تعتمد حملة الجبهة على خمس: التحريض والتخوين والتخويف والاستعلاء والفبركة. لا مشروع، لا برنامج، لا مخاطبة للعقل.. مجرد توليفة من الحركات والمفرقعات الإعلامية، أملاً منها في احداث تحول ما في النتيجة المعروفة للانتخابات، ولكن بلا جدوى.
مسلسل الفبركات شمل مفرقعات نارية تتحول إلى قنابل، منتسبو الجبهة يتحولون إلى أعضاء في الليكود، وأخيرا مسرحية: "دعم جابسو لعلي سلام" قصة سيناريو وحوار وإخراج الجبهة على مسرح "الصنارة". وما زالت الجبهة تدعو الناس لحضور المسرحية رغم ان بطلها الرئيسي، جابسو، نزل عن المسرح وابعد عنه لأربعة اشهر على الأقل، وفقًا لقرار تجميد عمله بسبب الفساد.
ادعاء الجبهة، جاء في مقابلة مطولة على صفحات جريدة الصنارة، والجميع يعلم أن الصنارة ما هي إلا بوق دعائي للجبهة ولرامز جرايسي بشكل خاص. الصنارة أجرت المقابله المذكورة مع جابسو حول موضوع واحد ووحيد وهو موقفه من انتخابات رئاسة بلدية الناصرة، ولم تتطرق المقابلة لأي موضوع آخر ولم تسأله مثلا عن سياسته العنصريه تجاه السكان العرب في نتسيريت عيليت وما يواجهون من عنصرية وتمييز، ولا عن الاراضي التي صودرت لنفوذ نتسيرت عيليت، من الناصرة على مرآى ومسمع جرايسي.
ومن مضمون المقابلة الذي انحصر بانتخابات الناصرة، نستطيع أن نستنتج الهدف هو، وللوهلة الأولى، إظهار تأييد جابسو لعلي سلام، ولكن الهدف المبطن هو منح الجبهة ورقة دعائية تستخدمها الجبهة في حملتها الانتخابية ضد المنافس علي سلام وضد التجمع بشكل خاص.
مناورة مكشوفة
ولو قلنا جدلا، أن جابسو صادق بدعمه لعلي سلام لفعل هذا الأمر من وراء الكواليس دون ضجة إعلامية. ولكن التهريج في إعلام ودعاية الجبهة هو مناورة مكشوفة للتغطية على فضائح الجبهة في التحالف مع الليكود ومن هم اسوأ من الليكود في يافا وتل ابيت ودير الأسد وجديدة المكر وغيرها.
لم تغير الجبهة سيناريو مسرحيتها الممجوجة حتى بعد أن أصدر علي سلام وناصرتي ردا على جابسو دعوه من خلاله، عدم التدخل في انتخابات الرئاسة في الناصرة ووصفا اياه بالعنصري، ودعوه للاهتمام بمدينته ووضع السكان العرب فيها، ومنحهم حقوقا متساوية وبناء روضات اطفال للعرب وإقامة مدرسة العربية وغيرها. بالطبع تجاهلت ماكنة الجبهة الدعائية هذا البيان.
علاقة حميمة بين جابسو ورامز
ولا بد أن نشير في هذا السياق الى أن علاقة اجتماعية وصداقة سياسية جيدة تربط الرجلين جابسو ورامز، حيث التقيا في مناسبات كثر، وكان رامز قد قام بزيارة عمل لجابسو في ديوان بلدية نتسيرت عيليت قبل حوالي ثلاث سنوات دون معرفة عضوي بلدية نتسيرت عيليت العربيين، واللذان علما بأمر الزيارة من الصحف.
ولا ننسى مشاعر الود والصداقة التي يبديها ويكنها جابسو لعضو بلدية نتسيرت عيليت وممثل الجبهة في القائمة العربية د. شكري عواودة، وذلك خلافا للإساءة والتحريض والعدائية التي ينتهجها جابسو ضد د. رائد غطاس عضو البلدية عن التجمع، حيث لا يترك جابسو أية فرصة ليكيل المديح للدكتور شكري المعتدل حسب وصفه، والذم للدكتور رائد واصفا إياه ب "المتطرف".
نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر المقابلة التي أجرتها صحيفة "كل العرب" حيث أكد صداقته الحميمة مع الدكتور شكري عواودة، خلافا للدكتور رائد غطاس، كما صرح قبل حوالي شهر عبر صحيفة عبرية أنه يستثني د. غطاس الذي وصفه انه كارهٌ لإسرائيل، وأنه يشكل عثرة أمام التعاون مع د. شكري الذي يعتبره رجل حقيقي (גבר מהגברים).
الجبهة تروج ما تسميه "دعم جابسو لعلي" بهدف كسب الأصوات، وهي تعلم أن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا تكره جابسو بسبب سياسته العنصرية، من جهة أخرى فهي تستخدم هذه المسرحية التي كتبتها وأخرجتها بنفسها، كي تحاول ان تضرب التجمع وتصوره كحليف الليكود وجابسو وتركز بشكل خاص على النائبة حنين زعبي وعلى د. رائد غطاس عضو بلدية نتسيرت عيليت، ولم تتوقف محاولاتها البائسة لضرب التجمع وممثله في البلدية عند هذه الحد، حيث خرجت أصوات عديدة تدعو إلى فك الشراكة مع التجمع في نتسيرت عيليت ومهاجمة الدكتور غطاس بحجة دعم التجمع للمرشح علي سلام.
مصير الجبهة الفشل
نحن على ثقة تامة أن هذه الحملة الدعائية الجوفاء مصيرها الفشل، كما سيكون الفشل من نصيب الجبهة في انتخابات الناصرة، التي ستسجل فوز علي سلام وخسارة رامز جرايسي. إن شعبنا يتقن جيدا فصل القمح عن الزوان، ويحفظ المواقف الشريفة لممثلي التجمع الوطني الديمقراطي الذين يستمدون شرعيتهم وشعبيتهم من المجتمع ونبض الشارع غير مكترثين للأحداث الجبهوية الساخرة ولقيادة الجبهة التي أعلنت الإفلاس ومنظمي حملتها الانتخابية الضعيفة، نقول "خيّطوا بغير هذه المسلة".
[email protected]
أضف تعليق