أعلن اتحاد لجان النقل العام في منظمة "قوة للعمال" عن نزاع عمل في شركة "سوبربوس"، على خلفية الارتفاع الحاد في الاعتداءات ضد السائقين والمراقبين في الحافلات، وهي اعتداءات يتركز جزء كبير منها على سائقين عرب يعملون في خطوط القدس، حيفا، عفولة، طبريا، يركا، بيت شان وغيرها من المدن. وإذا لم تُجرِ إدارة الشركة تغييرًا في موقفها خلال أسبوعين، قد يلجأ العاملون إلى إضراب وتعطيل الخطوط المركزية.

وبحسب الاتحاد، أُبلغت إدارة الشركة بالنزاع في 8 كانون الأول، بعد شهر شهد 11 حادثة عنف خطيرة شملت رشق حجارة، اعتداءات جسدية، واستخدام غاز الفلفل، بعضها وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة. ويؤكد الاتحاد أن وزارة المواصلات تمنح الشركات حق إيقاف الخطوط لساعتين عقب الاعتداءات الخطيرة، لكن إدارة سوبربوس تمتنع عن استخدام هذا الإجراء وترفض فتح حوار مع ممثلي العمال لإيجاد حلول عملية تقع ضمن مسؤوليتها المباشرة.

انتقاد للشركة 

ووجّه اتحاد اللجان انتقادًا حادًا لإدارة الشركة قائلًا إن تجاهلها لأمن السائقين بات غير مقبول، وإن العاملين لن يتحملوا مزيدًا من حالات الرش بالغاز والاعتداءات المتكررة. وانتقد ميخا فاكنين، رئيس لجنة العمال في سوبربوس ورئيس مجلس ممثلي "قوة للعمال"، أداء الشركة، موضحًا أن الإدارة تسارع لمراجعة تسجيلات الكاميرات لفرض غرامات على مخالفات بسيطة، لكنها تؤخر تسليم المواد إلى الشرطة عند الاعتداء على السائقين والمراقبين، ما يعرّض العاملين للخطر و"يكلفهم دمًا".

وأشار إيتي كوهين، رئيس قطاع المواصلات في "قوة للعمال"، إلى ظاهرة مقلقة من اعتداءات منظمة يجري بعضها بدوافع عنصرية ضد سائقين عرب، خاصة في القدس والخطوط التي تشغّلها سوبربوس. وأوضح أن مجموعات من الشبان تفتح صمامات الطوارئ، وتُجبر السائق على النزول من الحافلة ثم تعتدي عليه، وأحيانًا ترافق ذلك هتافات عنصرية. وقال إن استمرار تشغيل الخطوط رغم اعتداءات كهذه يثير تساؤلات حول مسؤولية الشركة.

وطالب كوهين الشرطة بزيادة وجودها في الخطوط المعروفة بمستويات عنف مرتفعة، كما دعا وزيرة المواصلات إلى الاعتراف بعمال النقل العام كـ"موظفي جمهور"، بحيث تُشدد العقوبات على من يعتدي على سائق حافلة.

وإلى جانب أزمة العنف، يشير العاملون إلى انتهاكات في ظروف التشغيل، من بينها عدم دفع مكافآت السلامة عن عدم وقوع حوادث، والدفع الجزئي لبدل الأقدمية خلافًا للاتفاقيات. ويؤكد ممثلو العمال أن "الاستهتار يظهر في كل جوانب العمل"، وأن شركة لا تحمي موظفيها لا يمكن أن تحافظ على حقوقهم المالية.

رد الشركة 

من جهتها، قالت شركة سوبربوس إنها تعمل "بجميع الوسائل القانونية" لضمان أمن السائقين والمراقبين والركاب، وإنها تشغّل ضابط أمن متفرغًا، وتضع منظمين في النقاط الحساسة بالتعاون مع الشرطة والجهات الأمنية. وأكدت أن تسجيلات وفرتها الشركة أدت أمس إلى تقديم لوائح اتهام ضد مشتبهين في اعتداءات ضد سائقين. واتهمت الشركة منظمة "قوة للعمال" بنشر ادعاءات لا أساس لها بدل المساعدة في معالجة الظاهرة، مشيرة إلى أنها ترافق كل موظف يتعرض للأذى وتقدم له دعمًا كاملًا. وأوضحت أن تعطيل الخطوط يضر بمئات آلاف الركاب دون مبرر، وأنها تحول مسارات الخطوط عند وجود خطر بالتنسيق مع وزارة المواصلات والجهات المعنية.

ويأتي هذا النزاع في ظل تزايد الاعتداءات على العاملين في قطاع النقل العام في حيفا والقدس ومناطق أخرى، وهي اعتداءات تطال بشكل خاص السائقين العرب الذين يشكلون نسبة كبيرة من القوة العاملة في الشركات المشغلة للخطوط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]