أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الصيام بهدف إنقاص الوزن، بعد أن ورد إليها سؤال من مواطنة تقول إنها تصوم يومًا وتفطر يومًا في غير رمضان كجزء من حمية غذائية، وتتساءل: هل يُحتسب لها ثواب الصيام رغم أن الباعث الأساسي هو إنقاص الوزن لا القربة؟
وأكدت الإفتاء أن النية شرط لصحة الصيام، فالصوم الذي لا يقصده الشخص فيه القربة الشرعية لا يُحتسب صحيحًا ولا يُثاب عليه. وأوضحت أنه يمكن الجمع بين نية العبادة ورغبة إنقاص الوزن، بحيث يكون الشخص صائمًا لله مع الاستفادة من الصيام للتخسيس أو التداوي، فيكون صومه صحيحًا ويجزيه الله ثوابًا.
وأشارت الإفتاء إلى أن النية تؤثر في صحة العمل وفساده، فقالت: «متى صلحت النية صلح العمل، ومتى فسدت النية فَسَد العمل»، مستشهدة بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، وهو حديث متفق عليه في الصحيحين.
كما استشهدت الإفتاء بآراء فقهاء المذاهب الأربعة:
قال الإمام ابن مودود الموصلي (الحنفي): «اعلم أن النية شرط في الصوم، وهو أن يعلم بقلبه أنه يصوم».
وقال الإمام الحطاب (المالكي): «شرط صحة الصوم مطلقًا، فرضًا كان أو نفلًا، أن يكون بنية».
وذكر الإمام النووي (الشافعي) أن «الصوم لا يصح إلا بنية سواء فرضًا كان أو تطوعًا».
وكذلك الإمام ابن قدامة (الحنبلي): «لا يصح صوم إلا بنية إجماعًا، فرضًا كان أو تطوعًا».
وأوضحت الإفتاء أنه بالنسبة لمن يصوم لأغراض صحية أو حمية غذائية، يجوز الجمع بين قصد العبادة وإنقاص الوزن أو التداوي، مؤكدة أن ذلك لا يقدح في صحة الصوم، بل يُستحب أن يكون القصد الأساسي هو القربة، مع الاستفادة من الأثر الصحي للصيام.
كما استشهدت الإفتاء بأقوال علماء الحنفية والمالكية والشافعية في الجمع بين النية الدينية والنوايا الصحية، حيث أكدوا أن الصوم يكون صحيحًا إذا كانت النية موجهة إلى العبادة، مع الاستفادة من الحمية أو التداوي، مستشهدين بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي أباح فيها الصوم للشباب العاجز عن الزواج كوسيلة لضبط النفس.
وبذلك، يكون للمكلف إمكانية الصيام لإنقاص الوزن أو التداوي مع نية العبادة، فيتحقق له صحة الصوم والثواب الأخروي مع الاستفادة من الفوائد الصحية والصيامية في الوقت نفسه.
[email protected]
أضف تعليق