من بين أكثر من أربعين رئيس دولة وحكومة شاركوا مشيا على الإقدام في التظاهرة المليونية التي شهدتها باريس احتجاجا على الإرهاب الذي ضربها، تركزت عدسات المصورين على شخصيتين اثنتين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند باعتباره صاحب الدعوة وبنيامين نتانياهو الذي يترأس ربما الحكومة الأكثر تطرفا وتشددا في تاريخ إسرائيل.
أصوات كثيرة من داخل ومن خارج الدول العربية تسرعت في تحميل الرئيس هولاند مسؤولية دعوة نتانياهو للمشاركة في تلك التظاهرة ما علمه الأكيد بان بعض الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ترتقي برأي منظمات حقوقية دولية إلى مصاف الجرائم بحق الإنسانية !
غداة ي يوم التظاهرة وما تلاه بدأت الصحافة الإسرائيلية من "هاآراتز" إلى "يديعوت اهرونوت" في كشف معلومات عن الاتصالات التي سبقت مشاركة نتانياهو في مسيرة باريس وتسلله من الصف الثاني إلى الأول.
جاء في معلومات الصحف الإسرائيلية وهي في الغالب واسعة الاطلاع أن الإليزيه الذي استشعر مسبقا حجم الإحراج الذي يشكله حضور نتانياهو نبهه لما تمثل مشاركته من مخاطر أمنية رغم اتخاذ السلطات الفرنسية أقصى احتياطات الأمن والسلامة.
رغم ذلك أصر نتانياهو على الحضور متخذا من الهجوم الإرهابي على متجر المأكولات اليهودي في باريس ومصرع أربعة فرنسيين من الديانة اليهودية ذريعة إضافية تحتم حضوره ومشاركته حتى في تقبل العزاء.
طبعا لم يكن بوسع الاليزيه الذهاب أبعد في محاولات الثني والتحذير فبادر لتوجيه الدعوة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للحضور إلى باريس والمشاركة في المسيرة عل حضوره يخفف بعض الشيء من ثقل حضور نتانياهو.
طبعا، لم يكتف نتانياهو بالمشاركة بل إنه ضرب بالبروتوكول عرض الحائط حين تسلل من مكانه المحدد في الصف الثاني إلى الصف الأول وحل فجأة في الصف الأول على بعد خطوتين من الرئيس هولاند متأبطا بحرارة ذراع الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا علما أن لا علاقات دبلوماسية بين مالي وإسرائيل !
باختصار، بدا الآن واضحا أن بنيامين نتانياهو لم يكن في وارد تغييب حضوره من هكذا مناسبة جمعت هذا العدد من قادة العالم في مسيرة واحدة لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل.
كان سيحضر وبقوة بموافقة السلطات الفرنسية أم لا متسلحا بمقولة الحاجة تبرر الوسيلة ومستفيدا من غباء وإجرام المدعو احمدي كوليبالي أي الإرهابي الفرنسي الذي هاجم متجرا يهوديا وقتل بدم بارد أربعة مدنيين أبرياء من الفرنسيين اليهود..كل ذلك باسم الإسلام فأين هو من دين الرحمة !
[email protected]
أضف تعليق