شاركتُ نهاية الأسبوع الماضي في معرضٍ مميّزٍ في المدرسة الاهلية، نظّمته رابطة خرّيجي المدرسة بعنوان "جذور وهُويّة"، جمع بين الفكر والفنّ والإبداع، واستقطب مئات المشاركين من مختلف أنحاء مجتمعنا العربيّ، حيث يأتي المعرض كجزءٍ من رؤية رابطة خرّيجي المدرسة الأهليّة لتعزيز الثّقافة الوطنيّة وبناء جسور بين الأجيال من خلال الفنون والقراءة والنّقاش، تأكيدًا على أنّ الحفاظ على الهُويّة يبدأ من الوعي بالذّات.
تضمّن المعرض سلسلةَ محاضرات ثقافيّة متنوّعة تناولت قضايا الهُويّة والانتماء واللّغة العربيّة، وسلّطت الضّوء على أهمّيّة الحفاظ على الجذور الثقافيّة والوطنيّة في ظلّ التّحدّيات الرّاهنة، وبمشاركةِ نخبةٍ من المثقّفين والباحثين والأكاديميين الّذين قدّموا رؤًى غنيّة عمّقت الوعي الجمعيّ لدى الحضور. فما أجملها من محاضرات كانت تحت العناوين التالية: "الرواية السردية الفلسطينية، ام الفحم وقراها كنموذج"، "تحوّلات المجتمع الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر، وانعكاساتها على فلسطينيي الداخل"، "العربية والهوية – مقاربات في المفهوم وجدلية العلاقة في ظل التحديات الراهنة"، و"الامثال الشعبية الفلسطينية، منهج حياة، تعديلات وقصص".
تميّز معرض "جذور وهويّة" أيضًا بإقامة معرض كتاب متنوّع وثريّ شمل إصدارات أدبيّة وثقافيّة لمؤلّفين محلّيّين وعرب، ما أتاح للزائرين فرصة الاطّلاع على أحدث النّتاجات الأدبيّة. كما خُصّصت فقرات للأطفال شملت قراءة قصص وورشات فنون، إضافة إلى ورشات كتابة الخطّ العربيّ لإعادة إحياء جماليّات الخطّ العربيّ الأصيل، هذا بالإضافة لعرض مسرحيّة "حرّيّة" للفنّان إياد شيتي، تناول فيها وبأسلوب فنّيّ رائع أسئلة الهُويّة والحرّيّة والانتماء، حملت رسائل عميقة ومؤثرة.
وشكّل المعرض مساحةً حقيقيّة للاعتزاز بالهُويّة وتعزيز الوعي الثّقافيّ في مجتمعنا. وأنّ مثل هذه المبادرات الشّبابيّة قادرة على إحياء القيم والانتماء بطرق إبداعيّة وملهمة.
وقد شكّل المعرض مساحةً ثقافيّةً حيّةً تجسّد عمق الانتماء والافتخار بالهُويّة، فالهُويّة ليست شعارًا يُرفع، بل جذور تُسقى بالثقافة والعلم والإبداع، خاصةً أنّه جمع بين الكتّاب والمسرح والفنّ وورشات الخطّ العربيّ وفعاليّات الأطفال، ليقدّم صورة متكاملة عن ثقافة نابضة بالحياة ومرتبطة بجذور المجتمع الفلسطينيّ. فالمعرض هو رسالة مستمرّة لبناء مجتمع قارئ يفتخر بهُويّته.
ختامًا أتقدم بالشكر الجزيل لكل من عمل على هذا المعرض وساهم في انجاحه، ونخصّ بالذكر جمعيّة التّوعية، إدارة المدرسة الأهليّة والهيئة التدريسية فيها، رابطة الخرّيجين، المتطوعين، الأهالي والطلاب.
[email protected]
أضف تعليق