في كثير من الحالات، يعاني الأشخاص الذين يواجهون حادثا ً صادما ً وصاعقا ً، من خلل أو تشويش في حالتهم النفسية، ينعكس سلبا ً على أدائهم وطبيعة حياتهم اليومية، فيشعرون بالاكتئاب والهلع والأرق والكوابيس، وتعود إليهم ذكريات مؤلمة، بل ويتجنبون الاختلاط بالآخرين، ويشعرون بفقدان السيطرة والاتزان، وما إلى ذلك.

وليس من المستبعد أن نظهر علامات وآثار هذه الأعراض لاحقا ً، في وقت متأخر، بعد مرور شهور، وحتى سنوات، على الحدث الصادم، كفقدان إنسان قريب أو عزيز.

وفيما يلي جملة من النصائح والإرشادات التي تسديها الدكتورة "شيري دانيئيلس"، الخبيرة في الإسعاف الأولي النفسي، لفائدة أصحاب الشأن....

• يمكن "الاستفادة" من أيام إحياء ذكرى الفقيد، وفترة العزاء والحداد، للتخفيف من آلام وأحزان الأهل، بواسطة حـُسن الإصغاء والاستمتاع وإظهار التعاطف والدعم والمواساة والسلوان وتخفيف اللوعة ووطأة الفقدان.

• لكل إنسان أسلوبه وطريقته الخاصة في مواجهة الفقدان والثكل وموت الأقارب والأعزاء. ويكمن التحدي الأكبر في ملازمة ومرافقة الشخص الفاقد المتألم ومشاركته أحزانه، في المكان والزمان الأقربيـْن، ومنحه الشعور بأنه ليس وحيدا ً، وليس من العيب أو المبالغة انه متألم وحزين .

• من المهم إظهار رهبة الفقدان والحزن والتعبير عنها، والتعامل بشكل عادي وطبيعي مع هذه المشاعر وأصحابها، فاللم والحزن والجـَزَع: أمر مشروع ومفهوم ولا غضاضة فيه، ولا خير منه!

• يجب تشجيع الشخص الثاكل على التعبير من مشاعره وهواجسه وخواطره حين يرى حاجة لذلك. ويمكن أن يكون التعبير كلاميا ً (لفظيا ً) أو بالأحاديث والكتابة والرسم أو بأي شكل إبداعي معبـّر.

• من الأهمية بمكان أن يواجه الشخص الثاكل آلام ولواعج الفقدان في الوقت الراهن، حيث يكون قابلا ً لإظهار قوته وضعف، في نفس الوقت، وبنفس القدر، ويكون قادرا ً على مسامحة نفسه والصفح عنها.

• من المهم كذلك عدم إبقاء الشخص الفاقد الثاكل وحيدا ً معزولا ً يعاني ويواجه أحزانه وآلامه – بل يفضـّل توسيع ونطاق الدعم والمواساة، بحضور الأقارب والأصدقاء والمعارف.

• إذا تبين أن هنالك حاجة لمشاركة الشخص الثاكل في مشاعره ولواعجه الشديدة – زيادة على الأحاديث والكلام مع الأقارب – فيمكن الاستعانة بشخص مهني (خبير نفسي مثلا ً).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]