يتشابكُ الصمتُ
يتشابكُ الصمتُ مع أوراقِ الخريف،
تتفاعلُ الفصولُ المنفصلةُ عن ذاتها...
ترى، ماذا ستفعلُ الأيامُ بهذا الغياب؟

أنا لن أُسافرَ في قطارٍ
لا يتوقّفُ إلا في محطّاتِ الحياة،
سأعاتبُ الأجواءَ على ملامحِها المُضيفة،
وأركضُ وراءَ رائحةِ النسيم.

سيزورُني الموتُ قريبًا،
بلا كفنٍ… ولا تابوت،
بعد أن أغلقوا كلَّ بوّاباتِ المدافن.

سأعودُ إلى نفسي في ساعاتِ الظلام،
تلونتِ الارتفاعاتُ بألوانِ القذائف،
وانعكستْ على سطحِ البحار…
طاشتِ الأسماكُ بينَ الانعكاسات.

التوابيتُ الصامدة
توالتِ العناقيدُ، فارتبكتْ من هولِ الحرب،
ودفنتني أكاليلُ الموتِ
في المقبرةِ المهدومة.
تُرى، كيفَ ستبكي نجومُ الليلِ؟
ومع حزنِها، أعترف:
لا أريدُ أن أموت،
أريدُ أن أبقى مع أحبّتي.
قلبي لا يحملُ الضغينة،
ولا أعرفُ كيفَ أُعادي.

تَعجَّبَت نجومُ الكون
من انعكاساتِ البحار،
وانفَرَزَ قمرُ الوحدة
في قاعِ البحر.

انزلق الموتُ
من الأعلى إلى الأسفل،
وسقط على رؤوسِ الأحياء،
وغابتِ القبولاتُ بين الشواهد،
فعُدنا إلى قيمةٍ من الجحيم.
أنا لا أبكي خوفًا من الموت،
لكنني سأعزّي أهلَ الأموات،
بأنَّ توابيتَ أبنائهم
لم تسقطْ
تحت البساطير الهائجة.

*الجنين*
سافرتُ في قطارٍ مُهرَّبٍ،
من مساحاتٍ داميةٍ
إلى أبعادٍ مهجورة.
أنزلني في محطةٍ ضائعةٍ،
فحاصرني العطشُ بنهرٍ مُلوَّث،
وتنفَّستُ هواءً كافرًا،
وأثخنني جوعٌ مُساوِمٌ.
لا أعرفُ مدفنَ أُمِّي،
فالجنودُ على بواباتِ أمانينا،
والرَّحمةُ يعتقلُها الحقدُ.
قد تنامُ في زنزانتِها واقفةً،
أو راكعةً.
يزحفُ الأطفالُ نحو الأثداءِ،
لا لونَ لتراكماتِ الغياب،
ولا طَعْمَ لحليبِ النَّاقَات.
يَشِعُّ الجُوعُ من النَّزَقِ،
ويبقى التَّابوتُ
يَبحَثُ عن الأبرياء.
سألتُها: أين الوَلِيد؟
وسألتُها: عن الجَنِين...

الناصرة
أيلول 2025

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]