آن الأوان أن نكون أو أن نلقي بأنفسنا أفراداً وجماعاتٍ على مزبلة التاريخ.

آن الأوان أن نعمل ما أراده الدين الحنيف، دين النبي إبن عبد المطلب صلعم، ونكون بشراً بشرف وكرامة لا أن نكون مُتمّمي شعائر دون ضمائر حية.

غزة تموت ولم يعد يكفي أن نستنكر وننسى. لم يعد يكفي أن نتألم ونبكي، آن الأوان أن نعمل. آن الأوان أن نُسجّل التاريخ.

في هذه اللحظات التي يمر بها شعبنا الفلسطيني العريق علينا أن نبرهن للعالم أجمع أنه مهما حصل سوف تقف غزة شامخة رافعة الرأس شرفاً وإعتزازاً بصمودها في أرض الأجداد، واقفة صامدة بين عربٍ خُرسان بدون رأسٍ وشرف.

نعم حي الشجاعية وصمة عار عليكم أنتم من سَكتّم عن نقصٍ بكم وأنتم من لم يبقَ في قاموس لغتكم غير إعلان الحداد!

حي الشجاعية كابوس سيلاحق تاريخكم الرذيل وطوفان سيغرقكم بدم الشهداء الأبرياء، وصراخ أطفال الشجاعية ستسمعونه يا عرب ويا مسلمين يوم القيامة ويوم الحساب حينما لن تشفع لكم طقوسكم من صلاة وصوم.

نعم الشجاعية هي صبرا وشاتيلا القرن الواحد والعشرين. نعم غزة هي تل الزعتر وبرج البراجنة يا ساكني القصور في رام الله. وأنتم العار على هيئة بشر. أنتم من قدَّس الخيانة بإسم التنسيق الأمني وسكت على ذبح أطفال غزة ولم يقُم بشيء إلا بإعلان الحداد!

يا شعب فلسطين الأبي، آن الأوان أن تعلنوا الحداد على قيادتكم الميتة وهي حيّة، وأن تدفنوها بأياديكم في مزبلة التاريخ. آن لكم أن تكونوا من أنتم، شعبٌ يناضل من أجل الحرية، من أجل الصمود ومن أجل الكرامة الفلسطينية.

مَن منكم لم يسمع نداءات الموتى في غزة وصراخ الأيتام والثكالى في رفح والشجاعية ليقم ولينتحر الآن قبل أن تتطاير ذرات كرامته الأخيرة.
نعم آن الأوان أن نسجّل التاريخ قبل أن يُنسى!

في لحظات كهذه يصبح المستحيل بنظر الأكثرية الساكتة المتفرجة مستباحاً للشرفاء وممكناً!

يا مسلمين يا عرب، أناديكم بإسم الكرامة والرب الذي تعبدون أن نتحدى الطقوس ونُحكّم العقل وندع الكرامة أو ما تبقى منها يتكلم ونعلن أفراداً وجماعاتٍ عن إلغاء الإحتفالات بعيد الفطر والتبرع بما كنا سنصرفه على العيد لغزة العزة والكرامة.

تعالوا معاً نبني ما دمرته اليد المجرمة للإحتلال! تعالوا نمسح دمعة طفل من غزة ونواسي ثكلى!

تعالوا يا أمة محمد نعمل المستحيل ونلغي العيد وإحتفالاته ... كيف نحتفل وغزة هاشم تموت؟

نعم، قولوا لأطفالكم لا عيد السنة لأن الشريف لا يحتفل وأخاه ينزف ويموت!

دعوا أطفالكم يرون ما يحدث لأطفال غزة وإسالوهم إن أرادوا هدية العيد؟

آن الأوان أن نرفع راية الكرامة معاً وأن نقول للأموات الأحياء خجلاً يا حثالة الأرض وطوبى لغزة العزة…

وأنتم يا أطفال غزة وثكالى غزة، أنتم الشرف أنتم من تستحقون الحياة ونحن من لا يستأهل إلا المذلة والتحقير إن بقينا نستنكر وننسى!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]