تتفنن النساء في الطبخ لأسرهن، وثمة وجبات يكثر إعدادهن لها في فصل الشتاء، فهو موسم لعدد من الطبخات التي تعطي الجسم الدفء والحرارة، ويأتي على رأس الأكلات الشتوية العدس، والخبيزة، والمجدرة، والسبانخ والكشك وغيرها.

ويأتي فصل الشتاء هذا العام في فترة يعاني فيها أهالي القطاع العديد من الأزمات الاقتصادية, التي انعكست بشكل كبير على طبيعة استهلاكهم الغذائي, ودفعتهم باتجاه الوجبات التي لا يحتاج طهوها إلى لحوم، في هذا التقرير نتحدث عن توجه الغزّيات في الطبخ شتاءً. ملك الأكلات عند الحديث عن الشتاء والبرد، لا بد من ذكر العدس، الذي تتنوع طرق طبخه. قالت "أم هيثم البنا" إنها تطهو العدس كثيرًا في فصل الشتاء، وإن أفراد أسرتها يرغبون في تناوله بشكل دائم، فهو "ملك الأكلات" الشتوية بالنسبة للعائلة. وأضافت في حديث لـ"فلسطين": "وجبة العدس من أكثر الأكلات التي يتم طبخها في الشتاء، إما كشوربة، أو بامية وعدس، أو عدس وأرز، أو مجدرة، أو سلق وعدس"، لافتة إلى أنها أكلة من السهل إعدادها ولا تحتاج لوقت طويل. وتابعت: "ما يُميز طبخات العدس أنها لا تحتاج إلى لحوم، وبالتالي فإن سعر هذه الوجبة يناسب إمكانيات أغلب أهالي القطاع، الذين لا يستطيعون شراء اللحوم بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها". سعرها مقبول من جانبها، أوضحت "إيمان أبو وردة" أن الأكلات الشتوية كثيرة، كالعدس، والملفوف، والمجدرة، والمفتول، والبطاطا وغيرها. وبينت في حديث لـ"فلسطين" أن أغلب أكلات الشتاء اقتصادية، لا تحتاج لمكونات كثيرة، ولا تكلف الأسرة الكثير من المال، لذلك تلجأ إليها ربة المنزل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، من قلة الرواتب، وعدم توفر فرص عمل للشباب؛ وبالتالي قلة الدخل المالي للأسرة. ولفتت إلى أن التدبير مهارة يجب أن تجيدها ربة المنزل، خاصة إذا كان في بيتها أطفال يحتاجون لتوفر الطعام يوميا، لذلك يمكن أن تجد في مثل هذه الأكلات حلًا لتدبير أمور عائلتها. من الأرض وفي فصل الشتاء تُنبت الأرض العديد من الأعشاب التي يتم تحويلها لأكلات، منها الخبيزة، والحمصيص، واللسان، والرجلة، وكلّها من الأكلات المرغوبة، والتي تشهد إقبالًا كثيفًا عليها في الشتاء. وقالت "منى أبو حصيرة": "إن ربة المنزل التي لديها أسرة كبيرة مضطرة لأن تتدبر أمر وجبات الطعام، التي هي أبسط احتياجات الأسرة"، مضيفة أن الأوضاع الاقتصادية المتردية جعلتها تلجأ لبعض الأكلات التي لم يعتد عليها أفراد أسرتها. وتابعت في حديث لـ"فلسطين": "طبخات الشتاء كثيرة، ومنها ما يخرج من الأرض معتمدًا على مياه الأمطار، مثل الخبيزة، والحمصيص، كما أن العدس يمكن استخدامه في تحضير العديد من الأصناف".

وواصلت: "الخيارات المتاحة للأكل في الشتاء متنوعة، خاصة أن جميع ما يتم طبخه يوفر الدفء والحرارة في ظل الأجواء الشتوية الباردة"، لافتةً إلى أنه يمكن توفير عدد من الطبخات، من خلال الأقارب أو المعارف ممن يملكون أراضي زراعية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]