أمرّ الآن في المرحلة النهائيه من التحضير لتقديم شكوى ضد شخص بتهمة القذف والتشهير قام بها قبل 10 أيام بعد أن وصفني بأوصاف لا يقبل بها لا عاقل ولا مجنون ، قام بنشرها على العلن وأعتبر نفسه بطلا مغوارا ويحق له ما فعله ، هذا السفيه لم يدرك انّ القانون يكفل لي حق الدفاع عن نفسي أمام القضاء بعد ان سنّ المشرّع في البلاد قانونا يحميني من التشهير بي بتهم باطلة تسيء لي ولعائلتي ولإسمي وتسبب لي الضرر .
عندما قرأ بعض الأصدقاء هذه المادة المسيئه التي كتبت ضدي على إحدى صفحات الفيسبوك ، إتصل بي بعضهم وعبر عن إشمئزازه مما صدر من هذا الشخص وأراد قسم منهم أن يقوم "بتأديبه" بطريقتهم على تطاوله عليّ ، إجتهدت الكثير حتى أقنعتهم بأنّ هذا الأسلوب لا يروقني وأنّني أعدهم بمقاضاته في المحاكم .
أستفز عدد من الأخوة والأصدقاء وأرتفع منسوب الأدرينالين في رأسهم ورغبوا من محبتهم لي أن يتصرفوا على هواهم وعمل ما يرونه مناسبا الا انني نجحت بحصر الموضوع لانّ عددهم محدود ويمكن السيطرة عليه .
ورحم الله إمرء عرف قدر نفسه ، فأنا واحد من ملايين البشر المعرضين لمثل هذا الموقف ، انسان عادي خلق الله مثلي مليارات البشر ولا أزيد عن أحدهم شيء ، إلا أنني وجدت من يناصرني في ما جرى ويغضب ويستفز على ما تعرضت له .
هذا القانون الذي يغرم من يقوم بالتشهير بالآخرين هو قانون تشتمله عشرات الدول في العالم في قوانينها وكل دول أوروبا بالتأكيد، أوروبا التي كانت هذا الاسبوع في الاحداث بعد مقتل عدد من الباريسيين إثر الهجوم على صحيفة "تشارلي إيبدو" الفرنسية .
بعض الأغبياء ممن يتفقون مع ذاك السفيه الذي تعرض لي ، يعلمون هم أيضا الآن بأنّ هذه ليست حرية رأي كما يعتقدون أو يريدون إيهامنا بذلك وإنّ هذا الإجراء القانوني والقضائي يؤكد لهم أنّ حرية الرأي تنتهي عندما تتعرض لسمعة وشرف الآخرين وإن هذا تعدي واضح على الآخر .
قبل أكثر من 20 عاما هنا في الناصرة وعلى إثر عرض فيلم سيء يشير الى السيد المسيح عليه السلام (يظهر) بمشهد فاضح قمنا نصراويين بالتظاهر أمام مكاتب شركة الكوابل "تيفيل" التي قامت بعرضه إمتعاضا وإستياءا للتعرض لأنبياء الله ، تظاهرنا أمام مكاتب الشركة بعد أن قمنا بمسيرة من الناصرة الى نتسيرت عيليت حيث مكاتبها هناك ، وللحقيقه أنّ بعض من كانوا معنا في المسيرة قد قاموا بتكسير واجهة مكتب الشركة ، وأذكر أيضا بأنّ أحدا لم يستنكر عملهم هذا بسبب عظم الإساءة للسيد المسيح .
في العام 2005 قامت إحدى الصحف الدانماركية بالتعرض من خلال رسم كاريكاتوري للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم وتكررت هذه الفعلة وهذا العمل المشين مرات ومرات ودافعت عنها أوروبا بحجة حرية الرأي الى ان قامت صحيفة "تشارلي إيبدو" بإظهار صورة للنبي محمد ، صورة مشينة ومهينة ومستفزة ومؤلمة إستفزت مشاعر وأثارت غضب مليارد ونصف شخص في العالم يؤمنون بدين الإسلام ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلّم ، وكان الرد على غضب مئات الملايين من البشر الذين يعلنون ليل نهار إستعادهم للموت فداء للرسول الكريم بأن القانون يكفل لهم حرية الرأي !!! .
خرج العالم مستنكرا حادثة القتل في الصحيفة ، وبقي قضاؤهم مصرا على أن النشر المسيء للأنبياء يدخل ضمن ما يسمونه "حرية الرأي" ، وبقي الإعتداء على حرية سامي وجون وعلي هو تشهير يستوجب مقاضاة ناشره لما يسببه من معاناة وألم وأيذاء لهم ولعائلاتهم ومن الممكن أن يكلف المسيء ملايين الدولارات. عالم عجيب غريب هذا العالم الغربي .
إن رد فعل صحيفة "تشارلي إيبدو" وإصدارها عدد خاص بكمية تضاهي مئة مرة العدد اليومي العادي وهي ثلاثة ملايين ومئتي ألف نسخة هو عجيب وغريب وعمل غبي بأقصى درجة أيضا .
تسقط حرية الرأي مرّة عندما تعتدي عليّ وتسقط مليارد ونصف مرّة عندما تعتدي على الأنبياء .
وأنا أنضم لكل رافع لهذا الشعار " الّا الأنبياء " .
[email protected]
أضف تعليق