لا شكّ أنّ القارئ قد ملّ قراءة قصّة العيد التقليديّة التي تخطّها الأقلام بهذه المناسبة، وفيها يتمّ التّطرّق إلى معاني العيد الاجتماعيّة، الدّينيّة، النفسيّة، والآنيّة، أو وصف مظاهر الاحتفال بالعيد وأجوائه، وكم سيطرت على مجتمعنا ظاهرة الاهتمام بالمظاهر والمادّة، إذ غدونا لا ننظر إلى أنفسنا بتمعن،عمق، ومصداقية. ننسى أو نتناسى طاعة الباري عزّ وجلّ، ولا نلتفت لذوي الحالات الخاصة أو نراعي مشاعرهم، فصرنا نحتفل بالعيد مظهرا بعيدًا عن الجوهر والمعنى الحقيقيّ له.
رغم كلّ ذلك، ورغم الأوضاع العصيبة التي يمرّ بها المواطن من هموم ومشاكل الحياة اليوميّة بشكل خاصّ، ورغم ما تشهده المنطقة من توتر وأحداث مؤسفة خلفت الترمّل، الدّمار وإراقة دماء بريئة، رغم كلّ ذلك لا بدّ، في هذه المناسبة العظيمة، أن نقف مطوّلا نذكر ونتذكر ونحاسب ضميرنا، وها هي رماح تنتهز هذه المناسبة لتقول: إنّ القيمة الحقيقيّة للإنسان ليس في إحساسه بنفسه، وإنّما في عطائه للآخرين والعطاء ليس بقيمة ما نعطي، بل بمعنى العطاء، وإنّ الحياة مزيج من المواقف الإنسانيّة.
أمّا أنتم، أصحاب الظروف والحالات الخاصة، فأقول لكم: ها نحن نذكر الجانب الإنسانيّ تجاهكم، ونردّد مؤمنين أنّ هناك ما زالت نفوس تحمل القناديل لتضيء أمامكم الدروب، وما خفتت أصوات ذوي الهمم والضمير والنفوس التي تحب عمل الخير وتحافظ على القيم والعادات وتعمل على توعية المجتمع وغرس الفضائل، وتدافع عن المظلومين وتسعى إلى تحقيق العدالة وتدافع عن الإنسانيّة، فلا تقنطوا من رحمة الله!!
اللّهمّ لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همّا إلا فرّجته، ولا ضالا إلا هديته، ولا صديقًا إلا رحمته، ولا فاسدا إلا أصلحته، ولا مريضا إلا عافيته .
مع أمنياتي القلبيّة لكلّ العباد، أن يعيده باليمن والبركات والاستقرار وتحقيق العدالة قولا وفعلاً ...
[email protected]
أضف تعليق