أعلن رئيس منظمة المعلمين، ران إيرز، اليوم (الخميس) عن نزاع عمل وهدد بتعطيل افتتاح العام الدراسي، على خلفية مطالب وزارة المالية التي تشترط على المعلمين الذين انتقلوا للتدريس خمسة أيام في الأسبوع تنفيذ خمس "ساعات مكوث" في المدرسة (لمهام مثل تصحيح الامتحانات والأعمال) بدلاً من أدائها من المنزل.

إيرز اتهم وزارة المالية بـ"المماطلة" وعدم التوصل إلى اتفاقات بشأن الرواتب، مؤكدًا أن المنظمة ستخوض معركة قد تؤدي إلى تأجيل انطلاق العام الدراسي المقرر بعد أكثر من أسبوعين بقليل.

تأتي هذه التهديدات في ظل أزمة حادة في جهاز التعليم بسبب النقص الكبير في أعداد المعلمين. ووفق معطيات وزارة التعليم، هناك نقص فعلي يبلغ 4,254 معلمًا، بينما يُصنَّف 12 ألف معلم ضمن "النقص النوعي" لافتقارهم إلى شهادات تدريس أو تأهيل مهني في المواد التي يدرسونها، لكن المدارس مُنحت إذنًا لتوظيفهم نتيجة الوضع القائم.

النقص 

النقص الأكبر سُجل في منطقة المركز (2,040 معلمًا) وتل أبيب (1,304)، ثم الشمال (530)، فالقدس (215) ومدينة القدس (165). مدراء مدارس في أنحاء البلاد أكدوا أن النقص الفعلي أكبر من ذلك، ما يصعّب إعداد جداول الحصص للعام الجديد ويدفعهم للبحث عن حلول بديلة في الأسابيع المتبقية للعطلة.

بسبب هذا النقص، سيستمر هذا العام إرسال الطلاب إلى منازلهم قبل انتهاء الدوام، أو منحهم حصصًا فراغية، أو إعلامهم صباحًا بإلغاء حصص معينة. بعض المدارس ستضطر للتخلي عن مواد تعليمية على أمل إيجاد معلمين لها في العام المقبل.

معلمون اكفاء 

مسح أجرته هيئة القياس والتقييم الوطنية (راما) أظهر أن 70% من مدراء المدارس يجدون صعوبة في استقطاب معلمين أكفاء، فيما أشار 39% إلى أن نقص الكوادر التعليمية من أبرز تحديات عملهم. كما أفادوا أن المعلمين القادمين من الأوساط الأكاديمية يفتقرون للاستعداد العملي للتدريس ويتطلبون تدريبًا مكثفًا.

النقص في الكوادر يترافق مع رفض الكثيرين تولي مهام التربية الصفية، ما يدفع بعض المدارس لتكليف المعلمة بالإشراف على فصلين معًا، أي نحو 70 طالبًا، وهو ما يضاعف الضغط ويقلل القدرة على المتابعة الفردية. ووفق بيانات الوزارة، ارتفع عدد المعلمات اللواتي يدرن فصلين من 117 قبل عقد إلى 350 اليوم.

وقالت يافا بن دافيد، أمينة سر نقابة المعلمين، إن العام الجاري شهد استقالة 2,000 معلم، وأن معدلات دوران الكوادر في المدارس عالية بسبب "غياب الثقة والدعم" من وزارة التعليم. وأضافت أن ظروف العمل، وضغط الأهل، وغياب الاستقلالية، وكثرة المهام الإدارية، والاكتظاظ في الصفوف، كلها عوامل تؤدي إلى إرهاق وشعور بعدم الرغبة في البقاء في المهنة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]