في ظل الوضع الأمني المتدهور والمتصاعد، يواجه الأهالي في مناطق النزاعات ضغوطًا نفسية هائلة تؤثر على حياتهم اليومية وعلى صحتهم النفسية. لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الظروف الصعبة وتقديم الدعم النفسي اللازم للأطفال والعائلات، أجرى موقع "بكرا" مقابلة خاصة مع د. محمود سعيد، الخبير في علاج الصدمة النفسية ومدير مركز الخدمات النفسية في إكسال. في هذه المقابلة، يقدّم د. محمود إرشادات ونصائح هامّة للأهالي للتعامل مع الأزمات النفسية التي قد تنتج عن الوضع الأمني الراهن.
د. محمود، كيف يمكن للأهالي التعامل مع الوضع الأمني الحالي على المستوى النفسي، خصوصًا مع زيادة التوتر والقلق؟
د. محمود سعيد: الوضع الأمني الراهن هو وضع حاد وغير اعتيادي، يتطلب منا إدراكًا خاصًا لفهمه والتعامل معه. هذا الوضع يؤثر بقوة على الجميع، ويثير حالة من القلق الشديد لدى الأطفال والبالغين على حد سواء. من الضروري أن يرافق الأهل أبناءهم خلال هذه الأوقات، وأن يقدموا لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتخفيف الإجهاد النفسي ومنع تطور الصدمة.
ما هي ردود الفعل النفسية الطبيعية التي قد تحدث في هذه الظروف؟
د. محمود سعيد: من الطبيعي في ظروف الحرب والتوتر أن يشعر الناس بالخوف والقلق. هذه استجابات إنسانية فطرية، خصوصًا عندما يكون هناك خطر على الحياة أو الممتلكات. لكن يجب الانتباه إلى أن هذه الاستجابات تختلف من شخص لآخر وفقًا لعوامل متعددة مثل الصدمات السابقة، المرونة النفسية، ومدى التعرض للأخبار المقلقة. ويمكن أن تظهر هذه الاستجابات في أشكال عدة، مثل الانغلاق، صعوبة التركيز، أو حتى مشكلات في النوم.
كيف يمكن للأهالي مساعدة أبنائهم في مثل هذه الحالات؟
د. محمود سعيد: الأطفال ينظرون إلى أهلهم كنماذج يحتذون بها في كيفية التعامل مع الأزمات. إذا تعامل الأهل بشكل سليم مع الوضع، فإن ذلك سيساهم في تقليل حدة ردود الفعل لدى الأطفال ويعزز قدرتهم على التأقلم مع الظروف. من المهم تشجيعهم على العودة إلى الروتين اليومي وتقليل تعرضهم للأخبار المقلقة.
ما هي بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على الاستقرار النفسي للأطفال؟
د. محمود سعيد: أولاً، يجب تشجيع الأطفال على العودة إلى الأنشطة اليومية الروتينية، مثل الذهاب إلى المدرسة. هذا يساعد في تقليل القلق. كما يُنصح بتجنب التعرض المستمر للأخبار المقلقة. في حالة الخطر المباشر، من المهم دخول المنطقة الآمنة بسرعة، وأيضًا يمكن ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء لتهدئة النفس، مثل التنفس العميق والبطيء مع تكرار جمل طمأنة بسيطة مثل "نحن بأمان" أو "أنا في صحة جيدة".
[email protected]
أضف تعليق