدين على أن المطالب حق، لهم ولمدرسيهم وأن على وزارة التعليم الإستجابة لها، وهي الملام الوحيد في هذه الأزمة. 

نعيش الإحتلال 

الطالبة رونزا سواعد في الصف الثاني عشر في كلية الجليل الاهلية عيلبون قالت: لقد بلغنا اليوم الثاني عشر على التوالي في الاضراب ، وانا كطالبة مدرسة أهلية في كلية الجليل المسيحية عيلبون بدأ الشعور بالقلق يسيطر على نفسي، فانا اليوم خارج المدرسة لوا اعرف ما هو المصير المنتظر، فنحن على اعتاب موسم امتحانات البجروت لموعد الشتاء ولا ادري كيف سيكون الحال اذا استمر الاضراب اكثر من ذلك .

وقالت رونزا : بالطبع انه شعور سيئ باني أرى جميع الطلاب في البلاد خلف مقاعد الدارسة يتعلمون ونحن خارج المدرسة ننتظر حلولا باتت شبه حلم لطالما انتظرنا تحقيقه، وكل ذلك يأتي على حساب وقتنا مما سيسبب لنا ولمعلمينا ضغوطات كبيرة من حيث تمرير المواد التعليمية وأيضا من حيث الدراسة وتراكم المواد تلوى الموات وبالتالي يصبح ذلك عبء ثقيلا قد يؤثر وبشكل سلبي على تحصيلنا العلمي .

وأضافت رونزا: المسؤولية بالاول والأخير نحملها لوزارة التربية والتعليم وزيرها نفتالي بينت ولحكومة تنتهج سياسة التفرقة والتمييز بين مواطنيها وطلابها، وانا على ثقة تامة انه لو كان ذلك الوضع في مدارس يهودية لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولكن للأسف ما زلنا نعيش نوعا من انواع الاحتلال الذي يضرب مدارسنا العربية وتحديدا مدارسنا الاهلية التي لها تاريخ يشهد لها بالعلم والمعرفة .

اشعر بالحزن والحرقة انني لا زلت في البيت

سوزان يوسف زعاترة في الصف الحادي عشر من يافة الناصرة قالت بدورها: اشعر بالاسف الشديد اننا خارج اطار المدرسة الذي كان من المفترض ان ندخله قبل 12 يوما ونفتتح عامنا الدراسي كباقي المدارس الأخرى ، ولكن مع الأسف ما زال الوضع كما هو، وشبح الاضراب ما زال يخيم على 33000 طالب وطالبة في المدارس الاهلية الذين ما زالوا يتمنون العودة الى مقاعد الدراسة ويلتحقوا بزملائهم الطلبة في المدارس الأخرى .

وقالت سوزان: شخصيا عندما أرى طلاب اخرين في مدارس أخرى يذهبون الى مدارسهم ويتعلمون اشعر بنوع من الحزن والحرقة، لانه شعور سيء ان تفقد مواد تعليمية وان تبقى بعيدا عن المدرسة وعن الأصدقاء، وكل ذلك ثمنا نحن كطلاب مدارس ندفعه بسب تجاهل الحكومة لمطالبنا ولمدارسنا ، حتى في منحنا حقوقنا كطلاب والذي من واجب الدولة ان توفره لنا حينما تطلق على نفسها بانها دولة ديمقراطية.

وتابعت سوزان: بعد مرور اليوم الثاني عشر للإضراب ولا ادري الى متى سيستمر الحال على هذا النحو ، اشعر وكأني غير مستعدة ولست جاهزة للتقدم لامتحانات البجروت في الموسم الشتوي، لأني فعلا اشعر نني خسرت الكثير من المواد ولا ادري كم سأخسر بعد، وعليه انا كطالبة ولي حقوق سأطالب بحقي بالتعليم ولن اتنازل عنة ما دامت هذه الدولة ديمقراطية على حد قولها، وللأسف لا أرى أي نوع من الديمقراطية في هذه الحكومة التي تتحمل كامل المسؤولية لما يحصل لنا ولمدارسنا الاهلية .

وهم المساواة 

اما منير مطر، في الصف الحادي عشر، ويتعلم في كلية الجيل المسيحية عيلبون فقال بدوره: شعوري كشعور أي طالب يرى الأيام الأسابيع تمضي وهو خارج اطار المدرسة بعيدا عن التعليم وعن الأصدقاء، وبعيدا عن الحضن الذي فيه يحدد مستقبل كل طالب فينا، انه فعلا شعور بالاسى حين تنتظر الأيام بفارغ الصبر من اجل العودة للمدرسة ولكن تمر الايام دون نتائج او حلول تذكر ، وكل ذلك يأتي على حسابنا كطلاب للأسف .

وأضاف منير منير مطر: بعد مرور 12 يوما وانا خارج المدرسة لا بد ان يتملكني شعور بانني في دولة ليست سوى دولة تمييز ودولة متطرفة تحاول بكل الطرق ان تطفىء نور العلم والتعليم لأبناء مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل ، على اعتبار انها دولة ديمقراطية وتعطي حق المساوة الذي ما زلنا نبحث عنه حتى اليوم ولم نرى منه حتى خيال، وليس على صعيد المدارس فقط وانما في شتى المجالات المتعلقة بنا كأقلية عربية في هذه الدولة .

لن نسمح لأي كان أن يمس أحلامنا 

رنين أبو زهيا من المغار الصف وتتعلم في صف الثاني عشر في كلية الجليل المسيحية عيلبون قالت لـ "بكرا" : أمر محزن انني اليوم وبعد دخولنا اليوم الثاني عشر على التوالي في الاضراب ان اتواجد في البيت وليس على مقاعد الدراسة. اشعر بنوع من اليأس وكأن الحياة أصبحت بلا معنى دون تعليم، وأصبحت اشعر أيضا بنوع من الإحباط انني لست كباقي الطلاب في المدارس الأخرى الذين بدأوا يمارسون حقهم في التعليم والأمور تمر معهم بسلام بينما انا لا اجد سوى البيت مكاني .

وأضافت رنين : انا كطالبة في الصف الثاني عشر موقفي سيكون اصعب من باقي الطلاب في مستويات أخرى ، لأننا كطلاب ثواني عشر نخرج مبكرا من المدرسة للتحضير لامتحانات البجروت في الصيف وأيضا اليوم نحن متأخرين عن الدخول وافتتاح عامنا الدراسي ولا ادري كم سيتبقى لنا أيام تعليمية ، إضافة الى ذلك انها السنة الأخيرة لنا في المدرسة وهي السنة التي نحن بحاجة ماسة لأيام تعليمية إضافية ، فما بالك اليوم ونحن خارج المدرسة ، فعلا انه امر يهدد مستقبلنا التعليمي .

وقالت رنين : والمسؤول عن ذلك هو كل شخص يدعم فكرة خسارة الطلاب للعلم وعدم الموافقة على مطالبهم وإعطائهم حقوقهم التعليمية كاملة وتوصيل الميزانيات للمدارس كي يحصلوا على حقوقهم بشكل متساوي اسوة بباقي اللاب في البلاد ، وانا اليوم اقولها بملء فمي اننا لن نسمح لأيا كان ان يمس احلامنا منذ الصغر في سعينا نحو تحقيق النجاح في التعليم وان يحرمونا متعة التعليم ولن نغفر لهم ذلك.

توجه للقائمة المشتركة 

ماريا خوري من عيلبون في الصف الثاني عشر قالت بدورها : انها خسارة كبيرة لنا كطلاب في المدارس الاهلية من خلال جلوسنا في البيت بعيدا عن المدارس ومقاعد الدراسة، وهذا أمر يصعّب علينا المهمة اكثر فاكثر مع مرور أيام الاضراب يوما تلوى الاخر دون تعليم ودون اطار تعليمي اخر ، فهذا قد يسبب لنا عجزا كبيرا في إتمام المواد التعليمية وبالتالي نجد انفسنا داخل دوامة لا يصعب علينا الخروج منها .

وقالت ماريا : لا شك ان المسبب الأول والأخير لنا في هذه الأوضاع هي وزارة التربية والتعليم وحكومة إسرائيل التي تحاول بشكل وبآخر ان تمارس كل أنواع التمييز والعنصرية تجاهنا طلاب عرب وتجاه مدارسنا الاهلية التي تشهد لها أجيال في تميّزها في العلم والمعرفة .

واضافت ماريا: انا كَطالبه في ألصف الثاني عشر ، على عَتبة تَخرجي من المدرسة والتحاقي في الجامعة إنني سأخسر سنه كامله إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم ، لذلك انا شخصياً مستاءة من هذه الوضع واطلب من الجميع ، من القيادة العربية ممثلةً بالقائمة المشتركة واللجنة القطرية اتخاذ إجراءات صارِمة وقاسيه اتجاه ألمسؤولين في المؤسسة الإسرائيلية لنيل حقوقنا الأساسية في التعليم ، واذا استمر الوضع كما هو أقترح على الهيئات المختصة والمسؤولين في الوسط العربي اعلان الاضراب المفتوح في جميع المؤسسات ، وكذلك اطالب القادة في الكنيسة الاعلان عن اغلاق الكنائس للضغط على الحكومة الإسرائيلية لنيل الميزانيات اللازمة لافتتاح سنة الدراسية ( المتأخرة) .

الأضراب أثر على نفسيتي 

بدورها قالت اليان سمعان من عيلبون في الصف الـ 12: شعوري بعد ان انقضى 12 يوما على عدم عودتنا الى المدرسة هو النقص طبعا ..! فلقد تعودنا دائما ان نعود الى المدرسة بالوقت الذي اعتدنا علية و هو 1.9 و هو التوقيت الرسمي للعودة الى المداس ، وانا الان اشعر بخيبة امل او ربما اشعر ببعض الغيرة من بافي الطلاب الذين يستطيعون رؤية زملائهم وجها لوجه، فانا حتى الان ما زلت اراسل اصدقائي عبر الهاتف من دون ان اراهم ، وارى أيضا انهم محظوظون اكثر لانهم عادو الى حياتهم الطبيعية الذهاب الى المدرسة ممارسة حقهم التعليمي ، اما نحن فما زال الشوق للعودة الى مقاعد الدراسة يلاحقنا ! في كلو يمر دون عودتنا.

وقالت اليان: بعد مرور 12 يوما من الاضراب و عدم دخولي للمدرسة في الوقت المحدد يؤثر على نفسيتي نوعا ما ، لأني غير مؤهلة نفسيا بان اعود الى المدرسة بشكل مفاجأ و دون ان اهيئ نفسي بالشكل الطبيعي للعودة لمقاعد التعليم ، و هاذا يسبب لي بعض التشوش وعدم التركيز.

وأضافت اليان: المسؤول عن كل هذا برايي هي وزارة التربية و التعليم و كل شخص لم يوافق على منحنا الميزانيات لمدارسنا.

الطالب اليهودي بماذا افضل من الطالب العربي 

اما امير حوراني في الصف الـ 12 من عيلبون فقال لـ "بكرا" : نحن اليوم كطلاب في كلية الجليل المسيحية وخاصة طلاب الثواني عشر بدأنا نشعر بقليل من الخوف تجاه المادة ! ونتساءل كيف سنكمل المواد المطلوبة "للبجاريت"، ها نحن اليوم الـ12 الذي نجلس فيه في بيوتنا دون علم دون ثقافة دون شيء .

وقال أمير : المتضرر الوحيد في هذا الاضراب هو نحن الطلاب بكلامي هذا لا اوجه اللوم على المعلمين والمدراء وغيرهم من الداعمين لقضايا مدارسنا الاهلية ، بل بالعكس فلا يعقل ان يأتي المعلم ويقوم بعمله ويتعب بدون مقابل، المسؤول الوحيد عن حالتنا هي الوزارة التي تقلص الميزانيات وتقوم في التمييز بيننا وبين الطلاب اليهود ، وسؤالي للوزارة ، الطالب اليهودي بماذا افضل من الطالب العربي ؟ الاستاذ اليهودي بماذا افضل من الاستاذ العربي ؟ المدارس اليهودية بماذا افضل من المدارس العربية؟ لماذا هم ينالون الميزانيات الكافية بينما نحن لا !!؟ اين المساواة في هذه الدولة "الديموقراطية" بالرغم من ذلك فنحن صامدون ومستمرون في هذا الاضراب حتى نيل جميع حقوقنا . 

 لا نرى أي نوع من المسؤولية على إدارة المدارس الاهلية

نتالي عرطول ، الصف الثاني عشر عيلبون قالت بدورها معقبة : نحن كطلاب في مدارس مسيحيه "كليه الجليل المسيحية" اصبحنا نشعر اننا طلاب من درجه تأنيه لا اهميه لنا، بعد ان كان التصريح في تاريخ ١-٩ ان المدارس افتتحت من دون عراقيل، وانا كطالبه في الصف الثاني عشر اعتقد انني خسرت خساره كبيره فانا في مرحله تعليميه حاسمه واحتاج لكل يوم دراسي ، لكن على ما يبدو الوزارة غير مهتمة بهذا الموضوع مع ان المدارس الأهلية تحصد اعلى العلامات .

وقالت نتالي : كل هذه الظروف تؤثر سلبا على نفسياتنا لأنه كما هو ظاهر ليس هناك حل قريب لهذه القضية ، وكل هذا سيوثر للمدى البعيد ، انا اتكلم عن نفسي كطالبه بالثاني عشر لدي امتحانات البجروت التي تحتاج لدراسة طويله يوميا ، فلا اعرف كيف ومن سيعوضنا عن كل هذه الايام التي نخسرها مما سيوثر على قبولنا في الجامعات، وانا اضع كل اللوم على الوزارات المعنية التي لا تأخذ القضية على محمل الجد ودائما تتعامل معنا بعنصريه فوزارة المالية تدعم المدارس اليهودية الخاصة دعما كاملا بينما توقف الدعم عن المدارس الأهلية المسيحية التي تستقبل جميع الطلاب من جميع الطوائف.

وأختتمت نتالي: اما بالنسبة للأهالي فانا اقدر الضغط النفسي الذي فرض عليهم من عبء التكاليف الباهظة التي يدفعونها للمدارس من اجل تسجيل أبنائهم فيها ، لذلك لا نرى أي نوع من المسؤولية على إدارة المدارس الاهلية لانها لا تريد ان تحمّل الاهل عبء التكاليف السنوية للطالب ، لذلك نحن سنقاوم ولو كان ذلك على حسبا مستقبلنا .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]