حين حلقوا شارب الشّيخ التقيّ وولد شارب الكرامة
تضامنًا قرّرت أن أربّي شاربًا
بقلم- معين ابوعبيد
حين امتدّت الأيدي الاثمة لتحلق شارب الشّيخ التقي، وتهين رمز الرجولة والكرامة، لم يكن ذلك مشهدًا عابرًا، ولا حادثة تُطوى بستار النّسيان، بل مأساة إنسانيّة مدوية.
شيخ جليل مُسن، يعلو وجهه وقارة، وتزين تجاعيد العمر الطّويل جبينه، وجد نفسه فريسة لحقد أعمى وسلوك لا يليق بالبشر. لم يكتفوا بإهانته وتعذيبه، بل امتدت يد الغدر إلى حلق شاربه بطريقة مُهينة تمس كرامته وجوهر إنسانيّته.
ذلك الرّمز المتجذر في وجداننا كعلامة للرّجولة، الهيبة والعزة سقط في لحظة غادرة، لتجعل القلوب ألمًا، ويثلم ضمير المجتمع جرحُا عميقا لا يندمل إذ لم تكن الحادثة اعتداءً على فرد، بل مسًّا برمزِ متجذرِ في ثقافتنا الشّعبية، يجسد الكرامة والمكانة والشّهامة. ندرك أنّ هذه الصفحة السّوداء لن تُطوى سريعًا، وأنّ ذكراها ستبقى جمرًا مُشتعلاً في صدورنا تحرك وَعينا وادراكنا، وتزيدنا إصرارًا على صون الكرامة. ومن رَحمِ هذه الجريمة النّكراء وُلد قراري لا كتعبير عمّا يجول في قلبي من ألم فحسب، بل كإعلان صريح بأنّ الكرامة لا تُحلق ولا تُهان.
إنّي أربّي شاربه لنبقيه علامة راسخة للمقاومة ورفض الإذلال، وتضامنًا مع الشّيخ المظلوم مرهج شاهين ابن جبل الدروز الشّامخ في السويداء.
وإذ نعلن وقوفنا إلى جانبه، فإننا نعلن وقوفنا إلى جانبه، فإننا نعلن أيضًا وقوفنا في وجه كلّ من يحاول إذلال الإنسان وامتهان كرامته.
وسنبقى واقفون صامدون، لا نسوم على الكرامة ولا نهاب ثمنًا في سبيل صونها.
[email protected]
أضف تعليق