إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وافقت لأول مرة على علاج مركب لا يشمل العلاج الكيميائي كخط أول لعلاج مرضى سرطان الرئة النقيلي الناتج عن طفرة في جين EGFR. وقالت د. مور موسكوفيتش، مديرة خدمة أورام الرئة في مركز دافيدوف للسرطان في مستشفى بيلينسون: "هذا خبر مهم للمرضى، حيث يسمح بتمديد الوقت بشكل كبير دون تقدم المرض أو ظهور أعراض جديدة أو تدهور الحالة الصحية".
جاءت موافقة الـFDA بعد دراسة سريرية فحصت فعالية العلاج المركب، الذي يتضمن دواء بيولوجيًا متقدمًا يسمى "رايبريفانت" (Rybrevant) مع دواء آخر يسمى "لازيرتينيب" (Lazertinib)، وأظهرت أن الجمع بينهما يطيل الوقت حتى تقدم المرض لدى هؤلاء المرضى بنسبة 30% وأكثر، مقارنة بالعلاج التقليدي الحالي. كما تم أخذ فعالية العلاج في معالجة المرض في الدماغ بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار.
مرضى سرطان الرئة الذين لديهم طفرة في جين EGFR هم في خطر أكبر لتطوير نقائل (انتقالات) إلى الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على جودة الحياة ومتوسط العمر. وأوضحت د. موسكوفيتش أن العلاج المركب الجديد أظهر فعالية كبيرة في التعامل مع هذه النقائل. وأضافت أن "الدراسة أظهرت أن الفائدة التي يمنحها العلاج للمرضى كانت واضحة وملحوظة، ووافق الـFDA على استخدامه بناءً على بيانات البقاء دون تقدم المرض - والتي كانت أفضل من العلاج التقليدي الحالي".
الأكثر شيوعا
يعتبر سرطان الرئة أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا في إسرائيل - وأحد أصعبها. أحد الأسباب هو أن سرطان الرئة يُكتشف عادةً في مراحل متأخرة من المرض، وغالبًا بعد أن يصبح نقيلًا (منتشرًا). 80% من مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين، وبين الـ20% المتبقين، السبب الرئيسي لتطور المرض هو طفرة تحدث في إحدى خلايا الرئة، مما يؤدي إلى إنتاج بروتين معيب يحفز الخلية على الانقسام دون تحكم ويصبح سرطانيًا. الطفرة الأكثر شيوعًا هي الطفرة في جين EGFR.
وأوضحت د. موسكوفيتش أن "المرضى الذين لديهم سرطان رئة مع طفرة في جين EGFR هم عادةً غير مدخنين، وأصغر سنًا مقارنةً بالمرضى الذين يعانون من سرطان ناجم عن التدخين، ولأسباب غير مفهومة تمامًا، فإن الطفرة أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال". يتم تشخيص حوالي 350 حالة سنويًا في إسرائيل بسرطان الرئة مع هذه الطفرة.
وأضافت د. موسكوفيتش: "الميزة في وجود طفرة تشجع على تطور السرطان هي أنه يمكن تطوير أدوية مستهدفة تعيق نشاط البروتين المعيب الناتج عن الطفرة - وبالتالي توقف تقدم السرطان". في الواقع، منذ اكتشاف الطفرة في جين EGFR قبل حوالي 15 عامًا، تم تطوير عدة أجيال من الأدوية التي تعمل على إعاقة البروتين المعيب.
العلاج التقليدي الحالي هو دواء من الجيل الثالث من هذه الأدوية، يُعطى على شكل حبة ويُسمى "تاجريسّو". العلاج الجديد الذي تمت الموافقة عليه الآن من قبل الـFDA يتضمن دواءً مشابهًا لتاجريسّو من الجيل الثالث، مع "رايبريفانت"، وهو كما ذكرنا دواء بيولوجيًا متقدمًا مصنوعًا من جسم مضاد ثنائي الرأس. "إنه جسم مضاد يعرف كيف يتصل بهدفين مختلفين على الخلايا السرطانية: EGFR وهدف آخر يُسمى MET، وهو مسار يستخدمه السرطان لتطوير مقاومة للعلاجات الموجهة لـEGFR"، أوضحت د. موسكوفيتش. هذا الآلية المزدوجة هي التي تفسر الفعالية الكبيرة التي يظهرها العلاج المركب في تمديد مدة البقاء دون تقدم المرض.
وأضافت د. موسكوفيتش أن "العلاج المركب الجديد له أيضًا آثار جانبية مميزة، خاصة تلك المتعلقة بالبشرة. ولكن مع تزايد الخبرة في استخدامه، نتحسن في السيطرة على الآثار الجانبية باستخدام مراهم وعلاجات مخصصة".
[email protected]
أضف تعليق