في ظل الأحداث الصعبة التي مرّ بها العديد من الأطفال في الآونة الأخيرة، واجهت العائلات تحديات كبيرة في كيفية دعم أبنائها ومساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية التي أثرت عليهم. هذه التجارب القاسية قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية تحتاج إلى تعامل دقيق ورعاية خاصة.
في هذا السياق، أجرينا مقابلة مع الدكتور محمود سعيد، المتخصص في علم النفس التربوي والعيادي والصدمي، للحديث حول كيفية دعم الأطفال في تجاوز هذه التجارب الصعبة. وقد أشار الدكتور سعيد إلى عدة نقاط هامة، مؤكدًا أن الدور الذي يلعبه الأهل أساسي وحيوي في هذه المرحلة.
الدكتور محمود سعيد أوضح في البداية أن "الأحداث المؤلمة التي مر بها الأطفال قد تترك آثاراً سلبية على صحتهم النفسية، وقد تؤدي إلى ظهور أعراض مثل الخوف المفرط، القلق، ضعف التركيز، والتوتر. من الضروري أن يفهم الأهل أن هذه ردود أفعال طبيعية تعكس مدى تأثر الطفل بما يحدث حوله".
نموذج للأطفال
وأضاف الدكتور سعيد قائلاً: "لتقديم الدعم المناسب للأطفال، من المهم أن يتذكر الآباء أنهم يمثلون النموذج الذي يتأثر به الطفل بشكل مباشر. لذا، يجب أن يكون كلامهم وأفعالهم إيجابية لتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال وبث الطمأنينة في نفوسهم".
وأشار الدكتور سعيد أيضاً إلى أهمية التعبير العاطفي، قائلاً: "من الضروري أن يعبر الأهل عن مشاعرهم بشكل طبيعي ودون إنكار، حيث يُساعد هذا الأطفال على الشعور بالأمان ويشجعهم على التعبير عن مشاعرهم الخاصة. من خلال رؤية الكبار يتحدثون عن مشاعرهم، يشعر الطفل بأنه من المقبول والطبيعي أن يتعامل مع مشاعره بنفسه".
وفيما يتعلق بإعطاء المعلومات للأطفال، أكد الدكتور سعيد أن "الغموض يرفع من مستوى القلق والخوف لدى الأطفال. لذا، من الأفضل أن يتم شرح الأمور بشكل مبسط ومناسب لعمر الطفل، دون تضخيم حجم الأحداث أو التقليل منها، حتى لا يتسبب ذلك في تشويش مشاعر الطفل".
كما دعا الدكتور سعيد إلى ضرورة "خلق بيئة آمنة للأطفال"، مشيرًا إلى أنه "رغم الظروف الصعبة، يجب أن يسعى الآباء إلى منح أطفالهم الشعور بالأمان. وهذا يتم عبر التواصل المستمر، التقرب من الطفل، والإنصات لما يقوله بوعي كامل".
عدم الخوف
وأضاف الدكتور محمود: "من الأمور التي يجب تجنبها هو أن نطلب من الطفل ألا يخاف، لأن هذا قد يشعره بالضعف. بل يجب أن نعترف بمشاعر الخوف ونوضح لهم أن هذا شعور طبيعي، ونؤكد لهم أننا قادرون على تجاوزه معًا".
واختتم الدكتور سعيد حديثه بالتأكيد على أهمية الالتزام بروتين يومي منظم، مثل الحفاظ على مواعيد وجبات الطعام، وممارسة الأنشطة الجسدية، والنوم بشكل منتظم، حيث يساعد هذا الروتين على استعادة التوازن النفسي لدى الأطفال. وأكد أيضاً على ضرورة تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة اليومية وإعطائهم الفرصة لاقتراح الحلول والمشاركة الفعالة، مما يعزز شعورهم بالقدرة على التحكم والفاعلية.
وفي النهاية، نوه الدكتور محمود سعيد إلى أن "تجاوز التجارب الصادمة يتطلب وقتًا وجهدًا مشتركًا من العائلة بأكملها، فالدعم الأسري هو العامل الأهم في هذا السياق".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
دكتور محمود تحياتي لبحثك المستمر لتخفيف من الضغوطات النفسيه التي يعيشها الاطفال والاهل في ظل الظروف الصعبه التي نمر فيها دمت داعم لنا دكتور