قبل عقدين ونصف من العقود ، كانت هناك مسيرة أدبيّةً شامخة ، رفعنا بها رؤوسنا شَممًا ؛ أُطلق عليها " مسيرة الكتاب "
تلك المسيرة التي اتسمت بالقيم وفوْح الأدب الجميل والمعاني المُلوّنة ، فراح الطلّاب آنذاك ومن أقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، يطالعون قصص الأطفال المحليّة وغير المحليّة ، ويدرسونها بل وهناك من مثّلها على خشبة مسرح المدرسة المتواضع .
سقى الله تلك الأيام ، ويا ليتها تعود ، يوم كان التنافس على ادراج القصص في المسيرة حقيقيًّا ، يعتمد على المصداقية والمهنيّة ، فغردت الطّفولة وغنّت على جبين الأدب أحلى الأُغنيات.
... الى ان وصلنا الى هذه الأيام العِجاف ، حيث بات الذّوق باهتًا ، والمهنيّة شاحبةً واختيار القصص مبنيّا على الاسم والقربى والعلاقات الشّخصية ، لا على النوعية.
فأضحت مسيرة الكتاب هذه مسيرةً عاثرة ، فاشلة تنقط غبنًا وتسيل تفاهاتٍ ، فكلّ من كانت مساعدة في صف البستان أضحت كاتبة وكلّ معلمة باتت مي زيادة وشتّان ما بين الثّرى والثُّريا ، في حين راح من المعلمين يتبّنى طفلين يصدر باسمه واسميهما قصةً تُختار في موكب المسيرة !!! بينما جُمدّت قصص زهير دعيم الحائز على جائزة ادب الأطفال والكاتب لأكثر من 24 قصة فازت الكثير منها بالمرتبة الأولى في المسيرات السّابقة سنة 2002 وما بعدها حين كان الأدب أدبًا والقصة هادفةً تغزو النفوس – كلّ النفوس – بعطرها الشذيّ.
وتروح تتواصل مع المرشدة المسؤولة فتخبرها انك أصدرت 6 قصص في السنتين الأخيرتين ، فتتلعثم وتروح ترمي باللائمة وبالمسؤولية على اللجنة السباعية المهنيّة !!! والتي تختفي خلف القضبان والجدران ، وتعرض عليك حلًّا أو شبه حلّ ، أمّا رئيسة قسم المعارف العربية فتتجاهل الرسائل .
والسؤال المطروح : ما مدى مهنية هؤلاء السبعة ؟! وكيف لكاتبة تصدر كتابًا فجًّا يجد السبيل الى المسيرة ، في حين من يعلو ويسمو – واستميحكم عذرًا – يبقى وحيدًا في غرفة النسيان .
ويبقى السؤال الأهم ّ : مَن يُقرّر ترشيح واختيار القصص ومتى وكيف ، ولماذا لا يُعلن عن ذلك على الملأ من خلال المواقع السياسية والأدبية المحلية وهي كثر ...
إنه سؤال وجهته الى وزير المعارف السيد يوآف كيش وانتظر ردًّا .
خسارة لقد اضحى الأدب الجميل على الهامش ، وأضحت قصص الأطفال " لُعبةً" يلعب بها ومعها كلّ من عرف الاحرف الهجائيّة أو كادَ .
وأقولها بالفم الملآن : مثل هذه التصرفات الظالمة والانتقائية لن تردعني عن اغناء مكتبتنا العربية بقصص الأطفال ، التي ترفل بالمعاني والقيم والاخلاقيات والحرف الجميل، فتلوّن وتغرد في النفوس البريئة احلى الاغاريد ، حتى ولو انتحرت مسيرة الكتاب في اودية الضّحالة .
[email protected]
أضف تعليق