حينما نناقش الـ ChatGPT كمتخصّصين في علم أصول الفقه، والفقه والتشريع، وفي مسارات تعليل الفتوى قبل إصدراها وفق مسالكها المعتمدة عند الأصوليين، ندرك أنّ ChatGPT يمكن أن يجيبك، وربما تكون إجابته موفقة وربما لا. أضف إلى ذلك أن الـ ChatGPT غير مدرك للحقيقة الفقهية أنّ في المذهب الواحد آراءً متعدّدة، وأنّ أصحاب وأتباع المذهب الواحد صاغوا اصطلاحات فقهية خاصة في المذهب لترجيح حواراتهم داخل المذهب الواحد، مثل الراجح والمعتمد والصحيح والمشهور والمعمول به. ومثل: الفتوى وقول الإمام وقول المتأخّرين والمتساوي والأوجَه والأظهر والأصحّ والصحيح والنص والجديد والقديم وقول الإمام وقول الشيخ وقول الشارح وغيرها.. أضف إلى ذلك أنّ في المذهب الواحد تميّزَ علماء وأئمّة كبار، مثل تلاميذ أبي حنيفة، وابن تيمية وابن القيّم والغزالي والنووي وابن قدامة وغيرهم، بحيث أنّ الدراسات والأبحاث كادت تصل إلى نتيجة كأنّهم لا ينتمون إلى مذهب واحد من سعة اختلافهم وحواراتهم وتباعد أفهامهم. أضف إلى ذلك أن ChatGPT لا يستطيع ربط الجزئيّ بالكلّيّ وعدم بتر الكليّ عن الجزئيّ. وأضف إلى ذلك أنه لا يعي تمامَ معنى إنزال الفتوى ومواءمتها مع الواقع فيما يسمّى فقه الواقع. وهذه العقلية لا تصلح للفتوى لأنها تعتمد "نسخ لصق" في الإجابة عن ظاهر السؤال. هذا لا يعني أن لا تسأله، على العكس، لكن بحذر شديد وعلم ومعرفة.

الشيخ رائد بدير
رئيس دار الإفتاء والبحوث الإسلامية 48

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]