بداية كل عام وانتم بألف خير امتنا العربية مسلمين ومسيحيين وشعبنا مسلمين ومسيحيين ونتمنى لكم عام خير بعد عام رحل حمل معه الكثير من الذكريات والأحداث منها ما هو سعيد ومنها ما هو مؤلم ومنا من كان موفق ومنا من تعثرت خطواته ولكن الجيد بأنه عام رحل ونحن بقينا نحمل ما نحمل من مشاعرنا وهمومنا المختلفة .

قد يظن البعض أننا فعلا بقينا إحنا كما كنا في العام الماضي وقد يقول البعض انه لمن الجيد أن نبقى كما نحن في العام القادم ,الأمر نسبي من شخص لأخر كيف مرت عليه سنة 2013 وكيف كان وقعها في نفسه وتأثيرها عليه وعلى من هم حوله .

يا ترى ما هو ؟ تأثير العام الذي مر على شعب فلسطين الذي يئن من الاحتلال والاستيطان والاعتقال والقتل والتشريد والاعتداء المتواصل على المقدسات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والتضييق على حركة الإنسان بحواجز تعسفية وعنصرية تهين الإنسان وتصادر حقوقه وتعيق نشاطه العلمي والتجاري والصناعي والزراعي وتسرب اليأس إلى نفسه من صحوة في ضمير البشرية وعدالة العالم الذي ما ينفك ينصر الظالم على حساب المظلوم .

غزة بكل الوجع الذي يحمله أبناءها وكل الهموم التي يعاني منها أهلها فتخيل حياة شعب في العصر الحديث بدون كهرباء وبدون سولار وبدون بنزين وبدون غاز الطهي وبدون قدرة على الاتصال بالعالم الخارجي وأضف إليها فقدان الأمل وتفشي البطالة والشعور بالمرارة والظلم نتيجة الحرمان من الحقوق المستحقة لأهلها أخلاقيا وقانونيا ,مازال المقطوعة رواتبهم على حالهم يعانون ويشتكون لكل عابر سبيل تقاطع مع طريقهم والشباب مازال محروم من حقه في الوظيفة العامة بقرار والشهداء ينتظرون اعتمادهم شهداء وكل يوم تهديد بقطع الراتب أو خصم منه وأضف على ذلك الانقسام وتبعاته .

القدس تصرخ من الحصار هي الأخرى ويعيش أهلها أصعب فترات حياتهم بفعل الضغط المتواصل عليهم إنسانيا واقتصاديا ما بين هدم بيوتهم والضرائب المرعبة المفروضة عليهم ومقاومة التغريب الذي تفرضه وزارة تعليم الاحتلال من خلال المناهج التي تدرس لأبنائهم وتهويد مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وتنكر العالم لهم وتركهم في المعركة وحيدين يقاومون أشرس أنواع الاحتلال الاستيطاني الاحلالي في العالم الذي يرغب وبشدة مدينة القدس خالية من سكانها العرب .

أهلنا في الشتات وعلى رأسهم المعذبين في سوريا والذين يكتووا بنار حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وكل ذنبهم إنهم لجئوا إلى الشقيقة سوريا يستظلوا بظلها بعد التشريد والنكبة وكانت لهم خير جار وملجأ ولكنهم الآن يموتون بردا وجوعا وقتلا .

والقائمة تطول إذا أراد شعبنا تعديد نكساته ومصائبه التي لا تنتهي فتعدها في كل يوم من أيام السنة الـ 365 يوم مع أنات أسير مريض يمنع من العلاج داخل المعتقل وصرخات أسيرة تلد مكبلة على سرير المستشفى وهي تعلم إنها ستحرم من وليدها مع عذابات مزارع فلح أرضه وقطع أشجارها المستوطنين في قسمات وجه والد مكلوم خطف الموت ابنه برصاص الاحتلال مع غياب الشمس عن أطفال المخيم الذين خرجوا يتلمسوا دفئها في أيام الشتاء الباردة هروبا من برودة المخيم .

ولكن فوق كل ذلك لم يستطع الألم والأسى والحزن واليأس إن يفقد شعبنا إيمانه المطلق بحقه في وطنه وتقرير مصيره وسيستمر بهذا الأمل الوحيد في حياته ...

وأنت أيها العالم الظالم انتبه فان الضغط سيخلف انفجار ضخم وان ما يمارس على شعبنا لن يكسره لكنه سيزيده عزيمة وتصميم وإرادة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]