في مَسار جينيف وصيرورة المفاوضات "السياسية" فيها تتكَشَّف حقيقة وطبيعة ما تعرَّضتْ وتتعرَّض لها سوريا، الدولة والموقف، من مَشروع يستهدف بُنيتها وَوِجْهَتها، بتكليفٍ دَولي وبأدوات إقليمية و"قومية"، سَعَتْ، وما زالت، نحو المَساس بالمقاومة اللبنانية تحديدًا، بروحها وثقافتها، وبالتالي خِدمة اسرائيل وشقيقاتها في الخليج "العربي"..!؟

نعم، ان المعركة هناك مفصلية، كما هي هنا وفي كل مكان، إنها معركة واحدة مُوحَّدَة، مُتَّصِلَة وإنْ بَدَتْ مُنْفَصِلَة، ضد الرّجعية والتخلُّف والإرهاب بكلّ ألوانه، تمامًا كما هي ضد الاستعمار بكلّ أشكاله، أمّا الباقي، من تضليلٍ وتمويهٍ وهَرْطقات، ما هو سِوى تفاصيل..!؟
ففي حين تَتّجِه الأنظار والعقول نحو جينيف، يتحرّك التاريخ في يَبْرود، لترتسم هناك ومن هناك ملامح المستقبل وبَشائِرِه، ومعالِم الواقع الجغرافي والسياسي والثقافي..

نعم، إن الحلّ في سوريا هو سياسيّ، لكنه يبدأ بالحسم العسكريّ، وما جينيف سوى ارتدادات القُصير وما النتائج إلاَّ صَدى يَبْرود.. فلنلاحظ ونرقُب ونَفْقَه حركة التاريخ، حين يتحرَّك بإرادة المقاومة..!؟

الجليل- شباط/ 2014

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]