من خلال متابعتي اليومية لمواقع التواصل الاجتماعي وصفحاتي الشخصية هناك دائما الاحظ ان هناك قضايا مشتركة و "ستاتوسات" و"تغريدات" عن مواضيع متشابهة التي تثير اغلب الرأي العام، على سبيل المثال في الآونة الاخيرة بدأنا نلاحظ ان اغلب الاشخاص وعبر صفحاتهم يتطرقون الى موضوع الاوضاع الأمنية المتوتّرة في البلاد.
يوم امس ومن خلال جولتي كالمعتاد شدّني عنوان باللغة العبرية قد تداوله مجموعة كبيرة من روّاد "الفيسبوك" سأترجمه عليكم بشكل حرفي "لوسي هريش تتعارك مع صحافي فلسطيني"، بصراحة لم اتفاجأ من العنوان ابدا بل وتوقعت ان اشاهد كارثة جديدة قد فعلتها الخادمة لارضاء سيّدها كالمعتاد.
حيث استضافت هريش ومن خلال برنامجها "اخبار الشرق الاوسط" والذي تقدّمه عبر قناة "أي 24 نيوز" الاسرائيلية التي تلبس الزي الفرنسي، استضافت الصحافي الفلسطيني علاء مشهراوي وذلك "للوقوف" عند الاوضاع الامنية هناك، ولكن قصد لوسي كان في الحديث مع هذا الصحافي عن "الحرب على اسرائيل"، فقد بدأت بالحيث معه عن الاوضاع في القطاع والتي وصفها مشهراوي بالسيئة جدا لا بل المزرية حيث قال "لقد اعتدنا على القصف اليومي واصبح من جدول حياتنا اليومية والقصف مع الاسف اصبح يصيب مدنيين واطفال ابرياء".
وبالطبع هذا الكلام لم يرق "لخادمة القصر الاسرائيلي" والتي بدأت بخطابها الطويل وتحليلها "الموضوعي" على ان حماس هم المتهمون وهم من يدفعون اهالي غزة الثمن ويقومون بعلاقاتهم العامة على حساب الاطفال والمدنيين والى آخره، فبالطبع قام مشهراوي بالدفاع حيث قال "اوافق الرأي ان المدنيين والاطفال هم من يدفعون الثمن ولكنهم جزء لا يتجزأ من المقاومة، وان اسرائيل هي من اجبرت حماس على الحرب وهي من قامت بحصار غزة وفرضت الحياة السيئة في القطاع" ومرة اخرى لم يرق الحديث "للسيّدة" فقاطعته قائلة "اين الشعب ؟ اين انتم كصحافيين، اين الابرياء والذين يتوجب عليهم قول "كفى" لحماس؟" فكان رد المشهراوي مقتضب حيث قال لها "اهالي غزة لن يقولوا كفى لمن يحميهم يجب ان نقول كفى للمجتمع المدني كفى للصمت عن ما يحصل لغزة" وبهذا استطاع المشهراوي ان يستفز "السيّدة" حيث قامت بشكره وانهت الحديث معه.
وبذلك تكون هريش قد وقعت في الفخّ للمرة الألف من خلال محاولاتها "لخدمة القصر" على طريقتها والتي اعتدنا عليها بحيث تتنصّل دائما من كونها عربية امّا من حيث اللغة واللهجة والاراء والمبادىء، والسؤال هو لماذا يتمّ اختيار لوسي بشكل عام لتغطية الاحداث التي من شأنها ان تكون "مُستفزة" للمواطن العربي على سبيل المثال تغطيتها طوال النهار عبر القناة الثانية لاحتفالات يوم الاستقلال الاخير، وتغطيتها المباشرة لجنازة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اريئيل شارون، هل هذه صدفة؟؟ اتركها لكم مادة للتفكير.
ويذكر ان الاسبوع الماضي ومن خلال برنامجها "حديث اليوم" كانت قد استضافت الناشط اليميني المتطرّف بنسي جوفشتاين ومن خلال الحديث عن الاوضاع الامنية قال لها في نهاية الحديث "انت ايضا يجب ان لا تكوني هنا فهذه دولة اليهود" فأجابته "انا ولدت هنا لأبقى".
ويشار الى ان هريش في كل اطلالة اعلامية لها حيث تُسأل عن كونها عربية من مدينة الناصرة تحاول ان تعكس الصورة للشعب الاسرائيلي حول كم هي منبوذة وغير مرحّب بها في المجتمع العربي كونها كبرت وترعرعت بأجواء اسرائيلية حيث تركت الناصرة في السادسة من عمرها وانتقلت مع عائلتا للعيش في ديمونا.
[email protected]
أضف تعليق