إحياءً لليوم العالميّ للّغة العربيّة:
الكاتب سهيل كيوان في ضيافة قسم اللغة العربيّة في كلّية سخنين الاكاديمية
--------------------
أحيا قسم اللغة العربيّة في كلّيّة سخنين الأكاديميّة اليوم العالميّ للّغة العربيّة والمُقرّ بتاريخ 18 ديسمبر من كلّ عام. بحيث استضاف الكاتب سهيل كيوان، الذي قدّم محاضرة بعنوان: "العربيّة الحيّة: رحلة اللغة من النص الأدبيّ إلى الواقع اليوميّ".
خلال اللقاء تمّ إبراز أهمية هذا اليوم وقيمته التاريخيّة بعد أن اتخذتِ الجمعيةُ العامةُ للأممِ المتحدةِ قرارَها عام 1973، بأن تكونَ اللغةُ العربيةُ لغةَ عملٍ رسميةً، لتصبحَ بذلك إحدى اللغاتِ الستِّ التي تعملُ بها الأممُ المتحدةُ، ويكونُ لها نفسُ مكانةِ اللغاتِ الرسميّةِ الأخرى. يأتي هذا القرار اعترافًا بدور اللغة العربيّة في حفظِ ونشرِ حضارةِ الإنسانِ وثقافتِه، إضافةً إلى أنها أكثرُ اللغاتِ استخدامًا ضمنَ مجموعةِ اللغات الساميّةِ، ومن أكثرِ اللغاتِ انتشارًا في العالمِ، حيث يتحدّث بها أكثرُ من 422 مليونَ نسمة.
شارك في اللقاء طلاب ومحاضرو قسم اللغة العربية، وحرص البروفيسور فيصل عزايزة، رئيس كلّية سخنين الأكاديمية، على حضور اللقاء أيضًا وتقديم مداخلة مقتضبة. فيما افتتحت الدكتورة كوثر جابر – قسّوم، رئيسة قسم اللغة العربية، اللقاء بكلمة ترحيبية، شددت من خلالها على أنّ: "اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ - لُغَةَ الأُمِّ هِيَ اللَّبِنَةُ الأُولَى فِي نَجَاحِ عَمَلِيَّةِ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ، وَأَنَّ التَّمَكُّنَ مِنْ لُغَةِ الأُمِّ هُوَ الشَّرْطُ الأَسَاسُ لِتَمَكُّنِنَا وَتَمَكُّنِ طُلَّابِنَا مِنْ بَاقِي المَوَاضِيعِ". كما رحّبت بالضيف، مشيرة إلى أنّ:" سهيل كيوان كاتب اسْتَطَاعَ أَنْ يَرْسُمَ مَسَارًا مُتَفَرِّدًا فِي أَدَبِنَا الفِلَسْطِينِيِّ المَحَلِّيِّ، كَاتِبٌ نَجَحَ فِي تَطْوِيرِ أَدَوَاتِهِ الفَنِّيَّةِ وَصَقْلِ تَجْرِبَتِهِ الإِبْدَاعِيَّةِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى صَوْتٍ أَدَبِيٍّ مُتَمَيِّزٍ يَمْزِجُ بَيْنَ العُمْقِ وَالسُّخْرِيَةِ، بَيْنَ الوَاقِعِيَّةِ وَالتَّجْرِيبِ.".
واعتلى الكاتب والروائي الضيف المنصّة وقدّم أمام الحضور محاضرة غنية حول أعماله، التي تحاكي الحياة اليوميّة مع الحفاظ على لغتنا العربية وإبراز جمالياتها، مستعرضًا مجموعة من أعماله الأدبية ومن خلالها أبرز أصول الكلمات والمصطلحات المستخدمة في اللغة العربيّة المحكيّة، كما تطرق الى كيفية توظيف المواقف والقصص الحقيقة التي يعيشها في حياته اليوميّة ويحوّلها الى أعمال إبداعية ومجموعات قصصيّة تحمل معانٍ وأبعاد عميقة.
اختتم اللقاء بحوار شائق وحيويّ مع الطلاب والكاتب، كما حرصت د. كوثر جابر قسّوم على توجيه جزيل الشكر لِمَجْمَعِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ في حيفا مُمَثَّلًا برئيسه بروفيسور مصطفى كبها على رعاتهم لهذا اللِّقاء.
الكاتب سهيل كيوان في سطور
سُهَيْل كيوان، كاتب صحافي وروائي فلسطيني، ولد في قرية مجد الكروم في الجليل الغربي عام 1956م. يحمل كيوان هموم مُجْتَمَعِهِ وَتَحَدِّيَاتِهِ وَيُحَوِّلُهَا إِلَى نُصُوصٍ أَدَبِيَّةٍ نَابِضَةٍ بِالحَيَاةِ. ثَقَّفَ نَفْسَهُ ذَاتِيًّا، وَعَكَفَ عَلَى قِرَاءَةِ الأَدَبِ الفِلَسْطِينِيِّ وَالعَرَبِيِّ وَالعَالَمِيِّ، وَقَدْ أَفَادَهُ عَمَلُهُ الصَّحَفِيُّ وَكِتَابَةُ المَقَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ-الاجْتِمَاعِيَّةِ فِي كِتَابَاتِهِ الإِبْدَاعِيَّةِ حَيْثُ كَانَتِ البِدَايَاتُ فِي مَجَلَّةِ "الجَدِيدِ" الصَّادِرَةِ فِي حَيْفَا، وَفِي "جَرِيدَةِ الاتِّحَادِ" الحَيْفَاوِيَّةِ وَمَجَلَّةِ "الغَدِ"، ثُمَّ "صَحِيفَةِ كُلِّ العَرَبِ"، وَصَحِيفَةِ "القُدْسِ العَرَبِيِّ" الصَّادِرَةِ فِي لَنْدَنَ، وَفِي مَوْقِعِ "عَرَبْ 48" فِي حَيْفَا.
أَثْرَى المَكْتَبَةَ العَرَبِيَّةَ بِمَجْمُوعَةٍ مُتَمَيِّزَةٍ مِنَ الأَعْمَالِ الإِبْدَاعِيَّةِ، بِمَجْمُوعَاتٍ قَصَصِيَّةٍ هِيَ: "المُبَارَزَةُ"، وَ"أَحْزَانُ النَّخِيلِ"، وَ"تَحْتَ سَطْحِ الحِبْرِ"، وَ"مَدِيحٌ لِخَازُوقٍ آخَرَ"، وَ"مَصْرَعُ حَاتِمَ طَيٍّ". كَمَا أَغْنَى المَشْهَدَ الرِّوَائِيَّ بِرِوَايَاتٍ مثل: "بَلَدُ المَنْحُوسِ"، وَ"مَقْتَلُ الثَّائِرِ الأَخِيرِ"، وَ"المَفْقُودُ رَقَمْ 2000"، الَّتِي أُخْرِجَتْ كَفِيلْمٍ رِوَائِيٍّ. وَلَمْ يَقْتَصِرْ إِبْدَاعُهُ عَلَى القِصَّةِ وَالرِّوَايَةِ، بَلْ امْتَدَّ لِيَشْمَلَ أَدَبَ الأَطْفَالِ حَيْثُ أَصْدَرَ سَبْعَ قِصَصٍ لِلأَطْفَالِ، مِثْلَ "خَرْبُوشَةَ وَأَوْلَادِهَا" وَ"فِي قَرْيَتِنَا انْتِخَابَاتٌ".
يَكْتُبُ عَنِ النَّاسِ العَادِيِّينَ الَّذِينَ يَعِيشُ بَيْنَهُمْ وَمَعَهُمْ، يَتَمَيَّزُ أَدَبُ كَيْوَانَ بِقُدْرَتِهِ الفَائِقَةِ عَلَى تَوْظِيفِ السُّخْرِيَةِ كَأَدَاةٍ فَنِّيَّةٍ رَاقِيَةٍ لِلكَشْفِ عَنِ المُفَارَقَاتِ وَالتَّنَاقُضَاتِ فِي وَاقِعِنَا المُعَاصِرِ، مَعَ احْتِفَاظِهِ دَائِمًا بِنَظْرَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ عَمِيقَةٍ.
كَذَلِكَ يَمْتَازُ أَدَبُ سُهَيْلَ كَيْوَانَ بِقُدْرَتِهِ عَلَى المَزْجِ بَيْنَ جَمَالِيَّاتِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَوَاقِعِيَّةِ الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ. فَهُوَ يَصُوغُ هُمُومَ الإِنْسَانِ العَادِيِّ وَقَضَايَاهُ اليَوْمِيَّةَ بِلُغَةٍ أَدَبِيَّةٍ رَاقِيَةٍ، لَكِنَّهَا فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ قَرِيبَةٌ مِنْ نَبْضِ الشَّارِعِ وَنَبْضِ الحَيَاةِ.
[email protected]
أضف تعليق