بالرغم من كون الصدفية مرضا مزمنا لا تعرف أسبابه المباشرة بالضبط، الا أن الباحثون يعتقدون أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية لها دور أساسي في ظهور المرض. وقد يفسر هذا الاعتقاد، ازدياد تشخيص وانتشار الصدفية في المجتمع البدوي في النقب. عن الأسباب وطرق العلاج والتغييرات التي طرأت على نمط حياة المجتمع البدوي في العقود الأخيرة والتي تدعم هذه الافتراضات تحدثنا مع د. أمين أبو عجاج مختص في الامراض الجلدية في خدمات الصحة الشاملة.
بداية ما هي الصدفية وما مدى انتشاها في المجتمع البدوي في النقب ولماذا؟
بداية مرض الصدفية هو مرض جلدي مزمن، غير معدٍ ويصيب الجنسين. نسبه شيوع الصدفية في العالم حوالي 2-3 % وفي البلاد حوالي 3 %. تظهر الصدفية عادة على المفاصل، مثل المرفقين والركبتين, أو فروة الرأس، ومن الممكن أن تظهر أيضاً على أي منطقة من الجسم، بما في ذلك: اليدين، القدمين، الرقبة، الوجه، الاجهزة التناسلية والمنطقة المحيطة بها. قد تصيب بعض أنواع الصدفية الأظافر والمفاصل. التشخيص والعلاج المبكر للصدفية الجلدية يساهم في نجاعة العلاج ويعزز الثقة بالنفس لدى الشخص المصاب وخاصة عند الأطفال ويساهم في المحافظة على المفاصل من الاعتلال حال اصابتها. لذلك يجب مراجعة الطبيب فور ملاحظة ظهور أعراض الصدفية.
يعتقد الباحثون أن الخلايا اللمفاوية الفعّالة أكثر من اللزوم والتي تهاجم الخلايا السليمة عن طريق الخطأ، تثير ردود فعل مختلفة لجهاز المناعة وللجسم، مثل: توسع الأوعية الدموية في طبقات الجلد، وزيادة كميات من خلايا دم أخرى يمكنها اختراق البشرة وافراز إشارات التهابية كيميائية. نتيجة لهذه التغيرات ينتج الجسم المزيد من خلايا الجلد السليمة والمزيد من الخلايا اللمفاوية وغيرها من خلايا الدم البيضاء، ونتيجة لذلك تصل خلايا جلدية جديدة إلى الطبقة الخارجية من الجلد بسرعة كبيرة جدًا في غضون أيام قليلة بدلًا من أسابيع كما هو في الحالة الطبيعية. خلايا الجلد الميتة وخلايا الدم البيضاء لا تستطيع التساقط بسرعة، ولذلك تتراكم على شكل طبقات قشريّة سميكة على سطح الجلد.
ليس واضحًا بالضبط ما هو سبب اضطراب نشاط الخلايا اللمفاوية عند مرضى الصدفية، فيما يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية تلعب دورًا اساسيا في ذلك. اذا نظرنا الى المجتمع البدوي في النقب أستطيع الإشارة الى عاملين قد يفسران عدد المرضى المتزايد: أولا مستوى الوعي المتزايد بأن الصدفية هي مرض له تأثيراته ومضاعفاته على مجمل الجسم وتستوجب العلاج مما يساهم في ارتفاع نسبة المشخصين. السبب الثاني باعتقادي هو التغييرات التي طرأت على نمط الحياة مثل: التغذية العصرية المشبعة بالدهون والمواد الحافظة والتي استبدلت للأسف عادات الاكل الصحية التي تميّز بها المجتمع البدوي كما الرياضة وممارسة النشاط الجسماني. وأيضا التحول الى مجتمع أكثر مدني وتأثير ذلك على نمط الحياة بشكل عام مثل: نوع اللباس والاحذية المغلقة والتي تؤثر بدرها على الانكشاف للهواء والشمس والنظافة. كما وأن ازدياد نسبة التدخين والسمنة وانتشار أكبر لشرب الكحول وغيرها من العادات التي كانت تعتبر غريبة علينا تزيد من عوامل الخطورة. كما وأن العامل الوراثي، يلعب دورا هاما في الإصابة بالصدفية وبالتالي زواج الأقارب وبشكل عام الزواج داخل المجتمع البدوي يمكن أن يساهم في انتشار المرض أكثر.
ما هي أنواع الصدفية ?
تقسم الصدفية إلى 5 أنواع: 1.الصدفية اللويحية وتعتبر الأكثر شيوعاً، فهي تصيب 80% من مرضى الصدفية، ويظهر هذا النوع من الصدفية على شكل قشور فضية، تتركز غالباً على فروة الرأس، والركبتين، والمرفقين، وأسفل الظهر. وقد تسبب هذه القشور حكة تكون مؤلمة أحياناً. 2. الصدفية النقطية وهي تظهر على صورة بقع حمراء صغيرة أو وردية خاصة على جذع الجسم والأطراف وهي ثاني أكثر الأنواع شيوعاً بعد الصدفية اللويحية، وهي تصيب حوالي 10% من مرضى الصدفية. 3. الصدفية الأحمرية وهي قل أنواع صدفية الجلد انتشاراً، وتظهر لدى 3% من مرضى الصدفية، وتكون على شكل طفح جلدي أحمر متقشر يغطي معظم أجزاء الجسم ويسبب حكة وألم شديدين. ومن أسباب تحفيز هذا النوع من الصدفية: حروق الشمس الشديدة، الالتهابات، تناول بعض الأدوية، وقف استعمال بعض الأنواع من أدوية الصدفية. 4. الصدفية المعكوسة او صدفيه الثنيات: وتظهر على شكل بقع جلدية حمراء ناعمة وملتهبة تتركز في ثنايا الجلد، مثل الإبطين، وبين الفخدين، وتحت الثدي. وأخيرا، الصدفية البثرية التي تصيب البالغين غالبا، وتظهر عادة على شكل بثور بيضاء غير معدية مليئة بالصديد، على مناطق محددة من الجسم مثل اليدين والقدمين، ومن الممكن أن تنتشر على أجزاء أخرى من الجسم.
كما وهناك أيضا صدفية الأظافر وتصيب أضافر اليدين والقدمين، مما يؤدي ظهور حُفَرٍ صغيرة في الأظافر وتغيّر لونها ونموها. وقد تصبح الأظافر المصابة بأعراض الصدفية رخوة ومنفصلة عن قاعدة الظفر (انفكاك الظفر). وقد تؤدي الحالات الشديدة إلى تفتت الظفر أو التهاب المفاصل الصدفي الذي يسبب الألم والتيبس والتورم في المفاصل والمناطق المحيطة.
ما هي المضاعفات والمخاطر وطرق العلاج؟
إذا كنت مصابًا بالصدفية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بحالات مَرَضية أخرى؛ منها: تغيرات مؤقتة في لون الجلد في المناطق التي تلتئم فيها اللويحات، أمراض العين، مثل التهاب الملتحمة والتهاب الجفن والتهاب العنبية، السُمنة، مرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، المرض القلبي الوعائي، أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل مرض الأمعاء الالتهابي المسمى داء كرون والتهاب القولون التقرحي كذلك تأثيرات نفسيه مثل تراجع الثقة بالنفس والاكتئاب.
الصدفية مرض مركب وهناك العديد من الأنواع ويختلف علاجها من شخص وآخر. بشكل عام نصبو الى وقف العملية التي تؤدي إلى إنتاج فائض من خلايا الجلد وبالتالي تخفيف تكوّن الطبقات وإزالة القشرة وجعل الجلد ناعمًا. يمكن تقسيم أنواع علاج الصدفية إلى ثلاث مجموعات: أولا، علاج الصدفية الموضعي بالمراهم على اختلاف أنواعها. ثانيا: علاج الصدفية بالضوء ( فوتوترابيا) وهو علاج بواسطة التعرض التدريجي للضوء بشكل أساسي UVB واحيانا UVA داخل ماكنات خاصة داخل المستشفيات ووحدات العلاج الضوء المستقلة كما وأن التعرض لأشعة الشمس في منطقة البحر الميت والاغتسال بمياهه يساهم في العلاج. ثالثا: المعالجة الجهازية عن طريق تناول الأدوية الفموية. ورابعا، العلاجات البيولوجية الحديثة التي تعتبر بشرى للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كاف للعلاجات السابقة حيث يتميز قسم منها بتطوير علاجات تؤثر على مكان ظهور الصدفية مجددا وتساهم في إدارة أفضل للمرض. كما ومن المهم أن أشير ان نسبة 7% – 10% من المصابين بالصدفية مصابين أيضا بمرض التهاب المفصل الصدفي وهذا يتطلب من الاطباء توفير علاج متعدد المجالات يشمل أيضا علاجات فموية او بيولوجية بمساعدة مختص في أمراض المفاصل.
[email protected]
أضف تعليق