مفهوم الصورة
في معجم المعاني الجامع، جاء تعريف صورة كالتالي: صورة: اسم مفرد، الجمع: صُورات وصُوَر وصِوَر. والصُّورَةُ: الشَّكْل، والتمثال المُجسّم... وصور يصور تصويرًا وصورة... جعل له صورة مجسّمة. وصَوَّر الشخص أي رسمه على الورق على الحائط ونحوهما بالقلم أو بآلة التصوير.
والصورة التي تُلتقط بآلة التصوير (الكاميرا)، قد تكون صورًا لأشخاص، أو مناظر طبيعية، أو أشياء خاصّة وعامّة متنوّعة. وهي تشخيص لشخص أو شيء ما عبر الرّسم أو النّحت أو التصوير اليدوي أو الفوتوغرافي (قنديل، 1981).
أمَّا مفهوم الصورة الفوتوغرافيّة، فهي تسجيل ضوئي للواقع على سطح حسّاس، وهي الصورة التي تُعبّر عن حدث ما، وهي إنتاج للصور والمناظر بوساطة الأشعّة الضوئيّة، وهي اللقطة الثابتة لواقع أو لحدث ما في مكان وزمان مُحدّدين (سندوب، 2015).
وأصل تسمية التصوير الفوتوغرافي من الكلمة اليونانيّة "Photograph" وتحتوي على كلمتين:
Photo - معناها الضوء
Graph - ومعناها الرسم أو الكتابة أي "الرسم بالضوء.
الصورة الفوتوغرافيّة (الظليّة)
الصورة الفوتوغرافيّة هي تسجيل ضوئي للشيء بدقة كبيرة، وتوضيح لعلاقة أجزاء الشيء بعضها ببعض، وهي اختيار للواقع وتأكيد للمكان والزمان. بمعنى، هي تجسيم أو تمثيل لموضوع أو شيء ما.
ومن مقوّمات الصورة الفوتوغرافية ما يلي (سندوب، 2015؛ الفقي، 2005):
1. الحداثة
أي أنّ الصورة حديثة ولم تُستعمل من قبل.
2. التلقائيّة
تكون الصورة طبيعية، دون تحضير مسبق لذلك، والصورة تصف سلوك الأفراد وتصرّفاتهم في البيئة الطبيعية.
وتنقسم الصور الفوتوغرافيّة إلى نوعين:
1. الصورة الشخصيّة
2. الصورة الموضوعيّة
1. الصورة الشخصية
هي الصورة التي تحتوي على الحركة، وليس الصورة الثابتة التي نُقدّمها للمصالح أو عند الوظائف، وتروي الصورة تفاصيل وملامح شخصيّة ما مهما كانت مكانتها.
2. الصورة الموضوعيّة
هي الصورة التي تُجسّد حدثًا ما أو موضوعًا، وتظهر أهميّتها في أوقات الحروب والأزمات والمناسبات الهامّة.
أهميّة الصورة الفوتوغرافيّة
تظهر أهميّة الصورة الفوتوغرافيّة في عرض تقرير عن موضوع معيّن كما يراه المُصوِّر، حيث يستطيع المُصوِّر أن يُطوِّر الصورة الفوتوغرافيّة، ويُضيف إليها تفاصيل ليجعلها عملاً فنيًّا جذّابًا ومؤثّرًا. كما ونحصل من الصورة الفوتوغرافيّة معلومات عن المُصوِّر وصفاته ومهاراته، وعن الشخص الموجود في الصورة وصفاته ومشاعره وأحاسيسه في لحظة التقاط الصورة الفوتوغرافيّة له (Berman, 1997). إضافةً لذلك، نستطيع تقديم الأحداث للموضوع من زوايا مُختلفة، كما ونستطيع تكرار العمليّة لالتقاط الصورة. ولهذا، نستطيع تغيير الأفكار الخاطئة داخل المجتمع مثلاً حول موضوع ما، أو توضيح ظواهر اجتماعية أو فنيَّة أو طبيعيّة.
كما وتظهر أهميّة الصورة الفوتوغرافيّة في إثارة الانتباه للمُشاهد، وتركيز تفكيره وتوجيه حواسّه إلى الفكرة أو الشيء الخاصّ الذي يُريده المُصوّر. ولهذا، فالمُصوّر المُبدع هو الذي يجعل الصورة محفّزًا للنظر ولفت انتباه المشاهدين إلى العناصر المهمّة والفنيّة في الصورة.
أهمية الصورة الفوتوغرافية خلال الرحلات
عندما نسافر، نبحث عن التجارب الجديدة والمغامرات التي توسع آفاقنا وتجعلنا نشعر بالإلهام. الرحلات تتيح لنا الفرصة للابتعاد عن الروتين اليومي واستكشاف أماكن جديدة، والتفاعل مع ثقافات مختلفة، والتعرف على الناس والتقاليد التي لم نكن نعرف عنها من قبل. في هذا السياق، تأتي الصورة الفوتوغرافية كأداة أساسية لتوثيق هذه التجارب وحفظها.
توثيق اللحظات الفريدة
كل رحلة تحمل في طياتها لحظات خاصة وفريدة قد لا تتكرر. الصور الفوتوغرافية تتيح لنا الاحتفاظ بهذه اللحظات إلى الأبد. سواء كانت لحظة غروب شمس ساحر، أو ابتسامة طفل في سوق محلي، أو مشهد جبال مغطاة بالثلوج، فإن كل صورة تجسد جزءًا من تجربتنا الشخصية في المكان الذي زرناه. بفضل الصورة، يمكننا استرجاع تلك اللحظات وإحياء الذكريات المرتبطة بها.
في القدس، تعتبر الصورة الفوتوغرافية وسيلة لاستكشاف تنوعها الثقافي والديني. على سبيل المثال، تصوير زوار المسجد الأقصى وهم يؤدون صلواتهم يعكس لحظات روحانية عميقة، بينما التقاط مشهد سوق باب العامود يعكس الحيوية والتنوع الثقافي في هذه المدينة. هذه الصور لا تحفظ فقط لحظات شخصية بل توثق أيضًا واقعًا تاريخيًا واجتماعيًا يتغير باستمرار.
في صحراء النقب، الصور الفوتوغرافية تُبرز جمال الطبيعة الصحراوية وتنوعها. إحدى الصور التي يمكن أن تلتقطها هي لمشهد غروب الشمس فوق الكثبان الرملية، حيث تندمج ألوان السماء مع الرمال الذهبية في لوحة طبيعية رائعة. هذه الصور لا تكتفي بتوثيق جمال الطبيعة، بل تعكس أيضًا هدوء الصحراء وسكونها الذي يمنح الناظر شعورًا بالسلام الداخلي.
جبال الجليل توفر فرصًا مذهلة للتصوير الفوتوغرافي، خاصة خلال فصلي الربيع والخريف. صورة لزهور الربيع البرية التي تغطي المنحدرات، أو لقطة لبحيرة طبريا في الأفق، تخلق إحساسًا بالسلام والهدوء. هذه الصور لا توثق فقط الطبيعة الخلابة، بل تعزز أيضًا الارتباط الروحي بالبيئة المحيطة.
الجولان، بجباله العالية وأوديته الخصبة، يقدم فرصًا فريدة للتصوير الفوتوغرافي. خلال زياراتي هناك، التقطت صورًا للمناظر الطبيعية الخلابة التي تمزج بين الجمال الطبيعي وندوب الحرب. إحدى الصور التي أثرت فيّ كانت لدبابة مهجورة تقف وحيدة في حقل مزهر. هذه الصورة لم تكن مجرد مشهد طبيعي، بل كانت شهادة على الصراعات التي مرت بها هذه الأرض، ممّا يمنحها عمقًا أكبر ويجعلها تتجاوز كونها مجرد لقطة جميلة.
في الأغوار، الصور الفوتوغرافية تكشف عن تناقضات الطبيعة بين المناطق الخصبة والمناطق الجافة. تصوير واحات النخيل والخضار إلى جانب مشهد نهر الأردن المتعرج يعكس كيف تتعايش الحياة الطبيعية في بيئة تعتبر من الأشد حرارة وجفافًا. هذه الصور تعكس الحيوية والجمال الطبيعي للأغوار، وفي الوقت نفسه تظهر التحديات البيئية التي تواجه المنطقة.
وسيلة للتواصل مع الآخرين
إلى جانب توثيق اللحظات، تساعد الصور الفوتوغرافية في مشاركة تجاربنا مع الآخرين. عندما نلتقط صورة ونشاركها مع أصدقائنا وعائلتنا أو حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، نحن نفتح نافذة على تجربتنا، ونسمح للآخرين بأن يروا ما رأيناه ويشعروا بما شعرنا به. الصور الفوتوغرافية يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتواصل بين الثقافات، حيث يمكنها أن تنقل الجمال، والتنوع، والإنسانية بطرق قد لا تستطيع الكلمات وصفها.
على سبيل المثال، صورة في القدس لأحد بائعي التوابل في السوق القديم، وهو يبتسم بابتسامة دافئة، تعكس جوهر الحياة اليومية في المدينة. عندما تشارك هذه الصورة مع أصدقائك الذين لم يزوروا القدس من قبل، تكون قد وفرت لهم نافذة على حياة الناس هناك، ممّا يساهم في تعزيز الفهم المتبادل بينهم وبين ثقافة جديدة.
تعزيز الفهم الثقافي والجغرافي
الصورة الفوتوغرافية تُعد أداة تعليمية قوية أيضًا. عندما نسافر إلى أماكن جديدة، نحن لا نرى فقط ما هو موجود أمامنا، بل نتعلم عن الثقافة والتاريخ والجغرافيا من خلال ما نصوره. الصور تساعد في تعزيز فهمنا للأماكن والأشخاص الذين نلتقي بهم. على سبيل المثال، صورة لأحد المعالم التاريخية الشهيرة قد تُثير فضولنا لمعرفة المزيد عن تاريخها وأهميتها الثقافية، بينما صورة لحياة الناس اليومية في بلد ما قد تعكس لنا جوانب من حياتهم وتقاليدهم.
صورة لمشهد من احتفالات عيد النبي شعيب في القرى الدرزية تُظهر كيف يحتفل السكان المحليون بهذه المناسبة الخاصة. من خلال هذه الصور، يمكن للمشاهدين التعرف على تقاليد وثقافات قد تكون بعيدة عنهم، مما يعزز فهمهم للتنوع الثقافي والاحتفالي في المنطقة.
الإلهام والتحفيز على السفر
الصور الفوتوغرافية لها القدرة على إلهام الآخرين للسفر واكتشاف أماكن جديدة. عندما نشاهد صورًا جميلة لمكان لم نزره من قبل، قد نشعر برغبة قوية في زيارته واختبار ما يقدمه من تجارب. العديد من الأشخاص يخططون لرحلاتهم بناءً على الصور التي يرونها على الإنترنت أو في المجلات، حيث تساهم الصور الفوتوغرافية في تشكيل تصوراتنا وتوقعاتنا حول الأماكن التي نرغب في زيارتها.
صورة أثناء رحلة إلى جبال الجليل، تُظهر شروق الشمس فوق قمة الجبل مع سحب الضباب تحيط به، دافعًا قويًا لأحد أصدقائك ليخطط لرحلة إلى الجليل. من خلال رؤية هذا المشهد الجميل، يشعر بالرغبة في زيارة المكان شخصيًا ليختبر هذه اللحظات الفريدة بنفسه.
تقديم زوايا جديدة لرؤية العالم
الصورة الفوتوغرافية تمنحنا القدرة على رؤية العالم من زوايا جديدة. من خلال عدسة الكاميرا، يمكننا اكتشاف تفاصيل قد لا نلاحظها بالعين المجردة. المصورون المحترفون والهواة على حد سواء يبحثون دائمًا عن تلك اللحظة أو الزاوية الفريدة التي تقدم رؤية جديدة ومختلفة للعالم من حولنا. سواء كانت لقطة جوية لمدينة مزدحمة، أو صورة مقربة لزهرة نادرة في غابة بعيدة، الصور الفوتوغرافية توسع آفاق رؤيتنا للعالم.
بمنطقة بحر الميت، صورة لظاهرة انعكاس الجبال المحيطة على سطح الماء الهادئ من زاوية منخفضة جدًا، بحيث يظهر الانعكاس بوضوح وكأنه مشهد حقيقي. هذه الزاوية تجعل المشاهد يرى الجبال والسماء مرتين، مرة في الواقع ومرة أخرى في الانعكاس، مما يخلق تأثيرًا بصريًا غير معتاد يبرز جمال المكان بطريقة مختلفة عن المعتاد.
تطوير الحوار الفعّال
الحوار هو عمليّة تواصل بين الأفراد، يتم من خلاله تبادل الأفكار والمعلومات، وهو محادثة بين طرفين أو أكثر، تتضمّن تبادلاً للآراء والأفكار والمشاعر.
ومن آداب الحوار الالتزام بما يلي:
1. الاحترام المُتبادَل
2. التحلّي بالأخلاق الإنسانيّة والاجتماعيّة
3. تقبُّل الرأي الآخَر المُختلف
4. كبْت الانفعالات
5. الإنصات
6. الالتزام بقواعد الحوار
ويكون إيصال المعلومات إلى الآخرين عن طريق تقديم الحُجَج والبراهين والأدلّة. إضافةً لذلك، فالحوار الفعّال هو وسيلة تواصل اجتماعية ومهمّة في الرحلات، لإيصال المعلومات من المُرشد إلى المُشاركين في الرحلات.
المراجع
سندوب، مروة. (2015). الصورة الفوتوغرافيّة في تصميم الطباعة الفنيّة. مجلة التربية النوعية. العدد الثاني، يونيو.
الفقي، محمد. (2005). الصورة الفوتوغرافيّة الثابتة ودورها في الاتصال المصوّر وأثرها على حياتنا المعاصرة. الفنون التطبيقيّة وتحديات القرن 21، المؤتمر العلمي السادس لكليّة الفنون التطبيقيّة، جامعة حلوان، الجزء الثاني.
قنديل، راجية. (1981). صورة إسرائيل والصحافة المصرية. رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية إعلام، جامعة القاهرة.
Berman, L. (1997). Behind the smile - medicinal use of photographs. Ah.
[email protected]
أضف تعليق