ردّت وزارة المعارف على توجه موقع بكرا بخصوص "حرب المدارس" التي شهدتها المدارس العربية يوم امس، في بيان خاص وصل "بكرا" عن طريق الناطق بلسان وزارة التعليم في الوسط العربي كمال عطيلة اكد فيه أن وزير التعليم جدعون ساعر قام بعدّة خطوات للحد من هذه الظاهرة وأوّلها اصدار تعليمات بالتعامل مع هذه الظاهرة بسياسة " صفر تسامح في جهاز التعليم "، مضيفا ان الوزير منذ تولّيه المنصب وضع نصب عينيه أحد الأهداف الهامّة لوزارته وهو الحد من ظاهرة العنف في جهاز التعليم وفق برنامج تربوي شامل ومن ذلك تمّ نشر منشور خاص للمدير العام للوزارة عام 2009 هدفه الحد من ظاهرة العنف، وضمن ذلك التشديد على أنظمة الطاعة ومنها اللباس الموحّد ، اعطاء دعم للمديرين وللمعلّمين و والتغيير في قانون حقوق الطالب الذي يسمح لابعاد طالب عن المدرسة وبشكل فوري في حال قيامه بأـعمال عنف صعبة تشكّل خطرا على الآخرين .

أقرّ قانون وضع الحراسة على مدارس الوسط العربي

وأشار عطيلة الى ان ساعر عمل على تغيير القانون الذي يقضي بضرورة وضع حراسة على المدارس والذي استثنى مدارس الوسط العربي اذ قام الوزير ساعر بتغيير هذا القانون وأقرّ قانون وضع الحراسة على مدارس الوسط العربي حيث بوشر بتنفيذ هذا القرار مع بداية العام الجاري مع اعطاء أفضليّة للمدارس الثانويّة في الوسط العربي . هذا البرنامج سيتم تطبيقه لمدّة أربع سنوات حيث ستشمل الحراسة كل مدارس الوسط العربي الأمر الذي سيقلّص بشكل كبير كل مظاهر العنف.

ارتفاع في نسبة شعور الطلاب بالآمان في المدرسة

يشار بأنّ جميع المدارس تفعّل برنامجا تربويّا سنويّا للحد من ظاهرة العنف وذلك باشراف قسم الخدمات النفسيّة والاستشاريّة في وزارة التعليم حيث يتم اقامة ورشات عمل وارشاد للمعلّمين ولجميع العاملين في جهاز التعليم بهدف توفير مناخ تعليمي بعيد عن العنف وكيفيّة التأقلم مع هذه الظاهرة .علما بأنّه وفق معطيات امتحانات المتساف والتي تفحص أيضا المناخ التعليمي تشير المعطيات بأنّ هناك تقليص لظاهرة العنف وفي نسبة الاعتداء على الطلاب بالمقابل هناك ارتفاع في نسبة شعور الطلاب بالآمان في المدرسة وارتفاع في نسبة الثقة والاحترام المتبادل بين الطلاب والمعلمين.

معطيات ظاهرة العنف

ومن معطيات الاحصاء الأخير الذي اجري عن معطيات ظاهرة العنف، الذي اعتمد على نموذج اسئلة مكوّن من 100 سؤال يقام مرّة كل سنتين لنصف طلاب الصفوف الرابعة وحتّى الصف الحادي عشر ويجيب الطالب عن أسئلة تتطرّق الى موضوع العنف بكل أنواعه ودرجاته من العنف الصعب، الكلامي، الجنسي، من العنف القادم من العاملين في جهاز التعليم، عبر شبكيّة الانترنيت، في السفريات، شعور الطالب بالأمان، تعاطي المشروبات الروحيّة والمسكرات وتناول السموم، اشارت المعطيات بأنّه طرأ انخفاض بنسبة %26 في مظاهر العنف وفقا لتقرير طلاب الصفوف الرابعة- السادسة وانخفاض بنسبة %27 وفقا لتقرير طلاب صفوف السابعة- التاسعة.


هنالك تغيير جذري للحد من ظاهرة العنف

ويؤكّد وزير التربية والتعليم جدعون ساعر في البيان الذي وصل الى موقع بكرا عن طريق الناطق بلسان الوزارة ردا على اسئلة مراسلنا بأنّ المهمّة لم تنته بعد عازما على المضي في سبيل احداث تغيير جذري في الحد من ظاهرة العنف خاصّة بأنّ لها تأثيرا مباشرا مع قضيّة التحصيل العلمي حيث لوحظ في الثلاث سنوات الأخيرة بأنّه طرأ ارتفاع في نتائج امتحانات المتساف ، البجروت والامتحانات الدوليّة .كثمرة الجهود الرامية للحد من ظاهرة العنف وتوفير مناخ تعليمي نظيف من كل مظاهر العنف بكل أشكاله. أمّا بالنسبة لطلاب الوسط العربي بشكل خاص فقد لوحظ بأنّه طرا انخفاض في جميع المعايير التي حدّدت في الحد من ظاهرة العنف بكل أشكاله وأنواعه وكان الاتجاه ايجابيّا اضافة بأنّه طرأ ارتفاع في نسبة الشعور بالأمان عند الطلاب .

فؤادي سلطاني: يجب اعادة الهيبة للمدارس

وردّا على تعقيب وزارة التعليم قال رئيس اتحاد لجان اولياء أمور الطلاب العرب فؤاد سلطاني أنّ العنف مستشري بالوسط العربي بشكل عام وبالتالي فالعنف ينتقل الى المدارس للاسف، لان المدارس جزء من من هذا المجتمع، والاهالي للأسف يتعاملون احيانا بطريقة عنيفة وغير عقلانية، مضيفا: "نحن ننظر لهذه الظاهرة بخطورة وقلق شديد ويجب ان نعمل جميعا على اعادة الاحترام المتبادل بين الهيئة التدريسية والاهالي واولياء الامور لينعكس هذا ايجابا على العملية التعليمية بشكل عام، لأن العلاقة الجيدة بين اولياء الامور والهيئة التدريسية تنعكس ايجابيا على الطلاب وهذا ما يجب العمل عليه، ويجب التكاتف من قبل جميع الهيئات والجهات ومركبات العملية التعليمية للعمل من أجل ااقتلاع هذه الظاهرة داخل مدارسنا، وهذا يتطلب منا وضع برامج من قبل خبراء لان الوضع بشكل عام اصبح بمرحلة الخطر والعنف يهددنا جميعا".
وأشار الى أنه يجب وضع برامج من قبل وزارة المعارف، السلطات المحلية، والمدارس حول كيفية معالجة هذه الظاهرة لان تفاقمها سيؤدي بنا بالنهاية الى وضع لا يمكن التعايش معه.

12 بالمائة من الطلاب الثانويين العرب يتعاطوا المخدرات

 واضاف أن العنف يبدأ من المراحل الاولى بالمدارس ولأسباب احيانا لا تعالج بطريقة صحيحة ويتطور مع مرور السنوات، وهذا ما نشهده بالفترة الاخيرة، مضيفا: "نحن نتهم الشرطة لانها لا تقوم بواجبها ولا تعالج الامور بطريقة صحيحة، هنالك ابحاث تدل على ان 12 بالمائة من الطلاب الثانويين العرب يتعاطوا المخدرات وهنالك سلاح بجميع انوعه يدخل المدارس بدون اي مراقبة جدية".

المعطيات لا تخص جهاز التربية والتعليم العربي

وأشار الى انه يشكّ بالمعطيات التي قدّمتها الوزارة بانخفاض وتيرة العنف بالمدارس قائلا: " هذه المعطيات لا تخص العرب، وهي تتعلق بالوسط اليهودي، فنحن نعلم ان العنف في ازدياد، واذا كانت هنالك برامج للوزارة للحد بظواهر العنف فلا يمكن تطبيقها في المدارس العربية، لان المدارس العربية لها خصوصيات معيّنة، ويجب وضع برامج ملائمة، فعلى سبيل المثال، دوريات الاهالي غير مناسبة للوسط العربي".

الوزير يهتم بأخذ الطلاب لزيارة المستوطنات

وقال أن على الوزير ألا يهتم باخذ الطلاب العرب للمستوطنات في كريات أربع وغيرها، بل الاهتمام ببرامج تعليم خاصة لامنهجية تلائم الوسط العربي والتي من شانها الحد من العنف خاصة بالوسط العربي، مضيفا: "نحن نعارض كتب التدريس التي لا تناسب خصوصيتنا ومضامينها تحتوي تشويهالتشويه التاريخي والاخلاقي وهي جزء من العنف المستشري، وأيضا الوسط العربي ينقصه 8000 صف، وكل ذلك يؤدي للعنف، ونحن نتوجه للاهالي نطلب منهم عدم تأييد ابنائنا وعلى المدرس ان يكون محترما ويجب العمل على اعادةة الهيبة له".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]