في اعقاب الاحصائيات التي صدرت مؤخرًا من قبل وزارة التربية والتعليم والتي تشير الى ارتفاع في نسبة العنف في المدارس العربية، وبالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، مع التشديد على أن 9 نساء عربيات قتلن هذا العام، التقت مراسلة موقع "بكرا" بـ عاطف معدي- مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، للحديث عن دور المؤسسات التربوية في محاربة الظاهرة جذريًا.
وقال معدي في حديثه إلى "بكرا": المجتمع العربي في اسرائيل ينزلق ويتعرض لموجة كبيرة من العنف، بكافة أشكاله، وأكثر من هذا، فقد انتقل مجتمعنا من مرحلة العنف الى مرحلة الجريمة، وأكبر مثال مقتل مدير مدرسة فاضل داخل مدرسته لاسباب تافهة. هذا امر خطير جدًا ومؤشر سلبي وبالطبع تجاوز لمعتقداتنا وسلوكياتنا وقيمنا.
ازياد في العنف في المدارس من 6% الى11%
وتابع معدي لـ"بكرا" متحدُا عن جذور العنف: ما يحدث في المجتمع بشكل واسع ينعكس على جهاز التربية والتعليم وداخل بيوتنا ايضا وهذا ما نراه، نحن على ما يبدو مجتمع فقد البوصلة، والسؤال الذي يطرح هو الى اين؟! المؤشرات والمعطيات في المدارس العربية تشير من خلال فحص ظواهر وسلوكيات والمناخ التربوي والتعليمي في العنف الى ازدياد من 6% الى 11% بمعنى ان هنالك 85% ازدياد في ظواهر وسلوكيات العنف في المدارس العربية وهو امر خطير جدًا وله تأثيرات على التحصيل العلمي ايضا.
جميع المؤسسات في المجتمع العربي يجب ان تتكاثف مع جهاز التربية والتعليم لايقاف ظاهرة العنف
وتطرق معدي إلى الأسباب والحلول قائلا: الاسباب عديدة منها البيت والمجتمع الواسع وهذا ينعكس وينتقل الى المدارس وفي بعض الاحيان الامر عكسي يبدأ في المدارس ويخرج خارجا، الامر بحاجة الى علاج ومتابعة جدية وبرامج وعمل متواصل من كل المؤسسات، لا يمكن اتهام فريق واحد في كل هذه المسألة حيث يجب ان يكون هناك رؤيا مجتمعية وان تأخذ كل مؤسسة دورها، نحن نتحدث عن كل المجتمع، عن البيوت الاباء والامهات لجنة المتابعة واللجنة القطرية والسلطات المحلية ولجنة متابعة قضابا التعليم العربي ومؤسسات المجتمع المدني، كلها يجب ان تتكاثف مع وزارة التربية والتعليم من اجل بناء خطة شاملة وواضحة قابلة للتنفيذ، عمل جدي مع الطلاب والشبيبة من اجل تثقيف وتوعية الشباب من اجل تغيير هذه السلوكيات.
وتابع: عندما نتحدث عن جهاز التعليم العربي، المسؤولية الاساسية تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، يجب ان تعمل بجد وجهد وان تتعاون بشكل مكثف مع اللجان القطرية لاولياء الامور والمتابعة ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، من اجل رفع الوعي بشكل شامل، والبرنامج لا يشمل فقط الطلاب بل المعلمين ايضا، علينا تزويد المعلمين بادوات معينة في كيفية التعاطي مع الطلاب والعنف.
الاكتظاظ في المدارس العربية يؤدي الى عنف، يجب تحسين البنية التحتية
واشار معدي بان الاكتظاظ في المدارس العربية يؤدي الى عنف، بما معناه مدرسة عدد طلابها 400 طالب ليس كمدرسة عدد طلابها 1000 طالب وبالتالي يجب العمل ايضا على تحسين البنية التحتية وتوفير كل الظروف من اجل ان نوفر لاولادنا مناخ تربوي تعليمي مريح، امن وان يشعر الطالب في امان، حتى نستطيع ان نطلب منه تحصيل علمي.
كما تطرق معدي الى ظاهرة قتل النساء العربية التي هي في ازيدياد حيث اكد بانه على المجتمع الاستثمار في المرأة اكثر من الرجل من اجل النهوض وأضاف: كأبن للمجتمع الفلسطيني في الداخل يؤلمني ان اقرأ عن كل حالات العنف بالذات ظاهرة قتل النساء، واظن المجتمع يريد ان ينهض بنفسه اولا عليه مؤازرة ودعم النساء وتقويتهم في كل المجالات ، وعلينا الاخذ بجدية هذا الموضوع، اذا اردنا ان نبني مستقبل جيد لمجتمعنا يجب الاستثمار بالامهات والفتيات من اجل استمرارية جدية في مجتمعنا، يجب العمل بجدية على وقف كل هذه الظواهر حيث انه ليس هناك اي مبرر لما يحصل، هذا امر منبوذ ويجب ان نعمل بشكل جدي على وقف هذه الظواهر.
[email protected]
أضف تعليق