زرت مدرسة "المسار" بدعوة من "السلة الثقافية" لبلدية الناصرة، وكنت ضيفًا فيها على الصف التاسع ثم الصف الحادي عشر.
غير أنني فوجئت بإلحاح طلاب الصف الخامس أن أزورهم، والسبب أنهم يدرسون قصيدة لي هي "إلى طفلة سألتني ما الحرب".
دخلت الصف فإذا بالمربيتين ميساء أبو حاطوم ومرفت حلو قد أعدتا وحدة تعليمية في كراسة (11 صفحة مع أسئلة تعبير مختلفة)، فقدمتاها لي.
قرأت القصيدة أمامهم قراءة تمثيلية، واستمعت إلى أسئلتهم الذكية:
لماذا كتبت القصيدة؟ وصف لنا شعورك عند كتابتها؟
هل رأيت بعينيك مناظر مما وصفت؟
متى كتبتها؟
كنت أجيبهم بكل محبة وحنان. ثم سألتهم:
هل هناك من خاف من الوصف الذي في القصيدة؟
أجاب أحدهم بانفعال: أنا... لماذا يقتلون؟ الله خلقنا لنعيش!!!
من أجمل اللقطات أن طفلة أرادت أن تسأل، ولكنها بدلاً من ذلك رجتني أن أخصص وقتًا للصف فأزورهم، لأن لديهم الكثير مما يحبون أن يقولوه، وبوعدي لهم انتهى اللقاء الجميل..
إليكم القصيدة، وكم كان بودي لو أتمكن من طباعة أسئلة الوحدة التعليمية.
إلى طفلة سألتني: ما الحرب؟
- الْحَرْبُ: بُكاءٌ جُوعٌ خَوْفٌ
قُنْبُلَةٌ مَوْتٌ وَدَمارْ
الحَرْبُ جُنودٌ يَأتونَ الدَّارْ
وِقِتالٌ مَوْتٌ نارٌ .... نارْ
الحَرْبُ: غِيابٌ عَنْ أهْلٍ أحْبابْ
الحَرْبُ: ظَلامٌ في عِزِّ نَهارْ
وَقَرارٌ يَأتيهِ رِجالٌ في وَقْتِ غَضَبْ
حَسِبوا أنَّ العالمَ في قَبْضَتِهِمْ أَلعابْ
وَهُمُ الأبْطالْ
كَيْ يَحْظَوا مِنْ أرْضٍ أشْبارْ
وَيُراقَ دَمُ الإنسانْ
والإنسانْ:
دَمُهُ أزْكى مِنْ كُلِّ مَكانْ
فَمَتى الإنسانَ الجاهِلْ
يُدْرِكُ أنَّ الإنْسانَ أخو الإنسانْ؟
مَا أكفَر ذاكَ الإنسان!!!
[email protected]
أضف تعليق