ارسل نائب رئيس بلدية الناصرة السابق من الجبهة مصباح زياد مقالا إلى موقع "بكرا" تطرق من خلاله إلى خطبة وصلاة الجمعة الأخيرة للشيخ ضياء ابو أحمد، وننشر لكم هنا المقال كاملة: 

القى الشيخ ضياء أبو أحمد إمام مسجد السلام في الناصرة خطبة صلاة يوم الجمعة 24/1/2014 تضمنت مغالطات كثيرة وتحريض على أعضاء الحزب الشيوعي والجبهة بسبب مواقفهم ودورهم في الانتخابات الأخيرة لبلدية الناصرة، واصرار الجبهة على فرز كافة اصوات ابناء الناصرة دون استثناء أو اقصاء
.
ومما جاء في أقواله: "عبدة الحزب يسيرون خلف زعيم زيّف أوراق وقف شهاب الدين"، فعن أي أوراق يتحدث، فتلك المستندات موجودة في دائرة الأوقاف الاسلامية وفي دائرة الأراضي وليس البلدية. ثم يقول، "إن عتبنا على أبناء ديننا وأبناء ملتنا الذين يسيرون خلف هذا الحزب وخلف هؤلاء الناس". ويضيف زاعما، "90 بالمائة من الناس لا يريدون هذا الحزب، والدليل الإضراب الناجح في الناصرة". ثم يقول: "فإما الرئيس الحالي "علي سلام"، أو إعادة الانتخابات". وقيلت أمور أخرى بعيدة عن الصدق والاستقامة.

وهنا أود تسجيل بعض الأمور ليس كرد على هذه الاقوال، إنما تذكير للعقلاء منا.

أولا: رفاق الحزب الشيوعي تصدوا منذ النكبة لسياسة الترحيل ومصادرة الارض وتصدوا لنظام التصاريح والحكم العسكري وعقدوا المؤتمرات مع وطنيين آخرين للدفاع عن الارض ومؤتمرات ضد الحكم العسكري، ومؤتمرات لتحرير الأوقاف الإسلامية في الوقت الذي أقامت السلطات لجان اوقاف في حينه لبيع اوقاف إسلامية.

بعد انتصار جبهة الناصرة الديمقراطية سنة 1975، وضع اعضاء الحزب الشيوعي والجبهويون كل مقدراتهم تطوعا، من خلال مخيمات العمل التطوعي وبرز منهم ابطال ساهموا في تغيير وجه المدينة، خاصة امام الحصار الذي فرض على ادارة بلدية الناصرة.

واليوم يعتز رفاق الحزب الشيوعي والجبهة بأنهم يناضلون الى جانب قائد صادق شجاع ومسؤول، اثبت أنه أمين على الثقة والمسؤولية، التي أولاها له شعب الناصرة، حين صان الأمانة ووقف بشجاعة أمام المؤامرة على الناصرة باختلاق أزمة "شهاب الدين" التي فهمها كل الناس في ما بعد، على أنها مؤامرة سلطوية، ولا يسعنا هنا إلا أن نقول، "إن الفتنة نائمة، لعن الله موقظها".

ثانيا، نحن من يعتب على رجال دين لا يلتزمون بسماحة الدين ولا بقول الحق، ويحاولون تقسيم شعبنا الى طوائف وملل، ونحن نقول لهم، إننا شعب واحد، همّنا المحافظة على وحدتنا وتلاحمنا أمام التفرقة وأمام القوانين العنصرية التي تسن ضدنا، نحن نريد ونحترم رجال دين الذين لا يخافون في قول الحق لو مة لائم، ولا يبغون من وراء مواقفهم منافع شخصية أو فئوية.

ثالثا: اضراب العار واغتصاب الناس بتكسير محلاتهم بالتهديد وتصوير المحلات التي لم تغلق ابوابها، وانزالها على الفيسبوك للانتقام منها، هل هذا هو الدليل على أن تسعين بالمائة من الناس لا يريدون الحزب الشيوعي والجبهة.

إن إعطاء الناخب النصراوي أكثرية للسيد رامز جرايسي أمام هجمة خمس قوائم على الجبهة ومرشحها للرئاسة دليل على ان شعبنا بخير وسيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز غيرها، رغم تساقط بعض المزيفين من صفوف الجبهة، وسنحافظ على الجبهة قلعة وطنية لكل الجماهير العربية في البلاد.
رابعا: هل من المعقول أن يحدد أمام مسجد، من يكون رئيس البلدية، أو إعادة الانتخابات؟، رئيس البلدية يصبح رئيسا حين يحصل على أكثر الأصوات بموجب ما ينص عليه القانون الذي تجري على أساسه الانتخابات، وليس حسب رغبة فئة ما، أو شخص ما، مهما كانت مكانته. وإذا لم يكن الرئيس ما أريده أطلب إعادة الانتخابات..

من حقنا على رجال الدين أن يعرفوا أن من أوصل الناصرة الى هذا الوضع، هو خيانة لجنة الانتخابات بأكثريتها للأمانة، والدور الذي أوكل اليها، وهو فرز جميع اصوات الناخبين، بموجب القوانين والأنظمة لا الغاء مغلفات منتقاه من أصوات محدودي الحركة، مما اضطر الجبهة للتوجه الى القضاء، لفرز اصوات هؤلاء الناخبين، والنتيجة هي اكثرية للسيد رامز جرايسي، هذه هي الحقيقة وعلى كل شخص عنده ضمير حي أن يعترف بها.
أخيرا: ادعى الشيخ ضياء وحلف بالإيمان، بأنه لم ينحاز لأي طرف قبل الانتخابات، وهنا اود التذكير أنه في إحدى خطب يوم الجمعة، التي سبقت يوم الانتخابات، قال إن الخليفة عمر بن الخطاب كان يتفقد رعاياه متخفيا لمعرفة أوضاعهم، وأن رئيس بلدية نتسيرت عيليت شمعون غابسو، أيضا يتفقد في الصباح عمال البلدية وأوضاع المدينة، إلا أن رئيس بلدية الناصرة لا يهتم بشؤون المدينة والناس!!.

ما هذا الى هذا الحد؟ أيجوز أن يقرن اسم غابسو بالخليفة عمر بن الخطاب؟، لا أصدق أن تصدر مثل هذه المقارنة عن امام مسجد، ومن على منبر المسجد!!. في الوقت الذي كان غابسو مقال من رئاسة بلدية "نتسيرت عليت" بسبب الرشاوي وتقديمه للمحكمة.

إذا لم يكن هذا التحريض على رئيس بلدية الناصرة تدخل في الانتخابات فما هو التدخل؟.

نحن نتوجه الى رجال الدين المسلمين والمسيحيين، أن يلعبوا دورا لوحدة المدينة، ويساهموا في رأب الصدع، الناجم من الحملة الانتخابية الأخيرة، وأن يبتعدوا كل البعد عن الانحياز والتفرقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]